تحتفل محافظة قنا بعيدها القومي في الثالث من مارس من كل عام، وهو تاريخ انتصار أهالي قرية البارود، التابعة لمركز قفط جنوب المحافظة، على الحملة الفرنسية عام 1799. سميّت المعركة ب"معركة الفؤوس" مقابل البنادق، حيث استبسل أ هالي القرية بالدفاع عن أرضهم ضد عسكر فرنسا، المدججين بالأسلحة النارية والمدافع، با لفؤوس والشوم، وذلك حينما حاول الإمبراطور نابلوين بونابرت دخول صعيد مصر عبر " البارود"، بأسطول من 12 سفينة ، ونزل أ هالي "البارود" إلى النيل، وسبحوا حتى تسلقوا السفن الفرنسية، واستولوا عليها وقتلوا خمسمائة من ضباط وجنود الجيش الفرنسي، لتخلد اسمها في سجل بطولات أبناء المحروسة على مدار التاريخ. مرت الأيام وتبدلت الأحوال، وأصبح مصير القرية هو "الإهمال والنسيان"، فالوحدة الصحية بها مغلقة على الدوام، كما تنتشر في طرقاتها القمامة، وفي ترع الري، إضافة إلى تلوث مياه الشرب بالصرف الصحي، "التحرير" التقت عددًا من مواطني القرية للحديث عن مشكلاتهم... قال عبد المنعم نور، إن الأهالي لم يعد أمامهم إلى الدعاء، فقدموا شكاوى كثيرة للمسؤولين دون استجابة، موضِّحًا أنَّ نجله اُصيب بلدغة عقرب منذ أسابيع، ولولا وجود سيارة نقلته إلى مستشفى قفط المركزي لكان فارق الحياة. أشار عمرو أبو الفضل، إلى أنَّ أقرب مستشفي للقرية تبعد عنها بما يزيد عن 10 كيلومتر، وأنَّ الوحدة تفتح أبوابها صباحا للإداريين فقط، ويأتون للإمضاء في الدفاتر، ثمَّ تغلق الوحدة أبوابها في وجه الأهالي، مضيفًا أن الأهالي يعانون أيضًا من انتشار القمامة بالقرية، فضلًا عن المخلفات التي تلقي في الطرق الرئيسية والفرعية بالقرية، مطالباً المسؤلين بالنظر إليها، وحل مشاكلها لما تملك من تاريخ عريق.