أظهرت حسابات، أن أقل بقليل من نصف القوة الجوية الروسية الضاربة في سوريا غادر البلاد خلال اليومين الماضيين، فيما يشار إلى أن الكرملين يسرع وتيرة انسحابه الجزئي. وأمر الرئيس فلاديمير بوتين، يوم الإثنين، بسحب غالبية القوة العسكرية الروسية من سوريا، بعد خمسة شهور من الضربات الجوية، وقال إن الكرملين حقق معظم أهدافه. والعدد الدقيق للطائرات الروسية التي كانت موجودة في قاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية السورية سري، لكن تحليلًا لصور التقطتها الأقمار الصناعية، ولقطات للضربات الجوية الروسية، وبيانات وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق، يشير إلى أن روسيا كانت تحتفظ بنحو 36 مقاتلة هناك. وأظهر تحليل رويترز، لقطات بثتها محطات تلفزيون رسمية أن 15 على الأقل من هذه الطائرات، ومن بينها مقاتلات طراز سوخوي - 24 وسوخوي - 25 وسوخوي - 30 وسوخوي - 34 قد غادرت في اليومين الماضيين. ومن المستحيل تحديد ما إذا كانت طائرات أخرى تتجه لسوريا لتحل محل الطائرات المغادرة. مقاتلات مغادرة ويقول محللون عسكريون إن الطائرات سوخوي - 24 وسوخوي - 25 المغادرة، التي يعود تاريخ صنعها للحقبة السوفيتية وأجريت لها بعض التحديثات، كانت عماد الحملة الجوية الروسية في سوريا. وقال ماكسيم شيبوفالينكو، وهو ضابط سابق في الجيش الروسي يشغل حاليًا منصب نائب مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات في موسكو، إن هذه الطائرات نفذت ما يتراوح بين 75 و80% من بين أكثر من تسعة آلاف طلعة جوية للطيارين الروس. وعرض التلفزيون الروسي لقطات لأربع طائرات من الطراز سوخوي - 25 وخمسة طائرات من الطراز سوخوي - 24 غادرت في اليومين الماضيين، ويعتقد محللون عسكريون أن روسيا كان لديها 12 طائرة من كل طراز في سوريا كما شوهدت أيضًا خمس طائرات من الطراز سوخوي - 34 وواحدة من الطراز سوخوي - 30 وهي تغادر. انسحاب أم إعادة تنظيم؟ وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جون كيربي، للصحافيين أمس الثلاثاء، إنه ليست لديه تفاصيل محددة عن القوة العسكرية الروسية في سوريا، لكنه قال إن موسكو كان لديها "عشرات الطائرات" المتمركزة هناك. وأفاد مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات، روسلان بوخوف، أنه يعتقد أن روسيا ستسحب على الأقل نصف قوتها الضاربة لكي يعتبر انسحابها الجزئي حقيقًا. وتابع: "ما لم يحدث ذلك، سيقول الناس داخل روسيا، وبدرجة أكبر خارجها، إن الأمر ليس حقيقيًا، وإنه ببساطة إعادة تنظيم للقوات". طائرات هليكوبتر ومن المعروف أيضًا أن موسكو لديها نحو 14 طائرة هليكوبتر عسكرية على الأقل، فضلًا عن طائرات استطلاع بدون طيار في قاعدة حميميم، وفي حال سحبها سيتم شحن طائرات الهليكوبتر جوًا. وأوضح مسؤولون روس أن قاعدتين عسكريتين روسيتين ستبقيان في سوريا وكذلك قوة ضاربة صغيرة من المشاة والمدرعات وطائرات الهليكوبتر. ومن المرجح أيضا بقاء نظام الدفاع الجوي المتطور إس - 400. وتحدث مسؤولون أمريكيون عن وجود "بضعة آلاف من القوات" الروسية في سوريا، وقال مصدر في الجيش الروسي لوكالة أنباء "انترفاكس" إن نحو 1000 جندي سيبقون، وإن أكثر من نصفهم سيكونون مستشارين عسكريين. وقال أندري فرولوف، محلل الشؤون العسكرية في مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات، إن روسيا ستترك "العديد" من الطائرات سوخوي - 30 وسوخوي - 35.48 ساعة فقط من جانبه، يقول ألكسندر كوتس، المراسل العسكري الذي عمل في سوريا لصالح صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" المؤيدة للكرملين، إنه جرى إبلاغه بأن روسيا قادرة على إعادة قوتها الجوية الضاربة بالكامل إلى سوريا في غضون 48 ساعة فقط. وقال إن المعدات الثقيلة والمدرعات ستنقل بحرًا، وإن بعضها قد يخزن في سوريا أو يسلم إلى الجيش السوري. ولا تزال روسيا قادرة عند الضرورة على التحرك سريعًا لمساعدة الرئيس بشار الأسد بنشر قاذفات بعيدة المدى متمركزة في روسيا، أو بإطلاق صواريخ كروز من بحر قزوين، وتمتلك روسيا أيضًا قوة بحرية في البحر المتوسط. وأظهرت قاعدة بيانات مشروع البوسفور للأنباء البحرية التي تنشر صور السفن الحربية المارة عبر المضيق أن أكثر من 12 سفينة حربية روسية، بينها سفن إنزال وسفن صواريخ وسفن دعم، موجود على الأرجح في البحر المتوسط الآن. وتأكد هذا التقييم جزئيًا بمعلومات قدمتها السلطات وسجلات ملاحية متاحة علنًا.