أعلن الكرملين أن المستشار العسكري الروسي الذي لقي مصرعه في سوريا في الأول من فبراير الجاري لم يشارك في العمليات القتالية. وامتنع الناطق الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن الكشف عن هوية المستشار العسكري الروسي الذي أكدت وزارة الدفاع الروسية الأربعاء مصرعه الاثنين الماضي جراء قصف شنه إرهابيون بمدافع الهاون. وكانت الوزارة قد أعلنت أن مستشارًا عسكريًا روسيًا قتل في سوريا بنتيجة قصف نفذه مسلحو تنظيم "داعش" يوم الاثنين الماضي، ونقلت وكالة "نوفوستي" الحكومية الروسية عن الوزارة أن "ضابطًا روسًيا لقي حتفه متأثرًا بجروح أصيب بها أثناء قصف نفذه إرهابيو تنظيم داعش باستخدام قذائف هاون". وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن المستشار العسكري الروسي تولى في سوريا تنفيذ مهام مرتبطة بمساعدة عناصر الجيش السوري على استعمال أسلحة جديد يتم توريده في إطار العقود الخاصة بالتعاون الروسي السوري في المجال العسكري التقني، ولم تذكر الوزارة المنطقة التي وقع فيها الهجوم، لكنها أوضحت أن القصف استهدف حامية تنتشر فيها إحدى وحدات الجيش السوري. وحسب البيانات الرسمية، يعتبر هذا الضابط هو القتيل الثالث لروسيا، حيث قتل طيار روسي بنتيجة قيام سلاح الجو التركي يوم ٢٤ نوفمبر ٢٠١٥ بإسقاط قاذفة قنابل روسية من طراز "سوخوي-٢٤" فوق الأراضي السورية بعد مهاجمتها من قبل طائرتين حربيتين تركيتين من طراز F16. وأثناء عملية إنقاذ الطيار الثاني للقاذفة، قتل أحد عناصر مشاة البحرية الروسية، وتحطمت المروحية التي كانت تقوم بعملية الإنقاذ. في سياق متصل، شدد المتحدث باسم الكرملين على أن المستشارين العسكريين الروس في سوريا لا يشاركون في العمليات القتالية، بل تكمن مهمتهم في تقديم النصائح وتدريب العسكريين السوريين على استخدام الأسلحة والمعدات القتالية التي يتم توريدها من روسيا. هذا ولم يرد بيسكوف على سؤال حول المنطقة التي قتل فيها المستشار الروسي، مضيفًا أن تحديد المناطق التي تجري فيها عمليات التدريب يتم انطلاقًا من اعتبارات الفائدة العسكرية. من جهة أخرى، رجحت صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الروسية، انطلاقًا من معلومات حصلت عليها من مصادر سورية، أن المستشار العسكري الروسي لقي مصرعه بقصف شنته المدفعية التركية، وليس مسلحو "داعش". وأشار مراسلا الصحيفة العاملان على تغطية المعارك في سوريا، إلى تكثيف عمليات القصف التي تستهدف مراكز القيادة للجيش السوري شمال البلاد منذ أسابيع عدة. وحسب معلومات الصحيفة، توفي المستشار العسكري الروسي متأثرًا بجروحه كثيرة أصيب بها بعد أن استهدف القصف مواقع المدفعية السورية في محيط مدينة سلمى التي حررها الجيش السوري منتصف الشهر الماضي، بينما اضطر المسلحون للانسحاب إلى الأراضي التركية. ونقلت الصحفية عن مصادر في الجيش التركي أن عمليات القصف التي تستهدف مواقع الجيش السوري في المنطقة، شهدت تكثيفًا مفاجئًا خلال الأسابيع الماضية. وأضافت أن عمليات القصف هذه تتميز بدقة فائقة، تدفع إلى الاعتقاد بأن جيشًا نظاميًا محترفًا، وليس ميليشيات إرهابية تقف وراء تلك الهجمات. وأوضحت الصحيفة أن مصادر في وزارة الخارجية السورية أكدت أن الجيش التركي يتحمل مسؤولية عمليات القصف على مواقع الجيش السوري في محيط سلمى، وذكرت أن الهجمات أسفرت عن مقتل عسكري روسي، دون أن تذكر منصبه أو موقع وفاته.