ساسولو بلدة إيطالية هادئة لايزيد عدد سكانها على 42 ألف نسمة أى مايوازى عدد المشاهدين فى مباراة لكرة القدم فى دورى الدرجة الأولى الإيطالى، ومع هذا فإن ساسولو فى طريقها لأن تصبح أصغر مدينة يمثلها ناد فى دورى الدرجة الأولى الايطالى اعتبارا من الموسم المقبل منذ بدء تنظم دورى «سيريا أ» عام 1945. ونجح النادي بعد 13 عاما من اللعب للمرة الأولى فى دورى الدرجة الخامسة من الصعود لدورى الأضواء مع مشاهير الكرة الإيطالية ونجح فى تحقيق هذا الإنجاز حتى قبل انتهاء الموسم بثلاثة أسابيع. ورغم أن النادى تم انشاؤه فى عام 1922 أى قبل أكثر من تسعين عاما إلا أنه ظل طوال عقود مجرد ناد محلى مغمور لايسمع عنه أحد، لكن حظوظ الفريق شهدت تحولا جذريا للافضل بعد أن بدأ رئيسه الحالى جورجيو سكوينزى رئيس اتحاد الصناعات الإيطالى شراكته مع النادى فى عام 1983. وعلى الرغم من أن اهتمام سكوينزى الأساسى كان منصبا على رياضة سباقات الدراجات وركزت شركته «مابيل» المتخصصة فى مواد البناء أغلب تمويلها على فريق مابيل لسباقات الدراجات،إلا أنه فى عام 2002 وفى أعقاب تفجر فضيحة المنشطات الشهيرة آنذاك فى هذه الرياضة، أنسحب سكوينزى من عالم الدراجات وركز كل اهتمامه الرياضى بنادى ساسولو. وبالفعل فى غضون ثلاث سنوات شهد النادى تطورا كبيرا فى مستواه، فقد صعد من دورى الدرجة «سى 2» إلى «سى 1» وبعد ثلاث سنوات فقط صعد لدورى الدرجة الثانية للمرة الأولى فى تاريخه. والواقع ومع نجاح الفريق الذى يدربه نجم خط وسط نادى روما ومنتخب إيطاليا السابق يوسيبيو دى فرانسيسكو فإنه لا يضم أى لاعبين من أصحاب الأسماء المعروفة ولكنه يضم مجموعة من اللاعبين المتمرسين فى دورى الدرجة الثانية بجانب مجموعة من الشباب الموهوبين، ويعد قائد الفريق ولاعب خط الوسط فرانسيسكو ماجنانيللى والمدافع إيمانويل تيرانوفا والمهاجم الواعد دومينكو بيراردى «18 عاما» هم العناصر الثلاث الرئيسية وراء النجاح الباهر الذى حققه نادى ساسولو خلال الموسم الحالى، ونجح خلاله فى احتلال قمة ترتيب دورى الدرجة الاولى منذ بداية الموسم. وتشير تجربة سكوينزى السابقة مع فريق مابيل لسباقات الدراجات إلى أنه لن يبخل بالمال من أجل المساهمة فى تدعيم صفوف الفريق الصاعد ليكون على قدر المسئولية وهو يخوض غمار المنافسة مع علية القوم فى الكالتشيو خلال الموسم الجديد، وفى الوقت نفسه فإن المدير الفنى دى فرانسيسكو سيسعى لتعزيز تجربته السابقة فى التدريب فى دورى الدرجة الأولى مما يجعله حريص على النجاح . فقد كانت تجربته السابقة فى التدريب فى دورى الكبار غير ناجحة فبعد أن قاد نادى بيسكارا للصعود من دورى الدرجة الثانية إلى دورى «سيريا أ» فى عام 2011 ترك الفريق وقبل عرضا لتدريب نادى ليتشى ولكن تمت إقالته بعد ذلك بعد أن خسر تسع مباريات من بين أول 13 مباراة خاضها ليتشى فى بداية الموسم. ولكن تبقى المشكلة الحالية أمام النادى المغمور فى الملعب الذى سيؤدى فيه مبارياته فى الموسم المقبل.فالنادى يقع فى إقليم «ايميليا رومانا» فى مننتصف المسافة بين مدينتى مودينا وريجيو إيميليا،وأعتاد الفريق أن يخوض مبارياته فى استاد البرتو براجليا فى مودينا خلال الموسم المنتهى، ومع ذلك فإنه بعد صعوده لدوى الكبار فإن النادى يدرس الانتقال لخوض مبارياته على استاد سيتا ديل تريكولورى فى ريجيو ايميليا الأحدث على الرغم من سعته الأقل جماهيريا. ورغم هذه المشكلة فإن الجميع فى ساسولو لايفكرون في أنها يمكن أن تمثل عائقا أمام ناديهم وينتظرون بشغف مشاهدته وهو يلعب بين الكبار فيما يرونه حلما بات حقيقة ويأملون فى أن يثبت أقدامه، وألا يكون صعوده لدورى الدرجة الأولى مجرد رحلة قصيرة يعود بعدها إلى دورى النسيان.