قرى بعيدة عن نظرات الدولة قدر لها أن تكون في حضن الجبل وعلى مقربة شديدة من مخرات السيول، مما يهدد حياه مواطنيها ليل نهار وينذرهم بالطوفان الذي يجلب معه انقطاع للكهرباء والمياه وتدمير منازله المبنية بالطوب اللبن ومسقوفة من بوص الذرة الشامية وجريد النخيل في الوقت نفسه يعلن مسئولي المحافظة بأنهم اتخذوا كافة الإجراءات الاحترازية ضد مخاطر السيول، والعجيب أن حلول المسئولين هيا خيمة لكل متضرر حال سقوط أمطار غزيرة أو سيول. "التحرير" عاشت يوم كامل بالجبل الغربي بسوهاج لرصد ما يؤكده المسئولين بأنه تم إنشاء مخر على حدود قرى نزلة القاضي وعمار والحاجر وعدد من القرى الأخرى لمواجهة أخطار السيول بتلك المناطق لحجز المياه بعدد من السدود من أجل عدم وصولها لمنازل المواطنين والمنشآت العامة والخاصة هناك، بينما يؤكد عدد كبير أهالي قري غرب طهطا بمحافظة سوهاج موضحين أن تلك السدود لا تثمن ولا تغني من جوع وعديمة القيمة وحال سقوط سيول تدمر منازل بالكامل.
في البداية يقول محمود جمعة، مزارع من قرية نزلة عمارة، إنه العام الماضي دمر أغلب منازل المواطنين بالإضافة إلى وصول المياه للمدارس والوحدة الصحية والمنشآت الحكومية الأخرى ناهيك أن المياه أغرقت مئات الأفدنة الزراعية وتسببت في تلف المحاصيل من بينها البصل والطماطم، مما أدى إلي فقدان مبالغ مالية كبيرة تكلفة زراعة تلك المساحات. ويضيف ناصر مرزوق، مواطن من قرية حاجر مشطا، أن منازل المواطنين لا تقوى على تحمل السيول نهائيًا والمسئولين آخرهم أن يقدموا لنا جنيهات معدودة ليس لها أي قيمة تذكر مقارنه بالخسائر التي نتعرض لها من جراء السيول وما تجلبه لنا من متاعب يظل أثرها الطويل لسنوات قادمة، مشيرًا إلى أن قريته شهدت سيلا العام الماضي ظلت المياه علي مدار اليوم والثلوج تتساقط علي منازلهم مما تسبب لهم في خسائر مادية كبيرة.
ويطالب عدد كبير من قرى غرب سوهاج المتضررة من السيول من بينهم الحاج خلف عمران، شيخ بلد، المسئولين بضرورة عمل أبحاث ومسح للمنطقة لتحديد المناطق الأكثر تضررًا من السيول وإنشاء سدود علي مقربة منها لحمايتهم من المياه، مضيفًا أن قرى الغرب تعاني من أزمة الصرف الصحي الذي يساهم بدوره في حل مشكلات السيول والأمطار عبر مجاري للصرف الصحي تقضي بدورها علي مشكلتين تعاني منهم قرانا.
وأكد الدكتور أيمن عبد المنعم، محافظ سوهاج، على أن مخرات السيول بمراكز طهطا وساقلته ودار السلام تم تطهيرها لاستيعاب مياه الأمطار لضمان عدم وصولها لمنازل المواطنين، كما تم إنشاء خيم لمتضررين السيول بجميع المناطق المتعرضة لأخطار السيل بالإضافة إلى تكليف الشئون الاجتماعية بتوفير إعانات للمتضررين ومديرية التموين لتوفير احتياجاتهم من المواد الغذائية متمنيا أن لا تشهد محافظة سوهاجسيول أو أمطار تتسبب في مشكلات للمواطنين.