المستشفيات شهدت عدة تجاوزات من رجال الشرطة خلال الفترة الأخيرة.. و«فاض الكيل» بالنقابة تحت شعار "كرامة الطبيب خط أحمر"، انتفضت حشود تضم الآلاف من أطباء مصر لأول مرة أمام مقر نقابة الأطباء بدار الحكمة، استجابة للدعوة التى أطلقتها نقابة أطباء لحضور الجمعية العمومية الطارئة، تنديدا بتجاوزات واعتداءات أمناء الشرطة المستمرة على الأطباء ورفضا لممارساتهم، فى محاولة لإرسال رسالة شديدة اللهجة للنظام الحالي بصفة عامة و وزارة الداخلية بصفة خاصة، برفض أدوات القمع التى يمارسها أفراد الشرطة واتخاذ موقف اتجاه اعتداءاتهم المتكررة على الأطباء. ثورة "ملائكة الرحمة" ضد دولة الأمناء فى مشهد لافت للنظر يبرز مدى رغبة الأطباء فى انهاء مسلسل الاعتداءات المتكرر عليهم واستنكار مايحدث للأطباء، احتشد الأطباء أمام مقر نقابتهم منذ العاشرة صباحا، واكتمل النصاب القانوني للجمعية العمومية قبل موعدها بساعة بعدما أعلنت اللجنة المنظمة للجمعية العمومية الطارئة لنقابة الأطباء اكتمال النصاب القانوني لعقدها بعد تخطي عدد المسجلين بالكشوفات ألف طبيب. تسبب تكدس الأطباء أمام مقر نقابة الأطباء قبل الصلاة فى إحداث ارتباك مروري فى الشارع الرئيسي، وحاول الأطباء الالتزام بالأرصفة لتسيير حركة المرور؛ إلا أن كثافة الحضور مع مرور الوقت تسببت فى حدوث شلل مؤقت لحركة السيارات، نظرا لحضور العديد من الاطباء للجمعية العمومية. طالب الأطباء المشاركون بالجمعية العمومية لنقابة الأطباء بإقالة الدكتور أحمد عماد، وزير الصحة، مرددين هتافات "مش عاوزينه.. مش عاوزينه.. إرحل إرحل"، مستنكرين عدم مشاركة وزير الصحة فى فعاليات اليوم، معتبرين ذلك عدم تضامن مع قضيتهم، بالإضافة إلى اتخاذه قرارات دون الرجوع إلى النقابة، بصفتها الممثل الشرعى للأطباء فى المحافظات. رفع الأطباء لافتات عديدة أمام مقر النقابة منها "المحاكمة الفورية لأطباء المطرية.. كرامة الطبيب خط أحمر.. الدكتور فى السجن ليه؟.. الحرية للدكتور أحمد سعيد الذى تذكر جرحى وشهداء محمد محمود.. الحرية للدكتور طاهر مختار الذى طالب بالرعاية الطبية" توحد الأطباء خلف مطلب واحد أثناء تواجدهم وهو حماية كرامتهم ضد انتهاكات امناء الشرطة، مؤكدين رفضهم للمارسات "دولة الامناء"، رافضين عدم رفع أيه لافتات سياسية. وبحسب تصريحات الدكتور حسين خيري، نقيب الأطباء، قال إن النقابة قدمت أقوى رسالة ممكنة، موضحا أن احتشاد الأطباء في الجمعية العمومية الطارئة المنعقدة غير مسبوق حتى خلال انتخابات النقابة- حد تعبيره، مضيفا أن قواعد الجمعية الطارئة الالتزام بجدول الأعمال دون سواه، ويضم حوادث التعدي على الأطباء، مشددا على أن النقابة ﻻ علاقة لها بالسياسة وتبتعد عنها تماما، مستطردا "مشاكل الأطباء مهنية بنسبة 100%، ونحن مع دولة المؤسسات، والقانون تجاوز النقابة فيما يتعلق بأزمة المطرية وهذا غير مقبول"، مطالبا بتوقيع الجزاء على كل مخطئ، سواء ضابط أو أمين شرطة أو حتى طبيب. بينما قالت الدكتورة منى مينا وكيلة نقابة الأطباء، إن المطالبة بحق أطباء المطرية يهدف إلى عدم تكرار الواقعة مرة أخرى، مضيفة «اليوم يوم الكرامة، ونحن أحرص الناس على تطبيق القانون وعلى تقديم الخدمات الطبية للمواطنين، رأس النقابة مستهدفة لكنها محمية بجموع الأطباء الذين حضروا اليوم». أشارت، إلى إن القرارات ستكون للأطباء وليس للمجلس، مضيفة: «سنتخذ إجراءات احتجاجية