أثار وصول رئيس حكومة الوفاق الليبية المدعومة من الأممالمتحدة فايز السراج، إلى طرابلس، بشكل مفاجئ صباح اليوم، يرافقه عددٌ من أعضاء المجلس الرئاسي الليبي، حالة من التوتر الأمني فيما دعته حكومة الإنقاذ الوطني غير المعترف بها دوليا، إلى المغادرة أو إلقاء القبض على أعضاء المجلس. وسمعت أصوات إطلاق النار وقذائف المدفعية في عدة أنحاء من العاصمة الليبية منذ ساعات المساء الأولى، حيث تعم حالة من الهلع وخلو الطرقات التي عمد مسلحون إلى إغلاق بعضها. وتشير المصادر على الأرض إلى تمكن ميليشيا النواصي التي تتبع حكومة الوفاق، من التقدم داخل ميدان الشهداء وسط طرابلس بعد طرد مليشيات فجر ليبيا التي تتبع حكومة الإنقاذ. وكان السراج الذي يترأس حكومة الوفاق والمجلس الرئاسي الذي يضم تسعة أعضاء يمثلون مناطق ليبية مختلفة، وصل إلى قاعدة طرابلس البحرية بشكل مفاجئ ظهر اليوم قادماً على متن زورق تابع للبحرية الليبية من مدينة صفاقس التونسية. وقال السراج في بيان صحفي، تلاه في القاعدة البحرية أمام مجموعة من الصحفيين "بحفظ الله وسلامته، وصل رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني ظهر اليوم إلى عاصمتنا الحبيبة طرابلس، كانت الرحلة التي انطلقت ليل أمس من ميناء صفاقس على متن أحد الزوارق التابعة للبحرية الليبية". وأضاف وإلى جانبه ستة من أعضاء المجلس الرئاسي "إننا في هذه اللحظة التاريخية المباركة بإذن الله نعلن لأبناء شعبنا الكريم مباشرة حكومة الوفاق الوطني لمهامها من العاصمة طرابلس، وكذلك بدء مرحلة جديدة من الحوار والتواصل الداخلي". وتابع السراج إن "حكومة الوفاق تعلن وصولها إلى العاصمة طرابلس بطريقة آمنة، كنا حريصين على ألّا تراق فيها قطرة دم واحدة". وقالت المصادر إن المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق الوطني اتخذ من القاعدة البحرية في طرابلس مقراً له، وأنه قد تم تخصيص 5 فرق عسكرية من جيش طرابلس يدعمون الاتفاق و500 شرطي دربوا في دول إقليمية لحماية مقر المجلس الرئاسي. معارضة حكومة الإنقاذ وإلى جانب القيادي الميداني صلاح بادي الرافض لحكومة الوفاق، دعا خليفة الغويل، رئيس حكومة طرابلس غير المعترف بها دوليا، رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج إلى مغادرة العاصمة الليبية معتبرا حكومة السراج لا تمثل جموع الليبيين. وقال الغويل في بيان تلاه عبر التلفزيون "على المتسللين غير الشرعيين أن يسلموا أنفسهم أو أن يعودوا من حيث أتوا"، مضيفاً "دخولكم غير شرعي تتحملون نتائجه الشرعية والأخلاقية والقانونية". ويعارض الاتفاق أيضا رئيس المؤتمر الوطني نوري أبو سهمين الذي يعتبر الحكومة وصاية دولية وغير حائزة على توافق جميع الليبيين. فيما وصف النائب الأول لرئيس المؤتمر عوض عبد الصادق ما يجرى بأنه انقلاب على الشرعية ومبادئ ثورة فبراير التي أطاحت بالرئيس الليبي الراحل معمر القذافي منذ 5 سنوات. وقال في تصريح لقناة النبأ الفضائية "نحن في حل من أي التزامات تترتب على دخول ما يسمى بالمجلس الرئاسي". وتابع "دخلوا بطريقة غير شرعية وغير رسمية للأراضي الليبية، دخلوا خلسة بترتيب مع بعض العسكر وبعض الخونة لإدخال البلاد في نفق مظلم". من ناحية أخرى قامت قوات داعمة لحكومة الوفاق الوطني تدعى "النواصي وهيثم التاجوري" باقتحام مقر قناة النبأ الفضائية واحتجاز كوادرها، ثم أجبرت العاملين فيها على كتابة شريط عاجل يفيد بإغلاق القناة ووصفها بقناة الفتنة.