«تتح».. فيلم كوميدي يوظف السياسة لتحقيق أعلى الإيرادات

استفاد الفيلم الكوميدي «تتح»، للفنان محمد سعد، من الوضع السياسي المتوتر في الشارع ليحقق أعلى الإيرادات في شباك تذاكر السينما بين الأفلام المعروضة حاليا.
ويرى نقاد، أن الفيلم استعان بالأحداث والأزمات السياسية والاجتماعية الراهنة في عمل «إفيهات» لإضحاك الجمهور من جهة، ومن ناحية أخرى الاستفادة من حاجة المواطنين البسطاء للخروج عبر الضحك والكوميديا من هموم الحياة اليومية مثل «أنبوبة البوتاغاز، ورغيف الخبز، وأزمة السولار، والانفلات الأمني وغيرها»، بالإضافة الى السخرية من الأطراف الفاعلة في المشهد السياسي المصري.
وقال سيد فتحي مدير عام غرفة صناعة السينما المصرية، في حديث له إن فيلم «تتح»، «وصل إجمالي ما حققه من ايرادات حتى الأسبوع الثالث لعرضه ما يقرب من 7 مليون جنيه مصري «29 ألف دولار أمريكي»، وهو بذلك يتصدر سباق الأفلام السينمائية في مصر».
وتدور أحداث الفيلم، في إطار كوميدي ساخر حول شخصية «تتح»، الذي يتأثر بما يحدث حوله من أحداث جارية، ويحكي الفيلم قصة شاب فقير يعمل بائع صحف في منطقة شعبية، وله ابن أخت يعيش معه في نفس المنزل، ويقوم الأخير بتعليمه التعامل مع الكمبيوتر وتصفح الإنترنت للتواصل مع الآخرين، ومن خلال المحادثات على الإنترنت يتعرف على فتاة، وبعد أن يتقابلا سويًا تتصاعد الأحداث وتتعرض الفتاة للاختطاف من جانب عصابة، ويحاول «تتح» أن ينقذها.
والفيلم بطولة دوللي شاهين، وبوسي، ومروى، وإخراج سامح عبد العزيز، ومن إنتاج السبكي فيلم.
من جانبه، قال الناقد السينمائي مشير عبدالله للأناضول إن شخصية «تتح»، والتي جسدها محمد سعد، تعتبر من الشخصيات الثرية للممثل، مشيرا إلى أن «بها كثير من التحدي وذلك على مستوى طريقة الكلام، والمشي، والنظر، وكل ذلك فيه صعوبة كبيرة، ولكن سعد استطاع المحافظة على تلك الطريقة طوال الفيلم».
ولفت عبد الله إلى أن «الحوار في الفيلم يعتبر انعكاسا حقيقيا لما يحدث في حياتنا سواء علي مستوى السياسة والحياة الاجتماعية والمشكلات اليومية».
بينما رأى الناقد مجدي الطيب، في حديثه لمراسلة الأناضول، أن محمد سعد «كرر نفسه، عبر شخصية تتح وعزف على نفس اللحن القديم والذي سبق أن قدمه في أعماله السابقة مثل، اللمبي، وعوكل، وبوشكاش، وكركر، وكتكوت».
واعتبر أن «هذا الدور صنع من أجل محمد سعد، وحسب المواصفات التي ينشدها في جميع أفلامه؛ فالشخصيات الدرامية من حوله ما زالت تعاني تهميشاً كبيراً وإصراراً على إضعافها لحساب النجم الأوحد، بل إن السيناريو يسقط بعضها من الحسبان، في مشاهد كثيرة، قبل أن يتذكرها ثانية في غياب تام للمنطق وعدم اعتراف بالضرورة الدرامية».
وأوضح الطيب أن «استخدام محمد سعد لبعض الإفيهات التي تحيل على مشاكل الواقع تم إقحامها بشكل جعل الكثيرين لا يرونها كوميدية».
وتضمن فيلم «تتح» الذي يعرض في دور العرض السينمائية حاليا سخرية من الانفلات الأمني، ومن بعض الشباب الثوري، حيث تظهر في الفيلم شخصية في هيئة شاب ثوري بالنظارة والشال يتحدث إلى «تتح» بجمل سياسية فيقوم بإظهار رد فعل يحول حديث الأول إلى هزل واضح وسخرية فجة، وثم يتمادى في ذلك عندما يقول له الشاب «أشوفك في الميدان، فيرد عليه «تتح»: «في جحيم الله».
كما تضمن الفيلم، مشاهد ردد فيها الممثلون عبارات جاءت في خطب لقادة سياسيين وكانت موضع سخرية في الإعلام المحلي، من بينها المشهد الذي جمع بطل الفيلم محمد سعد والممثل الكوميدي سمير غانم وقال فيه الاخير بصوت هامس «القصاص»، وهي الكلمة التي قالها مرشد الإخوان المسلمين محمد بديع للرئيس الحالي محمد مرسي أثناء خطاب انتخابي قبيل توليه منصبه للقصاص لشهداء ثورة 25 يناير 2011 وجاءت في مقطع فيديو لاقى انتشارا واسعا بين النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي والبرامج الكوميدية.