تصاعدية لكنها لن تكون ضد المواطن». تابعت: «المواطن هو الذي حمانا فإن لم تتضامن معنا النقابات لما كان موقفنا هذا اليوم، المريض ظهرنا الذي نحتمي به ولن نضره، وسنضم المجتمع معنا في كل خطواتنا التصاعدية، ونحن مع حق الأطباء في مستشفيات آمنة»، وأمام كلمات وكيلة النقابة هتف الأطباء: «الإضراب هو الحل». تصدر هاشتاج "ادعم نقابة الأطباء"، موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وذلك بالتزامن مع انعقاد الجمعية العمومية الطارئة لنقابة الأطباء، لبحث التصعيد ردًا على تجاوزات الشرطة ضد الأطباء. تأتي انتفاضة الأطباء نتيجة لما تعرضوا له على مدار السنوات الماضية من الاعتداءات المتكررة لأفراد وأمناء الشرطة والتى كان أخرها واقعة "مستشفى المطرية" بعد اعتداء 9 امناء شرطة على أطباء بمستشفى المطرية واستعمال القسوة ضدهم - بحسب ما قاله الاطباء، وانتهت الواقعة بإخلاء نيابة شرق القاهرة الكلية، سبيل 9 أمناء شرطة بضمان وظيفتهم في واقعة الاعتداء على أطباء مستشفى المطرية أثناء تأدية عملهم، بعد التحقيق معهم، وهو ما تسببت فى حدوث ثورة غضب لدى الأطباء. سلسلة الانتهاكات التى شهدها الاطباء على أيدى أمناء الشرطة كثيرة وتأبى ان تنتهى، حيث بات الاطباء فريسة لانتهاكات رجال الداخلية من وقائع ضرب واعتداء على الاطباء والممرضات. ترصد "التحرير" عدد من وقائع اعتداءات أمناء الشرطة على الأطباء فى المحافظات المختلفة خلال الفترة الماضية، والتى توضح مدى استغلال أمناء الشرطة سطوتهم ضد "ملائكة الرحمة". فى شهر مايو 2013، قالت حركة أطباء بلا حقوق فى بيان لها:«أمين شرطة اقتحم، الأحد، مستشفى التحرير العام فى إمبابة، مصطحبا والده المريض وهو يمطر العاملين بالمستشفى بوابل من السباب، وقام بإشهار سلاحه النارى، وطارد الأطباء والعاملين بالمستشفى فى الاستقبال للإسراع فى علاج والده، ونشبت مشاجرة بمستشفى بنى مزار العام، فى المنيا، مساء السبت، بين طبيبين بالمستشفى، من جهة، ووكيل مدرسة وابنه، فنى معمل، بسبب رفض الطبيبين إجراء العلاج الطبيعى لفنى المعمل. قال اللواء أحمد سليمان، مدير الأمن، قد تلقى بلاغاً من الدكتور إبراهيم الشامى، مدير مستشفى بنى مزار العام، بحدوث مشاجرة داخل المستشفى بين طرف أول، «جمال. خ»، 59 سنة، وكيل مدرسة، ونجله «أحمد»، 22 سنة، فنى معمل، مصاب باشتباه كسر وتورم باليد اليسرى، وطرف ثان «عمر. و»، و«محمد. م»، طبيبى العلاج الطبيعى بالمستشفى، عقب حدوث مشادة كلامية بينهم. تحرر محضر بالواقعة، وتم تكليف رجال البحث الجنائى بالتحرى. فى أواخر العام الماضي فى محافظة المنيا، قام ضابط شرطة بالاعتداء على طبيب في مستشفى المنيا الجامعي، بعدما وقعت مشادة كلامية بينهم في قسم الاستقبال، عندما حضر الضابط للمستشفى الجامعي برفقة أحد أقاربه، وطالب الطبيب بعلاجه من إصابة بأحد أصابعه، إلا أن الطبيب كان يراعي حالة أخطر، فرفض معالجته فاعتدى الضابط عليه بالضرب. في ديسمبر الماضي، اقتحم أمين شرطة، مكتب مدير مستشفى المبرة، وقام بتكسيره والتعدي على ممرضة ومريض بالضرب، على خلفية مشادة وقعت بسبب تأجيل عملية جراحية لوالده، وترجع بداية الواقعة إلى حضور أمين شرطة برفقة والده لإجراء عملية جراحية، وعلم أمين الشرطة بضرورة تأجيلها لارتفاع ضغط والده، فقام بالتعدي على الممرضة وضربها في بطنها وهي حامل. في مايو 2015، اعتدى أمين شرطة على ممرضة بمستشفى إهناسيا