الكاتبة وصفت الأضحية بالمذبحة ورؤيا إبراهيم ب «الكابوس».. وحاولت التبرير ثم تراجعت: «لم أقصد» قضت محكمة جنح الخليفة، المنعقدة بمجمع محاكم زينهم، اليوم الثلاثاء، برئاسة المستشار محمد الملط، بمعاقبة الكاتبة فاطمة ناعوت، بالحبس 3 سنوات، وتغريمها مبلغ 20 ألف جنيه، لاتهامها بازدراء الدين الإسلامى، وذلك عن واقعة التشكيك والسخرية من شريعة الأضحية، خلال شهر أكتوبر لعام 2014، لتمر قضيتها بمراحل عدة خلال العامين الماضيين. التدوينة التى سجنت «ناعوت» قالت الكاتبة فى تدوينتها سبب المحاكمة: «كل مذبحة وأنتم بخير»: «بعد برهة تُساق ملايين الكائنات البريئة لأهول مذبحة يرتكبها الإنسان منذ عشرة قرون ونصف ويكررها كل عام وهو يبتسم .. مذبحة سنوية تتكرر بسبب كابوس باغت أحد الصالحين بشأن ولده الصالح، ورغم أن الكابوس مرّ بسلام على الرجل الصالح وولده وآله، إلا أن كائنات لا حول لها ولا قوة تدفع كل عام أرواحها وتُنحر أعناقها وتُهرق دماؤها دون جريرة ولا ذنب ثمنًا لهذا الكابوس القدسي». وتابعت «ناعوت»: رغم أن اسمها وفصيلها في شجرة الكائنات لم يُحدد على نحو التخصيص في النص، فعبارة ذبح عظيم لا تعني بالضرورة خروفًا ولا نعجة ولا جديًا ولا عنزة .. ولكنها شهوة النحر والسلخ والشي ورائحة الضأن بشحمه ودهنه جعلت الإنسان يُلبس الشهيةَ ثوب القداسة وقدسية النص الذي لم يُقل". وسطرت: «اهنأوا بذبائحكم أيها الجسورين الذين لا يزعجكم مرأى الدم، ولا تنتظروني على مقاصلكم، انعموا بشوائكم وثريدكم وسأكتفي أنا بصحن من سلطة قيصر بقطع الخبز المقدد بزيت زيتون وأدس حفنة من المال لمن يود أن يُطعم أطفاله لحم الضأن الشهي، وكل مذبحة وأنتم طيبون وسكاكينكم مصقولة وحادة». الكاتبة تتراجع تسببت تدوينة الكاتبة فى موجة استياء بسبب تشكيكها فى عقيدة إيمانية، وتم تقديم العديد من البلاغات ضدها، فخرجت تصرح وتبرر أقوالها حتى تنفى عن نفسها تهمة إذدراء الأديان والأنبياء. وقالت فى مبرراتها: «توضيح أخير .. أنا مسلمة لكنني لا أطيق إزهاق أي روح ..حتى ولو نملة صغيرة تسعى، وليحاسبني الله على ذلك فهو خالقي وهو بي أدرى». كما دافعت عن نفسها فى موضع آخر، واعتبرت أن ما نشرته كان تنويرًا للمجتمع، وتابعت: «اعتراضي على طريقة الذبح وإغراق الشوارع بالدماء بصورة غير كريمة، وليس على شعيرة الأضحية نفسها»، وأضافت أنها قرأت خبرًا عن طفل ذبح أخته الرضيعة يوم عيد الأضحى الماضي، تأثرا بما يراه من مشاهد الذبح العنيفة في الشوارع». بلاغ وتحقيقات النيابة قدم العديد من المواطنون، بلاغات ضد «ناعوت» بسبب أقوالها، باشر التحقيق فيها نيابة السيدة زينب، برئاسة المستشار أحمد الأبرق، باتهامات ارتكاب جريمة ازدراء الإسلام والسخرية من شعيرة إسلامية وهى «الأضحية». وخضعت الكاتبة للتحقيق فى نوفمبر لعام 2014، ونفت خلال التحقيقات أن يكون هدفها هو ازدراء الدين، موضحة أن تناولها القضية غير مخالف للشريعة الإسلامية من وجهة نظرها، وأكدت أن ذبح الأضحية يعد نوعًا من الأذى الذى يحمل «استعارة مكنية»، وأن ما قالته كان على سبيل الدعابة، وأخلت النيابة سبيلها مؤقتًا على ذمة التحقيق، بضمان محل إقامتها. الإحالة لمحكمة الجنح فى 27 ديسمبر 2014، قررت النيابة العامة إحالة فاطمة ناعوت، إلى محكمة الجنح، وذلك للمحاكمة بموجب المادة (98 و) من قانون العقوبات المصري، التي تنص على أن يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر، ولا تتجاوز خمس سنوات، وبغرامة لا تقل عن خمسمائة جنية، ولا تجاوز ألف جنيه، كل من استغل الدين في الترويج أو التحبيذ بالقول أو بالكتابة أو بأية وسيلة أخرى، لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة، أو تحقير أو ازدراء أحد الأديان السماوية، أو الطوائف المنتمية إليها أو الإضرار بالوحدة الوطنية أو السلام الاجتماعي». وتحددت جلسة 28 يناير لعام 2015، لنظر أولى جلسات المحاكمة، أمام المستشار خالد جمال الدين، رئيس محكمة جنح السيدة زينب. وفى 29 من شهر يوليو الماضى، قررت هيئة المحكمة التنحى عن نظر القضية، بعد الدخول فى خصومة مع مقيم الدعوى، بسبب كتابات نشرها عبر الفيس بوك، اعتبرتها المحكمة إهانة للسلطة القضائية، ليتقرر بذلك إحالة قضية «ناعوت» إلى هيئة محكمة جديدة. حكم بالحبس سنوات .. وللكاتبة الاستئناف قضت اليوم الثلاثاء محكمة جنح السيدة زينب، برئاسة المستشار محمد الملط، بمعاقبة ناعوت، بالحبس 3 سنوات، وتغريمها مبلغ 20 ألف جنيه، لاتهامها بازدراء الدين الإسلامى. وتجدر الإشارة إلى أن ذلك حكم أول درجة، وأنه يحق للكاتبة الاستئناف على ذلك الحكم.