حوار| أحد أقارب رئيس المركب الغارق بالسودان: «المسؤولون تعاملوا مع الصيادين كأنهم فراخ وراحت»

علي عفيفي يكشف كواليس الحادث: أحد الناجين أخبرنا بأن بقية الصيادين موجودين في منطقة ممنوع تحرك المراكب فيها
من المؤسف أن يظل الصيادين المفقودين 4 أيام بدون أكل أو شرب.. ورئيس الوزراء مش فاهم حاجة
"حياة البني آدم بقيت رخيصة" عبارة أطلقها علي العفيفي أحد أقارب رئيس مركب الصيد "زينة البحر" الغارق بمنطقة السبعات في المياه السودانية، أثناء حديثه مع "التحرير"، والذي أكد خلاله على عدم وجود استجابة سريعة من المسؤولين لإنقاذ الصيادين المصريين بعد الحادث.
المركب الغارق يحمل 14 صيادا، واستطاع اثنان منهم السباحة حتى وصلا إلى جزيرة آمنة، بينما بقي 12 صيادا بمنطقة السبعات بالمياه السودانية.
علي عفيفي ابن خال رئيس المركب، ويحمل نفس اسمه، يتحدث بنبرة تكسوها المرارة، عن الكواليس التي كان شاهدا عليها بعد وقوع الحادث، مشيرا إلى أنه لا يستطيع إخبار والد الصياد بما حدث لنجله، لأنه خرج من عملية قلب مفتوح منذ فترة قليلة، لكنه أفصح ل"التحرير" أهوال الحادث، فإلى نص الحوار:
* ما الجهات التي تواصلتم معها لمحاولة إنقاذ الصيادين المصريين ؟
نحن نتواصل مع الجهات المعنية، لكن الأجواء في السودان صعبة، ونتعشم خيرا في ربنا بأن يصل الجميع إلى أرض الوطن، وتواصلنا مع الصيادين في السودان، وكل ما نطلبه أن تتحرك الجهود الداخلية، حتى تعرف السودان أن الدولة المصرية خائفة على مواطنيها، نحن لم نطلب أية أموال، لكن ما نريده إنقاذ المصريين فقط.
* وما مطالبكم ؟
نطلب من رئيس الوزراء التحرك والتحدث مع المسؤولين في السودان حتى يتم إنقاذ البحارة على أي وضع، حيث تم إنقاذ اثنين من على ظهر المركب الغارق، وتحدث معنا الصيادون المصريون الموجودون في السودان ليخبرونا أن المنطقة التي يوجد فيها بقية الصيادين يجب أن يتم التوجه لها بطائرة، ونحن لا نعلم لماذا يتم التعامل مع القضية بهذا الشكل، خاصة أنه كان من المفترض أن تتوجه الطائرة بالأمس.
ومن المؤسف أن يظل الصيادون أربعة أيام دون أكل أو شرب، لأن ذلك يعني أنهم حتى إذا كانوا على قيد الحياة فإن حياتهم في خطر، كل ما نعرفه أنه تم إنقاذ أحد الصيادين من المطرية وآخر من دمياط.
* هل وصل إليكم أية معلومات عن صاحب القارب ؟
لا نعرف أي شيء عنه، هو من ضمن 12 من الصيادين في منطقة خطيرة، لا يوجد فيها شبكة، لأنهم في منطقة على حدود السودان.
*هل تواصلتم مع أحد الناجين من المركب ؟
تواصلنا مع الصيادين اللذين تم إنقاذهما، وأخبرانا أن الصيادين المصريين الذين تحركوا لإنقاذنا بمراكب سودانية لم يتوجهوا إلى المنطقة الموجود فيها بقية الصيادين لأنهم في مكان خطر، كما أخبرانا أن بقية الصيادين في منطقة تحتاج إلى أن تنقذهم البحرية، وأنها منطقة ممنوع أن تتحرك فيها المراكب، لعدم المساءلة، وأخبرانا أيضا أنهما قاما بالسباحة حتى وصلا إلى جزيرة، لذلك كان من السهل الوصول إليها، أما بقية الصيادين معلقون في منطقة في انتظار من ينقذهم.
*كيف استقبلت الحادث ؟
مش في أيدينا شيء لأنهم في بلد غريبة، لكن الحكومة لابد لها من التحرك بشكل أكبر، قمنا بمجهودات فردية حتى تمكنا من التواصل مع الصيادين الموجودين في السودان، كان يجب أن تتحرك طائرة لاستطلاع الأمر يوم الحادث، كنا نتمنى أن يشعر المسؤولون بنا بشكل أكبر، ويعرفوا أنهم بني آدمين مش فراخ راحت.
* ما الجهات التي تواصلت معها عقب معرفتك بالواقعة ؟
توجهت إلى ضياء داوود عضو مجلس النواب، وأخبرني بأن المحافظ لم يرد عليه، رغم أنه تواصل معه، كما تم التواصل مع رئيس الوزراء شريف إسماعيل ووزير الخارجية مش موجود.
وكنا نتمنى أن يكون هناك مراعاة للإنسان، الدولة تحصل على ضرائب وتأمينات من المركب، ونحن لا نريد شيئا أكثر من أن تتواصل الدولة لإنقاذ المصريين، والفلوس مش هتعوض البني آدم اللي بيروح.
نحن لا نريد من الدولة شيئا غير أنها تشعر بقيمة المواطن المصري، لكن إحنا شايفين العملية نايمة، ولما بنتكلم ومفيش أي رد فعلي، رئيس الوزراء لم يفعل شيئا، وكل ما حدث أننا قمنا بالتواصل من تلقاء أنفسنا، ولا يوجد شيء نفعله، عمرنا ما هنمسك سلاح عشان نروح نجيبهم، نتمنى أن يقف معنا الله، لا نريد المركب، لكننا نريد أن يتم إنقاذ الصيادين.
وصلت صوتي لضياء الدين داوود عضو مجلس النواب، ومش عارف أروح لمين، كما أننا تحدثنا مع المخابرات، والحادث معلوم للجميع منذ الأمس، فلماذا لم يتم التحرك بسرعة، وتواصلت مع أحد الصيادين عبر الهاتف، وأخبرني بما حدث، نحن نتمنى الخبر الجيد قبل السيئ، لكنني ناقم على أن المراكب التي خرجت لإنقاذ الصيادين لم تتوجه إلى المنطقة الموجودة فيها العدد الأكبر منهم، وأثق أنهم على قيد الحياة.
ما الرسالة التي تريد أن توجهها للحكومة ؟
هذه الكارثة لم تحدث للمرة الأولى ولن تكون الأخيرة، ورئيس الوزراء مش فاهم حاجة، وأريد التأكيد أن مثل هذا الحادث سيتكرر، ولابد أن يكون هناك اهتمام بالبني آدمين، ووالد رئيس المركب أجرى عملية قلب مفتوح، ولا يعلم شيئا عن هذه الكارثة، وإذا وصل له الخبر هيروح فيها.