المركزي بمحافظة بني سويف، بحجة عدم تقديم العلاج لزوجته المريضة بالمستشفى، وأصيبت الممرضة بخدوش في الكتف الأيمن وتورم بالفخذ الأيمن وتم حجزها بالمستشفى، وحبس أمين الشرطة بعد ذلك 4 أيام على ذمة التحقيقات قبل أن يخلى سبيله بكفالة مالية. فى البحيرة شهدت مستشفى كوم حمادة بالبحيرة واقعة من مسلسل الاعتداء على الأطباء، حيث اعتدى أمين شرطة على إحدى الممرضات بالمستشفى، على إثر مشادات كلامية عنيفة بينهما، وكانت البداية حين ذهب أمين الشرطة لعلاج نجله المصاب بالسخونية، وعندما وصل إلى المستشفى لم يجد أطباء، وظل منتظرًا لوقت طويل، حيث قامت الممرضة بالاتصال بالطبيب المقيم فلم يستجب لها ولم ينزل من مسكنه لإسعاف الطفل، فقام أمين الشرطة بتصوير المستشفى وهي خالية تمامًا من الأطباء، وكذلك الممرضة وهي تقوم بكتابة التشخيص وروشتة العلاج، وأثناء ذلك وبخت الممرضة أمين الشرطة؛ مما دفعه إلى صفعها على وجهها وخرج بنجله ولم يتلق أي علاج، وقامت الممرضات بالمستشفي بتنظيم فعاليات احتجاجية والدخول في إضراب مفتوح عن العمل للتنديد بهذه الواقعة، منذ أمس وحتى الآن، وتضامن كل طاقم تمريض الاستقبال مع زميلتهن وأضربن عن العمل للمطالبة بحقها. فى ديسمبر الماضي فى محافظة الدقهلية، كانت أبرز الوقائع اعتداء أمين شرطة على طبيب، أثناء تأدية عمله بقسم الاستقبال بمستشفى المنصورة الدولي، بعد مشادة كلامية بينهما، وعندما تم تحرير محضر، وقامت قوة من ضباط الشرطة بالضغط على إدارة المستشفى والطبيب للتنازل عن حقه. فى واقعة أخرى قام أمين شرطة مسئول عن تأمين مستشفي الطوارئ الجامعي بمنطقة جيهان بالمنصورة، بالتعدي على مواطن ووالدته، حينما ذهب لتتلقى الأخيرة العلاج بالمستشفي وتجري بعض الفحوصات الطبية، فرفض الأمين بحجة أنه لا يملك إذن، رغم تأكيده أنه حصل على إذن بالدخول، ونشبت مشادة عنيفة بينهما، حتى قام أمين الشرطة بالاعتداء على المواطن الذي كشفت التحريات في النهاية أنه وكيل نيابة بدمياط. كانت آخر تلك الوقائع اعتداء 9 من امناء الشرطة على أطباء مستشفى المطرية التعليمي، وتسببت تلك الأمور فى تصاعد القضية برمتها، واعلنت العديد من الجهات الرسمية تضامنها مع نقابة الاطباء ورفضهم للانتهاكات والتجاوزات التى تحدث ضد الأطباء تجدر الاشارة، أن 14 حزبا سياسا واتحاد كانوا قد أعلنوا تضامنهم مع احتجاجات نقابة الأطباء وخطواتها التصعيدية ضد وزارة الداخلية. كانت نقابة الأطباء أصدرت بيانا أكدت خلاله، أن الفترة الأخيرة شهدت تجاوزات متكررة في حق الأطقم الطبية بعدد من مستشفيات وزارة الصحة، وعكست هذه التجاوزات غياب التأمين الكافي، وقد تزامنت هذه التجاوزات مع إصدار مجلس الوزراء قرارًا بإنشاء هيئة التدريب الإلزامي للأطباء الذي يحتوى على الكثير من السلبيات ويتغول على سلطات الجامعات المصرية ونقابة الأطباء والزمالة المصرية، وقد تم إصدار القرار دون أخذ رأى أي جهة من هذه الجهات، كما ينص الدستور، وانطلاقًا من الدور المؤسس لنقابة الأطباء المكفول دستوريًا، وممارسة دورها في دعم قضايا الصحة والأطباء، دعا مجلس الأطباء لعقد جمعية عمومية غير عادية اليوم الجمعة لمناقشة البنود التالية: الاعتداءات المتكررة على الأطباء، إضافة إلى قرار إنشاء الهيئة الإلزامية لتدريب الأطباء، وأهابت النقابة بأعضائها الالتزام بجدول أعمال الجمعية العمومية للخروج بقرارات تدعم الصالح العام للأطباء.