فضيحة مدوية لوزير دفاع المرأة الحديدية مع علمه بعيوب برنامج «إيورو هوك» العسكرى «كارثة الطائرات دون طيار ستكلف ميركل الثمن»، هكذا بدأت صحيفة «دير شبيجل» الألمانية تقريرها، لافتة إلى أن وزير الدفاع الألمانى توماس دى مايتسيره فى مرمى النيران الآن، بعد أن ألغى برنامج للطائرات دون طيار، التى تستخدم للمراقبة، وهو المشروع الذى يتكلف نصف مليار يورو، مضيفة أن الأمر سبب فضيحة يمكن أن تخلق مشكلات للحملة التى تقودها المستشارة ميركل لإعادة انتخابها. وأضافت الصحيفة أن دى مايتسيره يجد نفسه الآن أمام أصعب التحديات التى واجهته خلال توليه مناصبه ووظائفه، ففى وقت سابق من هذا الشهر، ألغى وزير الدفاع الألمانى برنامجا للطائرات دون طيار، التى تستخدم للمراقبة، الذى يتكلف نصف مليار يورو، بسبب الزيادة الهائلة فى الاستثمار، لافتة إلى أن تلك الطائرات وفقا لتصميمها الحالى غير مزودة بتكنولوجيا تساعد على تحاشى الاصطدام، مما يعنى أنها لا يمكن استخدامها فى ألمانيا، موضحة أن الأسوأ من ذلك هو أن وزارة الدفاع كانت على علم بتلك المشكلة منذ سنوات، ورغم ذلك خطط وزيرها دى مايتسيره لمواصلة نفس البرنامج. وذكرت أن وزير الدفاع الألمانى يجد نفسه فى منطقة غير مألوفة له، فرغم حياته السياسية الطويلة وكونه خدم وزيرا للداخلية ورئيسا للأركان تحت حكم ميركل، رغم ذلك لم يرتبك اسمه بأى فضيحة، لافتة إلى أنه لم يكن هناك وزير دفاع ألمانى يدافع مثله وباستماتة عن شراء الطائرات دون طيار، فالبنسبة له هذه الطائرات ليست مجرد قطعة من المعدات العسكرية التى تحمى الجنود الألمان من التعرض للإصابة أو القتل، بل إنها تعد إثباتا أن برلين لا تتهرب من واجباتها العالمية. ولفتت «دير شبيجل» إلى أن هذا المشروع يمثل إهدارا ل650 مليون يورو من أموال دافعى الضرائب الألمانية، فى وقت أوضح فيه وزير الدفاع أن تلك الطائرات أداة لا غنى عنها للجيش الألمانى، مضيفة فى تقريرها أن دى مايتسيره يفعل أفضل ما فى وسعه لينأى بنفسه عن الفضيحة، مدليا بتصرحات عن الصعوبات المؤسفة التى يمكن أن تنشأ مع أى صفقة أسلحة كبيرة، لكن لا شك أنه يعلم أن استخدام تلك الطريقه لن يعده أو يفيده بشىء، فوفقا لوثائق صادرة عن المكتب الفيدرالى لمعدات الجيش الألمانى وتكنولوجيا المعلومات، كشفت عن وجود اعتراضات مبكرة وتحذيرات من المشروع الخاص بطائرات «إيورو هوك»، كما أماطت اللثام عن تجاهل تلك الاعتراضات والتحذيرات.