أزمة نقص مواد الوقود لا تزال تضرب البلاد وتشد الخناق على المصريين، من حين إلى آخر، رغم تأكيدات الحكومة بوضعها آليات لحل الأزمة، ورغم تصريحات رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل، بعدم وجود أزمة فى البنزين والسولار، وأن السبب فى الأزمة هو محاربة المستفيدين من عدم تطبيق نظام الكروت الذكية. ورغم أن رئيس الهيئة العامة للبترول المهندس طارق البرقطاوى، أعلن أول من أمس -فى إطار تطبيق منظومة العمل بالكروت الذكية، على توزيع السولار والبنزين- عن الانتهاء من تسجيل 13 شركة من شركات التسويق العاملة فى مصر وتسجيل 44 مستودعا من مستودعات الوقود على مستوى الجمهورية وربط هذه المستودعات بعدد من المحطات لتسليمها الحصص المقررة من البنزين والسولار، وهذه المحطات تقدر ب2563 محطة. وأكد رئيس الهيئة العامة للبترول، تسليم المحطات ماكينات تطبيق نظام الكروت الذكية بالمحطات، منوها إلى أنه تم الانتهاء من تدريب 4000 عامل بمحطات الوقود على تطبيق نظام الكروت الذكية، وجاء ذلك من خلال التقرير المقدم من قبل المهندس طارق البرقطاوى، إلى وزير البترول المهندس شريف هدارة، عن الانتهاء من المرحلة الأولى لتطبيق نظام الكروت الذكية. إلا أن الواقع يؤكد أن الحديث عن انتهاء المرحلة الأولى من تطبيق نظام الكروت الذكية ما هو إلا تصريحات لا تمت للواقع بصلة، حسب ما أوضحه عدد من عمال المحطات ل«التحرير». مدير محطة التعاون الكائنة فى سراى القبة عبد العظيم رجب، قال ل«التحرير»: إن المحطة لم يتم إمدادها بأى من الماكينات التى من المفترض أن يتم من خلالها تطبيق نظام الكروت الذكية حتى الآن، مؤكدا أن المحطة لا تزال تعمل بالنظام القديم والتقليدى المتعارف عليه فى أغلب المحطات. رجب لفت إلى أن المحطة لم تتحصل على حصتها من السولار منذ ثلاثة أيام والبنزين منذ أربعة أيام، وقال: «عند سؤالنا المستودع الرئيسى عن عدم إمدادهم بأى كمية من الوقود، يكون الجواب هو أن الشحنات فى الطريق إلى المحطة»، قائلا: «كأن السولار والبنزين جاى بلد تانية». أحد العاملين فى محطة مصر للبترول الكائنة فى مدينة الأميرية ياسر حسين، قال ل«التحرير»: إن المحطة لم يتم إمدادها بأى من ماكينات الوقود لتطبيق نظام الكروت الذكية»، مؤكدا أن عمال المحطة لم يتم تدريبهم للتعامل منع النظام الجديد المزمع تطبيقه من قِبل وزارة البترول بالمحطات المختلفة، قائلا: «ما استلمناش ماكينات ولم يتم تدريبنا على منظومة الكروت». ومن المحطات التى تمكنت أخيرا من الحصول على ماكينات للعمل بنظام الكارت الذكى، محطة كائنة فى شارع البحر الأعظم، أحمد عبد الموجود، نائب مدير المحطة، قال ل«التحرير»: إن نقص السولار وامتداد الأزمة إلى البنزين أدى إلى اصطفاف السيارات فى طوابير أمام المحطة بمئات الأمتار، وما تبعها من اشتباكات وتعطيل حركة المرور»، مؤكدا عدم استخدام المحطة لنظام الكارت الذكى حتى الآن، وذلك على الرغم من وجود الماكينات بالمحطة، نظرا إلى عدم وجود استعدادت وتدريبات مسبقة للعاملين، للتعامل مع هذه الماكينات، فضلا عن رفض السائقين استخدام الكارت الذكى، الأمر الذى يجبر المحطة حتما على التعامل بالطريقة القديمة والتقليدية. الخبراء كانوا قد توقعوا فشل منظومة الكروت الذكية المزمع تطبيقها من قبل الحكومة ووزارة البترول والقول إن تطبيقها سيؤدى إلى ترشيد النفقات وإيصال دعم مواد الوقود إلى مستحقيه، وهو ما قوبل بالنقد من قبل الخبراء بأن نظام الكروت الذكية سيزيد من المليارات لدعم الدولة.