لاتزال جماعة الإهمال والفساد داخل محافظة السويس تفرض سيطرتها علي مفاصل المحافظة والدليل إرشاد السفن العابرة المبني التاريخي والمعروف بمبني «المساجرية» نسبة الي شركة المساجيري الملاحية الفرنسية والتي قامت ببنائه ثم إدارته في عام 1869 أي منذ حوالي145 عاما علي ساحل كورنيش السويس القديم عند المدخل الجنوبي للقناة، مع افتتاح قناة السويس لإرشاد السفن العابرة بالمجري الملاحي، وليتحول ملكيته الي إحدي شركات الملاحة لتكتب بذلك بداية انهيار المبني وتحوله الي خرابة في طريقه الي الاضمحلال والزوال فبدلا من إصلاحه وترميمه وصيانته وجعله مزارا سياحيا تاريخيا مهما يحكي جانبا من تاريخ من أهم فترات قناة السويس، ومع استمرار مسلسل الإهمال التي تقوم به محافظة السويس تجاه الأماكن الأثرية والتاريخية داخل المحافظة وسادت حالة من الاستياء والسخط بين أوساط الشعب السويسي الذي قام بتوجيه العديد من الانتقادات الحادة ضد اللواء العربي السروي محافظ السويس بسبب إصراره علي استمرار وجود كتلة أسمنتية ضخمة تزن عدة أطنان في منتصف شارع الباسل الرئيسي بكفر أحمد عبده بحي الأربعين رغم أنها بقايا تمثال أثري. فقد قام اللواء تحسين شنن محافظ السويس الراحل بافتتاح هذا التراث في نهاية عام 1989، والذي تحول الآن الي بقايا تمثال والذي كان يجسد معركة أهالي السويس والشرطة الوطنية ضد الجيش البريطاني، في كفر أحمد عبده ومحيط حي الأربعين عام 1951، لتأتي مجموعة من المتطرفين بهدم هذا الأثر وإعلان الجهاز ضده بدوي أنه من الأصنام يحض الناس علي عبادته وقاموا بتدميره بالمعاول والفؤوس في واقعة شهيرة أطلقوا عليها «غزوة الصنم» وتمكنوا من هدمه وإزالته وتركوا أطلال قاعدته بعد أن فشلوا في تحطيمها والتي لاتزال قائمة في مكانها حتي اليوم، وتسبب إهمال مسئولي المحافظة المتعاقبين علي مدار حوالي ربع قرن في تحويل الصورة المجسدة لإهمالهم وآثار خراب الإرهابيين الي تراث إنساني يجب المحافظة عليه.