تتواصل الرحلات السياحية المتوجهة إلى مدينة الغردقة بشكل طبيعي بعد الهجوم الأخير على فندق بيلا فيستا والذي أسفر عن إصابة 3 سياح، حيث أوضحت صحيفة "ذي إندبنتنت" البريطانية أن الطائرات المتوجهة من مطار جاتويك إلى الغردقة لم تلغى رحلاتها. ولكن تسائلت "ذي إندبندنت" عن الآثار المترتبة عن ذلك الهجوم على السياح البريطانيين وعلى صناعة السياحة في مصر، ولم تجد وسيلة أفضل من التواصل مع مراسلها سيمون كالدر للوقوف على أخر التطورات هنا في مصر خوفا على سلامة المواطنين البريطانيين، ونستعرض فيما السطور التالية الحوار الذي دار بين الصحيفة البريطانية ومراسلها كالأتي: كيف استهدف الحادث الأخير السياح بالمقارنة مع الحوادث السابقة؟ أوضحت الصحيفة البريطانية أن الحداث تسبب في ألم المسؤولين المصريين على الرغم من قلة حدته بالمقارنة بالهجوم الدامي الذي شهدته مدينة الأقصر في عام 1997 والذي أسفر عن مقتل 62 سائح، ومن ثم شهدت مصر بعد الحوادث الإرهابية المتفرقة في سيناء في طابا وشرم الشيخ ودهب في أعوام 2004 و2005 و2006 على الترتيب.
وأخيرًا أعلن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" مسؤوليته عن تفجير الطائرة الروسية بعد وقت قليل من إقلاعها من مطار شرم الشيخ في شهر أكتوبر الماضي، وهو الحادث الذي أسفر عن مقتل جميع الركاب الذين تواجدوا على متن الطائرة والذين بلغ عددهم 224 راكب، الأمر الذي أدى إلى حظر بريطانيا جميع الرحلات المتوجهة من وإلى شرم الشيخ. بعد قرار حظر الرحلات إلى شرم الشيخ، هل يجب أن تلغى جميع الرحلات المتوجهة إلى مصر؟ لم تغير وزارة الخارجية البريطانية موقفها بعد هجوم الغردقة الأخير، فلسنوات طويلة حذرت الحكومة رعايها من الإرهاب المتصاعد في مصر، لكنها دائما ما تعتبر المنتجعات الرئيسية المتواجدة على البحر الأحمر وكذلك وادي النيل والمدن الرئيسية بما فيها القاهرة أمنة تماما للسياح، فالحظر الوحيد المتبع حاليا هو الرحلات الجوية المتوجهة من وإلى شرم الشيخ، لذا فرحلات الطيران المتوجهة من وإلى الغردقةوالقاهرةوالأقصر ستستمر بشكل طبيعي دون توقف.
هل يمكن للراغبين إلغاء رحلاتهم إلى مصر أو المطالبة بالتأمين على الرحلة؟ لا يمكن لهم القيام بذلك نظرا لحجزهم التذاكر في الوقت الذي حذرت فيه الحكومة رعايها من التوجه إلى مصر في الوقت الحالي، ولكن سيمكنهم ذلك إذا أصدرت الخارجية بيانا تحذر فيه من التواجد في المناطق الرئيسية مثل القاهرةوالغردقةوالأقصر، أما في الوقت الحالي، فأي مواطن يرغب في إلغاء رحلته، فلن يحصل على أمواله كاملة.
ما هو تأثير الهجوم الإرهابي على مصر؟ سيتأثر اقتصاد البلاد بشكل كبير كلما تواصلت الهجمات التي تهدف إلى تدمير السياحة، فعلى الرغم من خروج وزير السياحة هشام زعزوع، قبل أعياد الميلاد ليؤكد على أن الوضع الأمني في مصر تحت السيطرة، وأن المسؤولين يتخذون جميع ال‘جراءات اللازمة لتأمين السياح، إلا أن الارهابيين تمكنوا من مهاجة السياح في مدينة من أهم المدن المصرية. يبدو مستقبل ملايين المصريين الذين يعتمدون على قطاع السياحة في معيشتهم على المحك، وسينتقل هذا التأثير إلى بلدان شمال إفريقيا بالكامل وتركيا في المستقبل القريب، إن لم تتمكن مصر بصحبة تلك الدول من وضع ألية حازمة للتصدى لتلك الهجمات المتتابعة.