لطالما ذكر السياسيون في أحاديثهم أن إسرائيل تسيطر -منذ وقت طويل- على الكثير من الدول الإفريقية، بعد أن تراجع دور مصر في المنطقة، فهل هذا أمر صحيح؟ أقوى دليل لفهم ما تقوم به إسرائيل، يأتي من الخدمات التي تقدمها، ويمكن شرحه بمثال تكنولوجي بسيط، يدور حول مؤسسة "Innovation Africa"، التي أنشأتها الإسرائيلية سيفان يعاري عام 2008. المؤسسة المذكورة، يقودها سيدات إسرائيليات، ومهمتها وفقًا للموقع الرئيسي على الإنترنت، هي "جلب التكنولوجيات الإسرائيلية للقرى الإفريقية الريفية"، فماذا أنجزت حتى الآن؟ نجحت المؤسسة، بحسب تقرير نشره موقع "تايمز أوف إسرائيل"، في توصيل المياه والكهرباء ل 104 قرى في جميع أنحاء إفريقيا، منها دول "ملاوي وأوغندا وتنزانيا وجنوب إفريقيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والسنغال وأثيوبيا"، وأماكن أخرى. وتشير الأرقام المنشورة من قبل المؤسسة، إلى نجاح 23 من مشاريعها في مساعدة 319 ألف مواطن ملاوي، و56 مشروعًا في مساعدة 360 ألف أوغندي، و13 مشروعًا في مساعدة 79 ألف تنزاني. وذكرت المؤسسة، أنها نجحت منذ تأسيسها عام 2008، في جلب الإضاءة والمياه النقية والغذاء ورعاية طبية أفضل لمليون شخص في جميع أنحاء قارة إفريقيا. ما الخدمات التي تقدمها مؤسسة "Innovation Africa" الإسرائيلية؟ في أماكن تنعدم فيها الطاقة الكهربائية، إذ لا يوجد بها وسيلة لتبريد الغذاء أو تشغيل الأضواء في المدارس، زودت المؤسسة الإسرائيلية تلك المناطق بألواح شمسية -مثل تلك المتواجدة على أسطح المنازل الإسرائيلية-، ما سمح لسكان القرى هناك، بشحن هواتفهم الذكية، دون التنقل لأماكن أخرى يوجد بها كهرباء، كما أتاح لهم فرصة الاتصال بالإنترنت. ويستخدم القرويون، في الأماكن التي دعمتها المؤسسة الإسرائيلية، أجهزة كمبيوتر مصممة خصيصًا لاستقبال الطاقة الشمسية وتحويلها إلى كهرباء، من أجل المضي قدمًا في مجال التعليم. وتساعد الأقفال إسرائيلية الصنع على خفض السرقة في المناطق المدعومة من قبل المؤسسة، كما أن نظام الري بالتنقيط الذي وفروه، رفع من كفاءة Hستخدام المياه في مجال الزراعة، وأدى إلى زيادة إنتاج المحاصيل. إحدي التكنولوجيات التي وفرتها المؤسسة الإسرائيلية أيضًا لسكان القرى في إفريقيا، هي مضخة يدوية، يمكنها تنقية المياه، وجعلها صالحة للشرب، حتى لو كانت تلك المياه من الصرف الصحي، دون إستخدام الكهرباء من الأساس. الدرس المستفاد.. هم يعملون ونحن نكتفي بالتفاهات إسرائيل تتوسع في إفريقيا، من خلال تقديم خدمات اجتماعية وإنسانية وإنشائية مباشرة إلى المواطنين هناك، ما يؤدي إلى خلق تواجد شعبي لها بمعظم الدول الإفريقية، دون أن ترسل جنديًا واحدًا، أو حتى تستخدم القوة العسكرية. أما نحن هنا، فكل ما يشغل بالنا هو جلوس نائب مجلس الشعب المسقط عضويته توفيق عكاشة مع السفير الإسرائيلي بمنزله، وضربه بالحذاء، وتعاقد نادي الزمالك مع اللاعب إيمانويل مايوكا، الذي كان يلعب من قبل في الدوري الإسرائيلي، ومزاعم دفع عمولة إلى وكيله الإسرائيلي، بدلًا من التوصل إلى طرق تساعدنا على استعادة دورنا الريادي في القارة السمراء.