من أجل حماس وفى زمن الإخوان، تم تقديم مصلحة قطاع غزة على مصلحة مصر، وباتت توجيهات مكتب الإرشاد لمندوبها فى قصر الرئاسة ولأجهزة الدولة بضرورة تلبية احتياجات القطاع أولًا، وغض الطرف عن سلسلة الأنفاق التى يتم حفرها على الحدود، والتى يبلغ عددها قاربة ألف وخمسمئة نفق تستخدم فى تهريب كل شىء من مصر، بدءًا بالسلع والمواد التموينية المدعومة وصولًا إلى السيارات المسروقة. فى زمن الإخوان بات قادة وكوادر حماس شخصيات مميزة فى عبور المنافذ المصرية، يُستقبلون بمندوبين من الرئاسة ويذهبون مباشرة إلى مكتب الإرشاد يتباحثون معه فى كل القضايا، بما فيها التى تخص الأمن المصرى، فى زمن الإخوان يأتى رئيس المخابرات القطرية إلى بلادنا ويلتقى قيادات فى الجماعة دون أن يكون لدى أجهزة الأمن القومى المصرى معرفة مسبقة بمثل هذه الزيارة. فى زمن الإخوان، وتحت رئاسة مصرى أهينت السيادة المصرية، وتم العبث بأمن مصر القومى، وما جريمة الستة عشر جنديًّا الذين قتلوا فى أغسطس 2012 إلا نموذج على حال مصر، فقد جرت عملية الاغتيال بترتيب من جماعات جهادية مصرية وفلسطينية، وجاء البيان الأول للقوات المسلحة كاشفًا عن الدور الغزاوى-الحمساوى فى الموضوع، فقد أشار البيان إلى رصد قذف بمدافع الهاون من داخل القطاع باتجاه الأراضى المصرية، للتغطية على هروب القتلة. جرى استغلال الجريمة فى الإطاحة بالمشير طنطاوى والفريق سامى عنان، فى محاولة لتحميلهما مسؤولية الجريمة، فى وقت أشارت فيه مصادر مسؤولة إلى وضع تقارير أمنية على مكتب الرئيس قبل تنفيذ الجريمة بأسبوع، تحذّر من وقوع هجوم على جنودنا فى رفح على يد جماعات إرهابية. استمر التطاول على مصر وسيادتها لحساب حركة حماس، الفرع الفلسطينى لجماعة الإخوان، من أجل مشروع الجماعة جرى تلبية كل المطالب الإسرائيلية الخاصة بتركيب «كاميرات مراقبة وأجهزة حساسة» على الحدود، تمكّن الجانب الإسرائيلى من متابعة ما يجرى على أراضينا فى شمال سيناء ورصده، وهو مطلب رفض مبارك الاستجابة له رغم ما كان يربطه بالولايات المتحدة وإسرائيل. فى زمن الإخوان تطاول قادة حركة حماس على مصر، وتدخّلوا فى شأنها الداخلى إلى الدرجة التى جعلت رئيس وزراء حماس المقال إسماعيل هنية، يلقى خطبة الجمعة ويقدّم فيها النصائح لمصر، وما هو أكثر من النصيحة، دعا هنية مصر لتعديل معاهدة كامب ديفيد، حتى تتمكّن من فرض سيطرتها على شبه جزيرة سيناء، وهو أمر مصرى خالص ليس من حق الشيخ هنية التحدّث عنه. أيضًا دعا هنية مصر للاهتمام بتنمية سيناء حتى لا يتكرر ما حدث مرة ثانية، ومرة ثانية هذا شأن مصرى خالص ليس من حق غير مصرى التحدّث فيه، فعلاقة مصر بأراضيها هى قضية تخص مصر والمصريين فقط ولا مجال لتدخل غير مصرى فيها، وأخيرًا دعا الشيخ إسماهيل هنية لصيغة جديدة لإدارة معبر رفح تنأى به عن التطورات الداخلية فى مصر، الرجل يريد أن يضع صيغة جديدة لإدارة معبر رفح أشبه ما تكون بعلاقة دولتين مستقلّتين ذاتا سيادة، دون أن يتوقّف أمام حقائق عديدة، منها أن قطاع غزة ليس بدولة، فهو جزء من الأراضى الفلسطينية انسحبت منه إسرائيل، وكان ضمن منطقة السلطة الوطنية الفلسطينية، وكانت شؤونه تُدار من خلال السلطة الوطنية قبل أن تقوم حركة حماس بعمل انقلاب مسلّح على السلطة وتبسط سيطرتها على القطاع وتقتل عناصر السلطة الوطنية وتنكّل بهم فى يونيو من عام 2007، ومنذ ذلك الوقت والشيخ هنية يواصل خطب الجمعة ويتعامل كرئيس دولة. وإذا كان لدى السيد هنية فائض وقت وحكمة سياسية، فإننى أدعوه لتخصيصها للقضية الفلسطينية ولقطاع غزة، وأدعوه لإطلاق مبادرات مصالحة وطنية بين حركته والسلطة الوطنية، وابتداع أساليب نضالية من أجل إجبار إسرائيل على الانسحاب من الصفة الغربية وفى قلبها القدس بدلًا من قيام عناصره بحماية وتأمين حدود إسرائيل، تحدّثتم كثيرًا عن النضال لتحرير فلسطين من البحر إلى النهر والآن تتولون حراسة الحدود الإسرائيلية وتأمينها. فى زمن الإخوان تطاول الصغار ومنهم هنية على دولة بحجم وقدر مصر التى يبدو أنها هانت كثيرًا فى عيون عديدة فى زمن الإخوان.