مازال الحديث عن القادة السعوديين مسيطرًا على الصحافة العالمية وخاصة البريطانية، منذ الأحداث الأخيرة المتعلقة بتوتر العلاقات مع إيران على خلفية إعدام الشيخ الشيعي المعارض نمر النمر. جاء عنوان مقال الكاتب، صامويل أوزبورن، اليوم في صحيفة "الإندبندنت" البريطانية يقول "الملك سلمان: المسؤول عن أخطر رجل في العالم". قال أوزبورن إنه عندما جلس الملك سلمان 80 عامًا على عرش السعودية في العام الماضي، كان من المتوقع أن يواصل تقديم الاستقرار النسبي الذي ميز حكم أخيه الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود. لكنه وبدلًا من ذلك، اتسم حكمه بالحروب في اليمن وسوريا والعداء المستمر مع إيران والإعدامات الجماعية، كما أن سلمان كان سريعًا أيضًا في زعزعة النظام القديم، وتعيين ابنه المفضل الأمير محمد بن سلمان الذي يعتبر "أخطر رجل في العالم" وزيرًا للدفاع وولي ولي العهد وهو مازال في سن ال29. الكاتب البريطاني قال إن قوة الأب والابن تزايدت بشكل كبير منذ الأشهر القليلة الأولى من حكمهم، وعدد أسباب الجدل الدائر حول حكم الملك سلمان ب: أولًا: الإعدامات الجماعية أشار أوزبورن إلى أنه في العام الماضي أعدمت المملكة العربية السعودية 158 شخصًا، وهو أعلى رقم منذ عقدين وفقًا لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، وتسبب ذلك في إدانات دولية واسعة حيث حكمت على 6 مراهقين بالإعدام. ومن بينهم علي محمد النمر، الذي كان في سن ال 17 عندمًا اعتقل، تم وضع جثته مقطوعة الرأس في العلن لعدة أيام، وأيضًا عبد الله زاهر الذي كان عمره 15 عامًا عندما ألقي القبض عليه، ويمكن أن تقطع رأسه في أي لحظة، مما يجعل منه أصغر شخص يحكم عليه بالإعدام. ثانيًا: الحرب في اليمن في خلال شهرين من حكم الملك سلمان، قادت المملكة العربية السعودية ائتلاف من 10 دول في حرب مثيرة للجدل في اليمن، لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا، أطلقت المملكة عليها اسم "عملية عاصفة الحسم"، وأمر الملك بقصف الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق لليمن، الذي أطيح به في انتفاضة 2011. وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن الحملة الجوية التي تقودها السعودية هي انتهاك واضح لقوانين الحرب، وذلك بسبب استخدامها للذخائر العنقودية المحظورة. وتشير التقارير إلى أن 6000 شخص لقوا مصرعهم، ما يقرب من نصف من المدنيين، كما كلفت الحرب المملكة مليارات من الريالات السعودية. ثالثًا: دعم المتمردين في سوريا الكاتب البريطاني قال إنه عندما بدأت الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد في عام 2011، أعلنت المملكة العربية السعودية أنها تؤيد الثوار وتريد الإطاحة بالأسد. وفي ديسمبر، عقدت السعودية اجتماعًا في محاولة لتوحيد جماعات المعارضة المختلفة في سوريا، واتفقت العديد من القوى السياسية والثوار في سوريا على موقف تفاوضي مشترك لإجراء محادثات مما قد يؤدي إلى استبدال الرئيس الأسد. وتناقش السعودية أيضًا إرسال قوات خاصة إلى سوريا، كجزء من الجهود التي تقودها الولاياتالمتحدة لمحاربة "داعش". رابعًا: عداء مع إيران في وقت سابق من هذا الشهر، أعدمت السعودية 47 شخصًا بتهم تتعلق بالإرهاب، بما في ذلك رجل الدين الشيعي البارز الشيخ نمر النمر. إعدام رجل الدين أدى غضب شعبي دفع إلى إضرام النار في السفارة السعودية في طهران، التي يعتقد بعض المعلقين أنها يمكن أن تكون حدثت بموافقة من السلطات الإيرانية. بعد هذه الأحداث، قطعت المملكة العربية السعودية على الفور العلاقات التجارية والدبلوماسية وكذلك حركة الطيران مع إيران، مما أدى إلى تصاعد التوتر بين القوتين الشرق الأوسط. خامسًا: مستقبل العرش السعودي هناك 8 من ال12 ابن الأحياء للملك المؤسس للمملكة العربية السعودية يدعمون التحرك للإطاحة بالملك سلمان ويحل محله شقيقه البالغ من العمر 73 عامًا، وذلك وفقًا لأحد الأمراء المنشقين، الذي نشر شهادته هذه في مقال في صحيفة "الإندبندنت" في العام الماضي، لكنه رفض ذكر اسمه. وأضاف أوزبورن "عندما صعد الملك سلمان إلى العرش السعودي في يناير عام 2015، كان الملك المريض بالفعل يعتمد اعتمادًا كبيرًا على ابنه، وهناك العديد من التقارير التي تفيد بأنه يعاني من مرض الزهايمر وغير قادر على التركيز طوال الوقت". وحاليًا، من المقرر أن تنتقل الخلافة إلى ولي العهد، محمد بن نايف 56 عامًا وهو أيضًا وزير الداخلية.