في تقرير عن أزمة انقطاع التيار الكهربي في سائر أنحاء مصر، رأت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية إن هدير المولدات الكهربائية في الشوارع يبعث برسالة مدوية حول إخفاقات الرئيس محمد مرسي. وقالت إن المصريين غاضبون من الرئيس المنتمي إلى الإخوان الذي يلقون باللوم عليه في انقطاع الكهرباء المتزايد، ما يؤدي إلى تعطل الشركات والمحلات التجارية والمطاعم في ظل الضائقة الاقتصادية التي تشهدها البلاد. وحذرت أنه في ظل ارتفاع درجات الحرارة، ومعاناة الشركات بفعل الركود الاقتصادي، يثير انقطاع التيار الكهربائي الغضب في كافة أنحاء البلاد. وأضافت رغم أن مرسي ورث مشاكل الطاقة في مصر، يرى بعض خبراء الطاقة أن حكومته لا تفعل ما في وسعها لحلها؛ لافتة إلى أنه بغض النظر عمن هو المسؤول، عندما تنطفأ الأنوار، فإن مرسي هو الذي يتحمل الجزء الأكبر من غضب المصريين. وأشارت الصحيفة إلى أن أزمة الطاقة في مصر قائمة منذ سنوات، وانقطاع الكهرباء ليس ظاهرة ما بعد الانتفاضة؛ لافتة إلى أن نقص الوقود بدأ في عام 2007، وتكرر انقطاع التيار في عام 2010، وهو العام الذي سبق الانتفاضة. وأوضحت أن الأحداث الأخيرة أدت إلى تفاقم الأمور؛ موضحة أن دعم الطاقة يستهلك حصة كبيرة ومتزايدة من ميزانية مصر، بلغت الآن إلى الخمس؛ مضيفة أن مصر كانت منذ فترة طويلة مصدرة للغاز الطبيعي الذي يغذي معظم محطات توليد الكهرباء، ولكنها أصبحت تستورده الآن، ومع انخفاض الاحتياطيات الأجنبية، تعاني لشراء ما يكفي من الوقود لمحطات الكهرباء. ولفتت إلى أن القاهرة اضطرت إلى استيراد الوقود وهو ما يعزى جزئيا إلى أن شركات النفط الأجنبية التي تستكشف الغاز أوقفت إمداداتها لأن الحكومة مثقلة بالديون لصالحها؛ ونقلت الصحيفة عن الخبيرة الاقتصادية فرح حليم قولها إن مصر مدينة بنحو 5 مليارات دولار لشركات النفط والغاز الأجنبية. ونقلت الصحيفة عن أكثم أبو العلا المتحدث باسم وزارة الكهرباء قوله: إن المخصصات الحكومية الاخيرة بقيمة 700 مليون دولار لوزارة البترول لشراء وقود لمحطات توليد الكهرباء تعنى أنه سيكون هناك انقطاع بسيط للكهرباء خلال فترة الصيف، لكن ليس لفترات طويلة، غير أنه حذر من أنه خلال شهر رمضان ربما يفوق الطلب القدرة، حتى لو كانت تمتلك مصر وقودا كافيا لتشغيل محطات الكهرباء بكامل طاقاتها. أبو العلا ألقى باللائمة على المستهلكين لاستخدام الكثير من الكهرباء، ومنع بناء محطات جديدة لتوليد الكهرباء؛ مضيفا: «إذا تعاون الناس، سيمر [رمضان] بمشاكل صغيرة. وإذا لم يتعاون الشعب، ستكون لدينا مشاكل كبيرة»؛ لافتا إلى أن «الأمر يعتمد على مدى تعاون الناس. وفى ضوء خبرته، فإن الحكومة ستبذل أقصى ما في وسعها». ومن جانبه قال مجدي نصر الله، الرئيس المؤسس لقسم البترول وهندسة الطاقة في الجامعة الأمريكيةبالقاهرة، إن الحكومة لا تدير الأزمة بشكل صحيح، وبدلا من التخطيط للمستقبل وشراء الوقود اللازم لتلبية تزايد الطلب المتوقع مع تشغيل المصريين للمكيفات في ظل حرارة الصيف، انتظرت الحكومة حتى وقوع الأزمة لتخصيص أموال إضافية. ورأى نصر الله أن «هذا يمثل مصدر قلق خطير للغاية، والحكومة لا توليه الاهتمام في الحقيقة» لافتا إلى أنها «تنتظر حتى تحدث الأزمة وتبدأ الذعر».