يقول الشاعر الدكتور فارس خضر هزيمة يونيو هى الخنجر الذي ضرب إبداع جيل الستينيات في مقتل، ولولا ميراث المرحلة الليبرالية فى مصر الذي تربى عليه هذا الجيل لما قامت له قائمة بعدها. فالأحلام الستينية الكبرى تهاوت على صخرة هذه الهزيمة، ليظهر أثر الانهيار فى إبداع جيل السبعينيات، المتشظى الغامض المفارق للواقع الموغل فى الرمز المتعالى على الناس المتسع الدلالات، الكافر بالقيم الإبداعية الستينية الحالمة للفقراء بالأوبرا وكشك الموسيقى على الترعة، ثم أدرك الثمانينيون عبث ولا جدوى غالبية المنجز السبعينى وأراد إعادة التوازن فمال لذائقة الستينيات التي لم تكن قد فقدت بريقها تماما، لكنه أعنى جيل الثمانينيات ضاع ببين تجربتين كبيرتين: السبعينيين والتسعينيين، وصار بلا شخصية ولا هوية. ويرى أن جيل التسعينيات هو النقلة النوعية الكبرى التى دفنت تخبطات الأجيال السابقة، وأدارت ظهرها للذائقة الستينية المنهزمة والمنتهية الصلاحية، ووقفت على النقيض من تجربة السبعينيات المغالية في الترسيخ للمبدع النبى الرائى المخلص ، في حين كان التسعينيون يحتفون بالضعف الإنسانى ويرسمون بقصائدهم النثرية خريطة للألم الإنسانى فى أوضح صوره .