أنشئ بيت "المساجيرى" مباشرة على الكورنيش القديم حاليا بحى السويس، بغرض رؤية ومراقبة حركة السفن العابرة للقناة من المدخل الجنوبى، وتم إنشاؤه فى أواخر القرن الثامن عشر ميلادى، وكان استراحة لتجار التوابل، حيث كان يتم استيراد التوابل والزيوت من الهند والصين ودول جنوب شرق آسيا، ويضم بيت المساجيرى مخازن للغلال. وكان بيت المساجيرى يدار منه الحركة الملاحية بالمدخل الجنوبى لقناة السويس، عقب افتتاح القناة فى 1869، وتولت الشركة الفرنسية للملاحة تجهيز المكان بالمعدات ليكون مركزًا للتحكم بحركة المدخل الجنوبى ومرور السفن التجارية، وكان يشهد تواجد المرشدين الملاحيين ومشرفى الحركة.
واستمر العمل من خلال المبنى حتى إنشاء استراحات جديدة للمديرين وكبار البحريين بمنطقة بورتوفيق، كما تم إنشاء مبان لإدارة الأشغال والحركة، التى ما زال العمل بها حتى اليوم، وانتقلت الشركة الفرنسية، للعمل من بيت المساجيرى، إلى مبنى الأشغال ومبنى الحركة، بعد 30 سنة من افتتاح القناة، ومنذ ذلك الحين تم هجر المبنى، وأصبح بمرور الوقت مهملًا للغاية.
وتعتبر شركة القناة للتوكيلات الملاحية هى المالكة للمبنى الأثرى، حيث كان يتبع شركة "عبر البحار"، التى تغير اسمها بعد تأميم الشركة عام 1956، وما زال بيت المساجيرى يحمل لافتة باسم شركة القنال للتوكيلات الملاحية، باعتبار أن الأرض والمنشآت عليها تعود ملكيتها إلى الشركة.
فيما كشف مصدر مسئول بديوان المحافظة, أن المبنى الأثرى وفقًا لتاريخه، غير مسجل كأثر، ولا يمكن تسجيلة كأثر إلا بعد وضع تقرير هندسى عن الحالة الإنشائية للمبنى، حيث يعيش فيه 4 من الأسر بشكل طبيعى، وليس بصورة مؤقتة، كما أنه وفقًا للمعاينة المبدئية فإن أجزاء من المبنى تدخل ضمن التراث، بينما هناك جزء تم إعادة بنائها مرة أخرى حديثًا، ولا يتجاوز ذلك الجزء 100 عام.