يعلمون أن نهايتهم أصبحت حتمية خلف القضبان والجدران، ولاسبيل للعودة للحياة مرة آخرى إلا عن طريق الهرب من السجن بطرق اكرة، دون اضطارهم لاستخدام العنف والرصاص، ومن هنا يبدأ التخطيط والتفكير العميق في كيفية مغادرة الزنازين، وذلك بالتركيز على نقاط الضعف داخل جدران السجن، المحاط بالجنود المحملين بالأسلحة، فمنهم من يستغرق شهورا فى «وضع خطة» لتنفيذها والبعض الآخر يخطط وينفذ خلال أيام، ولكن يبقى مصير معظم تلك الحلات العودة مرة آخرى للحجز الإنفرادى بعد ضبطه فى ساعات معدودة محملا بتهمة محاولة الهرب..«التحرير» قررت استعراض أشهر وأغرب الحالات والطرق للهرب من السجون والأقسام.. التهريب بالتحرش لم يمر سوى ساعات معدودة بعدما ألقى القبض على تاجر مخدرات بالمقطم وبحوزته كمية من مخدر الحشيش، وأدعى مروره بحالة مرضية متأخرة وأخذ يصرخ ويتوجع من شدة الآلم، فقررت النيابة العامة عرضه على مستشفى أحمد ماهر لاتخاذ اللازم، ومن هنا بدء المتهم فى تنفيذ خطة هروب عن طريق الإستعانة بزوجته والتى قامت بتنفيذ دورها المتفق عليه بكل اتقان. وبعد حجز المتهم بالمستشفى وفى صباح اليوم التالى، وخلال تواجد أمين شرطة، المكلف بحراسة المتهم، في أثناء تواجده بالغرفة، قامت زوجة السجين بالصراخ وألقت بجسدها على أمين الشرطة حتى تقنع جميع العاملين بقيامه بالتحرش بها ومحاولة التعدى عليها جنسيا مقابل السماح لها بالزيارة، وأخذت تصرخ:«الحقونى ياناس شوفوا الباشا قليل الأدب بيعمل إية معايا علشان هما الحكومة يعملوا فينا كده لا ياباشا احنا عندنا شرف». وهنا تحول الأمر 360 درجة، عقب تجمع كل من في المستشفى لمعرفة ما يحدث، وأخذ الأمين يصرخ ويقول «دى بتعمل كده علشان تهرب جوزها سيبوني».. ولكن بسبب تدافع المواطنين تمكن المتهم من الهرب مستغلاً تعاطف العاملين بالمستشفى والمواطنين مع زوجته..ونجحت خطته فى الهروب.
لعرض الواقعة على نيابة المقطم الجزئية، قررت حبس أمين الشرطة المكلف بحراسة المتهم الفار، وربة منزل 4 أيام على ذمة التحقيقات وإخلاء سبيل الضابط المسئول عن قوة الترحيلات فى واقعة هروب المتهم بالاتجار فى المخدرات من مستشفى أحمد ماهر، وكلفت النيابة الأجهزة الأمنية بسرعة التحريات حول الواقعة، وضبط السجين الهارب.