مكتبان وكمبيوترات قديمة وعسكري لمواجهة «الإرهاب الإلكتروني» الإدارة العامة للمعلومات والتوثيق بوزارة الداخلية، بريق هذا الإسم ربما يوحي للسامع بأن هناك أنظمة وأجهزة وإدارات داخل الإدارة العامة، على مستوى عال من التكنولوجيا المتطورة، وأحدث الأجهزة الإلكترونية المختصة بالتتبع في العالم، إلا أن الحقيقة الصادمة هي أن تلك الإدارة عبارة عن غرفة بها عدة أجهزة حاسب آلي «قديمة» موضوعة على مكاتب متهالكة، وأمين شرطة يتلقى البلاغ، والأكثر صعوبة أنه على من أراد التقدم ببلاغ الدخول إلى وزارة الداخلية بكل مايحيط بها من كردونات أمنية وقوات للوصول إلى الإدارة.
تفوق اللجان الإلكترونية ربما كان يتسآل البعض في الماضي لماذا تتفوق مايسمى ب «اللجان الإلكترونية»، التي تديرها عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، على ضباط الداخلية على مواقع التواصل الإجتماعي، وأسباب فشل الوزارة في الحد من الجرائم الذكية الجديدة، خاصة مع إعلان الداخلية قدرتها على التصدي للجرائم الإلكترونية، والإختراق والسرقة والإستيلاء على البريد الإلكتروني، وكذا وقائع النصب وغيرها من القضايا. يقول العميد محمود قطري الخبير الأمن، أن وزارة الداخلية مثل غيرها من المؤسسات في مصر، تجيد التسميات الرنانة، والمصريين عموما يجيدون هذا الأمر، فقد تجد كشك سجائر، مكتوب عليه «الشركة العالمية لتجارة التبغ». وأضاف أن إدارة المعلومات والتوثيق، مثلها مثل قطاع حقوق الإنسان في الداخلية، إذ يظن البعض أن منظمات حقوق الإنسان، والجمعيات الحقوقية، لاتمثل شيئا بالنسبة لكبر وحجم قطاع حقوق الإنسان في الداخلية، والتي ربما لاتتجاوز في الحقيقة مكتب به ضابط اتصال، وكذا مكاتب الآداب في مديريات الأمن. استكمل قطري، أنه بالنسبة للمعلومات والتوثيق، فهو قطاع متدني الثقافة بطريقة كبيرة، بسبب منع الضباط من تعلم وفهم السياسة في حد ذاتها، بحجة أن الشرطة لايجب أن تعمل بالسياسة، وتعجب «الخبير الأمني» من منع الضباط من التعمق في السياسة، خاصة وأنها لها علاقة مباشرة بعملهم، مؤكدا أنه إذا أرادت الداخلية أن ينضج ضباطها خاصة في مجال الأمن السياسي فلابد أن يكون لديهم وعي بدهاليز السياسة، مشيرا إلى أن قطاع كبير من الضباط والأفراد والمدنين لاتوجد لديهم ثقافة عامة من الأساس. وأضاف أن الإنترنت يقع ضمن الثقافات العامة، التي يجب أن تكون لدى العاملين بالشرطة بشكل عام، إضافة إلى المتخصصين، إذ لابد أن يتعلم الشرطي كيفية العمل على الانترنت ووسائل التواصل الإجتماعي، مشيرا إلى أن الشعب المصري خاصة كبار السن لايعرفون شيئا في الكمبيوتر والموبايل، وقطاع كبير من الشرطة يخضع للأمر ذاته، واذا تحدثنا عن الشرطة نفسها، فانهم ممنوعون من التواصل عبر «فيس بوك وتويتر»، لذا فان معرفتهم بتلك الوسائل شيء من قبيل السحر، فهم يتعاملون مع وسائل التواصل الإجتماعي على أنها تشبه المعلومات النووية في سريتها. روتين قاتل أشار خبير الأمن إلى أن روح الروتين المسيطرة على رجال الشرطة تجعلهم لايقبلون تعلم هذه التكنولوجيا بشكل جيد، وأيضا إصرارهم على إطاعة التعليمات فقط دون إبداء الرأي، لافتا إلى أن الكمبيوتر دخل في عدة قطاعات بالداخلية وأصبح أساسيا، مثل الأحوال المدنية وتنفيذ الأحكام، أما في المعلومات والتوثيق، فإنه يتم الإتيان بأمين شرطة درجة تعليمه متدنية، ويتم تعليمه الإنترنت والفيس بوك وتويتر لكي يراقبها، إلا أنه هو ذاته معلوماته ضعيفة وثقافته لاتؤهله أن يبدع أو يتوغل في هذه الثقافة، بعكس جماعات الإسلام السياسي، الذين يستعينون بالشباب الصغير، صاحب الفكر والحرية في تلقي الثقافة والمعلومات دون روتين، والقادرين على الإبداع. هاكرز محترفين اقترح «قطري» الإستعانة ب«هاكرز» محترفين، مؤكدا «هم كثير»، على أن يتم الكشف عنهم جنائيا وطبيا ونفسيا، ليقوموا بمساعدة الداخلية على تكوين خلية من النابهين، القادرين على مجابهة النشاطات الإرهابية وغيرها، ومنهيا حديثه:«لكن الروتين يمنع».