قال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، معلِّقًا على واقعة "إهانة" المستشار أحمد الزند وزير العدل المقال للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، التي قال فيها "هاحبس النبي": "الزند قال عبارة خاطئة وكنت أتمنى ألا تصدر من المواطن أو المسؤول". وأضاف، في تصريحاتٍ ل"التحرير"، اليوم الثلاثاء، على هامش حضوره إحدى فعاليات معرض دمنهور الأول للكتاب بمحافظة البحيرة: "الزند قال عبارته تحت ضغط انفعالي، وفي القرآن الكريم "ربنا لا تؤاخذنا إذ نسينا أو أخطأنا"، والحديث النبوي الشريف يقول إنَّ الله يتجاوز لأمة النبي عن الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه". وتابع: "ما قاله المستشار الزند حرفيًّا لو جالي نبي هاحبسه، "لو" حرف امتناع لامتناع في اللغة العربية و"نبي" نكرة تفيد العموم، فالأمر لا يقصد به ازدراء للدين أو إهانة للدين، حتى نكون منصفين، وفي نفس اللحظة استغفر الله العظيم، ثمَّ بعد ذلك بساعات اعتذر واستغفر وأعلن توبته، وأنا في الشريعة الإسلامية لا أملك إلا أن أقول "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنَّ الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم". واستطرد: (لا ننسى أن البرلمان في عهد مبارك، سبَّ الوزير يوسف بطرس غالي الدين داخل المجلس أمام 88 إخوانيًّا فردوا قائلين لا هو قال ديك بحرف ال"ك" وليست بحرف ال"ن"، لكن المضبطة بها حرف ال"ن" ولم يتم أخذ أي إجراء ضده، وفي عصر جماعة الإخوان عندما قيل إننا سنرسل مشروع قرض البنك الدولي للأزهر الشريف لمراجعته، كان رد عصام العريان وقتها أزهر إيه ودين إيه؟ ولم يفتح أحد فمه). واختتم كريمة حديثه: "أنا لا أدافع عن الزند هو أخطأ واستغفر الله وتاب واعتذر، فالله غفور رحيم، فأنا أدافع عن سماحة الإسلام، وأن الله سبحانه وتعالي أقرب للعبد، وأقول لأي شخص احرص على اللفظ، (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)، وإذا الإنسان وقع في الخطأ فالشرع يقول له سبيل رحمة وليس سوط عذاب". وأمس الأول الأحد، قرر المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء إقالة المستشار أحمد الزند وزير العدل من منصبه، بعد أن قال خلال لقائه ببرنامج "نظرة" الذي يقدِّمه الإعلامي حمدي رزق على فضائية "صدى البلد"، يوم الجمعة الماضية: "سأحبس أي مخطئ في حق الدولة.. إذا لم يكن هؤلاء مكانهم في السجون فأين سيكون مكانهم.. أنا هاسجن أي حد حتى لو كان النبي عليه الصلاة والسلام، أستغفر الله العظيم.. سأسجن المخطئ أيًّا كانت صفته".