سجناء «شديد الحراسة» يواصلون إضرابهم عن الطعام للأسبوع الثالث.. وذويهم : مفيش فايدة يواصل عدد من سجناء «العقرب»، شديد الحراسة، للأسبوع الثالث على التوالى، إضرابهم المفتوح عن الطعام احتجاجًا على ماوصفوه الأوضاع السيئة، والتجاوزات التى تمارس بحقهم من قبل إدارة السجن، لدرجة دفعتهم لاتخاذ هذا القرار الصعب، وذلك بغية مساواة سجن «العقرب» بباقى السجون. وأصدرت رابطة «أسر معتقلى العقرب» بياناً على الصفحة الرسمية لسجناء العقرب، قالت فيه «إن إضراب السجناء يأتي تحت عنوان (أنا إنسان) للمطالبة بزيارة أسبوعية للأهالى بدون حائل زجاجى مدتها ساعة وفقا لقانون السجون، وتحسين طعام ومياه السجن نوعاً وكمية، وإدخال كل المستلزمات الشخصية مع الزيارة، وأبسطها طعام بكمية مناسبة وأدوات النظافة الشخصية والأدوية والملابس والأغطية والكتب والمستلزمات الطبية وعدم مصادرتها فيما بعد، وحق المسجونين في الخروج من الزنزانة للتريض بالمدة المحددة يوميا في قانون السجون».
اللافت أنه وفى ظل حالة الإضراب الذي شرع فيه «سجناء العقرب» أصدر اللواء مجدى عبد الغفار، وزير الداخلية، قراراً بتمديد فترة 6 أشهر للواء حسن السوهاجى، مدير قطاع مصلحة السجون، بعد بلوغه سن المعاش، وهو الأمر الذى انعكس سلبياً فى نفوس وقلوب السجناء خاصة المودع منهم بسجن شديد الحراسة "العقرب". يرى مراقبون أن وزير الداخلية وبدلاً من التفكير فى تحسين أوضاع السجناء فى ظل سريان حالة من الاحتقان الشديد فى نفوس أسر السجناء، مع تزايد حالات التعنت التى تمارس بحقهم، إذا به يصدر قرار بتمديد العمل للمسئول الأول عن مصلحة السجون على مستوى الجمهورية، رغم أنه لا خلاف على الكفاءة المشهودة للواء "السوهاجى" فى عمل البحث الجنائى. وفى الوقت الذى كان يتهلف فيه أسر السجناء صدور قرار واحد من الوزير بتحسين الأوضاع داخل السجون، والسماح بزيارة ذويهم ودخول الأطعمة والأدوية الكافية للمودعين به، لم يراع «عبد الغفار» الحالة الإنسانية للأسر التى تضطر للبيات على الأرصفة أمام السجن، ليل نهار بغية السماح لهم برؤية ذويهم، وقرر مد العمل لرئيس مصلحة السجون . ومن جانبها، قالت إيمان محروس، زوجة الصحفى أحمد سبيع، المحبوس على ذمة القضية المسماة إعلامياً ب «غرفة عمليات رابعة» والمتهم فيها بنشر أخبار كاذبة والانضمام لجماعة محظورة، فى تصريحات صحفية إن زوجها محبوس منذ 3 أكتوبر 2013، يواجه هو وزملائه ظروف غير آدمية بالسجن، أولها الأكل الذي يقدم بالسجن، وهو ما دفع زوجها إلى الإضراب عن طعام السجن، واعتماده على الطعام الذى يدخل مع الزيارة بكميات قليلة جداً وغير كافٍ، قد يصل فى الزيارة لملعقتين أرز وقطعة لحمة، وفقاً لقولها. ونوهت زوجة «سبيع» إلى أنه وقبل فترة وزير الداخلية الحالى اللواء مجدي عبدالغفار، كانوا يدخلون الطعام أثناء الزيارة بكميات معقولة، لافتة إلى أنها قدمت شكوتين فى فبراير الماضى إلى المجلس القومى لحقوق الإنسان، ولم يصلهم رد من المجلس حتى الآن، كما تقدمت ببلاغ إلى النائب العام، لمطالبته بالوقوف على حقيقة الأوضاع في سجن العقرب. ومن جانبها، قالت إبنة سامح الشربينى، المسجون ب «العقرب» منذ 10 يونيو 2014، على ذمة القضية المعروفة إعلامياً ب «كتائب حلوان»، إن والدها عانى من تدهور في صحته وفقد حوالى نصف وزنه، بعد إضرابه عن الطعام منذ 3 أسابيع، مشيرة إلى أن أعداد المضربين تتزايد يوميا، بسبب سوء الأوضاع في السجن. ووصفت نجلة «الشربينى» معاناتها وباقى الأهالى أثناء الزيارة، مشيرة أن الفترة الأخيرة أصبح الوضع أكثر صعوبة، ما استدعى الأهالي للتواجد أمام السجن منذ ليلة الزيارة، لافتة إلى أنهم ينتظرون أمام السجن من الساعة الثانية فجراً، ليتمكنوا من الدخول فى صباح اليوم التالى". وأشارت إلى أن كشك بيع المأكولات في السجن ارتفعت أسعار المنتجات به إلى 100% عن وقت سابق، مشيرة أن نصف كيلو فرخة يتكلف حوالى 40 جنيه، وعلبة التونة تصل ل 18 جنيه. وبحسب البيان الصادر عن رابطة أهالى سجناء العقرب، جاء الإضراب بعد أسبوعين من الإهانات والاعتداءات على الأهالي والتى بدأت منذ 10 فبراير الماضى، حيث منعت الزيارة عن السجن منذ 24 يناير حتى 10 فبراير، وتم إغلاق نظارة باب الزنزانة في بعض العنابر بحواجز حديدية وهي الفتحة الوحيدة الغير مغلقة في الزنازين.
وأكمل البيان أنه وبعد إعادة فتح الزيارات ف 10 فبراير، تم السماح ب20 زيارة حد أقصى في اليوم، ثم أصبح الحد المسموح به في حدود 30 زيارة أي 180 زيارة في الأسبوع في سجن به قرابة ألف سجين. وشرح أنه وبتاريخ 17 من فبراير الماضى، بدأ كل من محمد ربيع الظواهري، وإسماعيل عبد القادر إبراهيم، ونبيل عبد المنعم الشحات، إضراباً كلياً عن الطعام، وعدد من السجناء الشباب للمطالبة بمعاملة لائقة كريمة وفتح الزيارات، وفي 24 فبراير، انضم عصام سلطان، وجهاد الحداد، ومحمود البربري، للإضراب المفتوح، وتم منع 60 أسرة من الزيارة فى ذات اليوم، حتى انضم للإضراب، في 27 فبراير الماضى، سبعة من الصحفيين وهم هشام جعفر، أحمد سبيع، حسن القباني، وليد شلبي، أحمد صالح ". وحذرت الرابطة من خطورة الوضع الصحى الحالي لسجناء العقرب، مشيرة إلى أنهم باتوا عرضة للإصابة بأمراض فيروسية قاتلة تتفاقم مع ضعف المناعة الذى يعانون منه نتيجة لسوء التغذية وقلة الحركة وعدم التعرض للشمس. واتهمت إدارة السجن بمنع إدخال أى أدوية للمسجونين بما فيها المسكنات وأى مكملات غذائية ضرورية كأقراص الحديد. نقابة الصحفيين، تقدمت ببلاغات وشكاوى للنائب العام ووزارة الداخلية حول أوضاع الصحفيين المحبوسين في سجن العقرب، وما يتعرضون له من انتهاكات .