عبد العظيم: أرفض الإساءة أو التطاول علي.. ومن يريد أن يكذبني فليتقدم ببلاغ للنائب العام "أنا مش توفيق عكاشة عشان اتراجع عن شهادتي".. ولن أنخرط في التراشق الإعلامي لن أذكر أسماء النواب ال15 الذين حضروا اجتماعات المخابرات إلا إذا اضطررت "فى حب مصر" صنيعة المخابرات العامة.. واللواء سامح سيف اليزل ذُكر اسمه فى الاجتماعات أعلم جيدًا أنني دخلت عش الدبابير.. وأقول للرئيس "ليه الاختفاء القسري وليه اللي بيحصل للشباب؟" عاصفة من الجدل أثارتها "الشهادة الصاعقة" التي أطلقها الدكتور حازم عبد العظيم، الناشط السياسي، ومسئول لجنة الشباب السابق بحملة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تحت عنوان "شهادة حق فى برلمان الرئيس"، حيث انطلقت سهام الهجوم والانتقادت من قبل العديد من الشخصيات السياسية والإعلامية باتجاه عبد العظيم، زاعمةً رغبته فى هدم البرلمان، وواصفةً شهادته ب"الكاذبة"، فى الوقت الذى رأى فيه آخرون أن الشهادة أشبه ب"الكارثة"، وأخطر من فضيحة "ووتر جيت". "التحرير" أجرت أول حوار مع عبد العظيم عقب شهادته، يشرح فيه الأسباب التى دفعته لنشر هذه الشهادة فى هذا التوقيت، ويتحدث عن ما إذا كان قد تعرض لأي ضغوط بعدها، كاشفًا عن كواليس اجتماعات قائمة "فى حب مصر"، وغيرها من التفاصيل. - أثارت الشهادة التى أطلقتها تحت عنوان "شهادة حق فى برلمان الرئيس" ردود أفعال واسعة، وهجوم وانتقادات كثيرة، فما ردك؟ ما نشرته فى نص شهادتي "حقيقي" حرفيا، وأهم شيء فيه أننى لا أريد أن أؤذى أحدًا، أو أضر أي أحد جراء هذه الشهادة، ولن أذكر أسماء، وألا يضطرنى أحد لذكر الأسماء، أما بالنسبة للسياسيين والإعلاميين الذين يسيئون لي فى القنوات الفضائية، وللأسف بعضهم كان معي فى فترات الثورة، فأطالب كل من لديه أي شيء ضدي، أو تكذيب لكلامي، أن يقدمه للنائب العام، بدلا التراشق الإعلامي الذي لن أدخل فيه مهما كان. - ولكن البعض ذكر أنك تراجعت عن تلك الشهادة لتعرضك لضغوط؟ "وهو أنا توفيق عكاشة علشان أتراجع؟، أنا راجل مش صغير، ومش بحب شغل العيال، وكفاية إساءة لشخصي وكفاية تراشق، وللأسف أرى تصريحات الكثير من الشخصيات المحترمة ضدى، واحنا ناس كبار، اللي عايز يشوف الحقيقة يقدم بلاغ للنائب العام للتحقيق، وأنا هرحب وأقوله "أهلا وسهلا"، بس ده مش لمصلحة أي حد". - ولماذا قررت نشر الشهادة فى هذا التوقيت تحديدا؟ من يتابعني جيدا ويرى تغريداتي يعلم أننى كتبت 70 تغريدة انتقادًا لرئيس الجمهورية، فى يوليو 2015، وأعلنت وقتها أنني سأقول 80% مما لدي، وسأحتفظ ب20% إلى الوقت المناسب، ومادام النظام خرج ليفتح كل البلاعات علي لتشويهي والإساءة لسمعتي، واتهامات التخابر، وانتقادات مصطفي بكري، "فقلت أنا مش هخلص من القرف ده"، وقلت ما يمليه علي ضميري فى التغريدات، وأعلنت فى 1 أغسطس أننى سأبتعد عن السياسة لفترة قد تطول، ولتكن 4 أشهر مثلا، ثم عدت فى ديسمبر، وقلت أنه يجب أن أقوم بتحضير الشهادة، وهي نسبة ال20% التي كنت أحتفظ بها. - ولماذا لم تصدر هذه الشهادة قبل انتخابات البرلمان إذا كنت تريد أن تريح ضميرك؟ خشيت أن يقال عني أنني أردت هدم البرلمان، ولو كنت أخرتها كانوا هيقولوا انت بتحشد لذكرى 25 يناير، ومش هنخلص، وقلت إننى سأختار يوما مميزا فى العام وأعلن فيه ما بجعبتي، واخترت أول يوم فى العام الجديد أيًا كانت الأحداث السياسية الجارية. - وبماذا ترد على الانتقادات والأصوات التى تهاجمك؟ اللي عايز ينتقد براحته، ولكن من المستحيل أن يكذبني أحد ويقول إن هذا الكلام لم يحدث. - ولكن البعض يرى أنك تسعى من وراء ذلك لمصالح شخصية، فما تعليقك؟ "مصالح شخصية مين بس، لو كنت عايز مصالح شخصية كنت وافقت على ما عرض علي وقتها، بأني أكون فى القائمة، هو اللى بيرفض المنصب هو اللى بيكون عايز مناصب؟، الكلام مكتوب وواضح فى المقال، ولو انا عايز منصب هل كنت تركت القائمة رغم أنها كانت مضمونة؟". "الحقيقة "بتحرق"، وطالما ملتزمين بحرفية ما حدث، مهما قتلوني أو عذبوني أو شوهوني الحقيقة هتظهر، وأكررها "أنا مش بتاع مناصب وكفاية قرف"، وأكرر كما سبق وقلت فى فحوى الشهادة "إننى قررت ألا أخسر نفسي مهما كانت الأسباب والمبررات، وأعلنت انسحابي منفردا من القائمة في 28 مارس 2015 في تغريدة على تويتر، وقررت الابتعاد واسترحت كثيرا جدا، وأشكر بعض الأعضاء من مؤسسي القائمة الذين اتصلوا بي وقابلوني للعدول عن قراري ولكنه كان نهائيا، ولكن رغم إعلاني الانسحاب جاءني اتصال من أحد أفراد المخابرات يوم 12 يونيو 2015، لطلب عقد اجتماع تنسيقى للقائمة". - هل يعني هذا أن جميع نواب قائمة "في حب مصر" كانوا تحت سيطرة جهاز المخابرات العامة؟ أنا معرفش التفاصيل دي كلها، كل ما أعرفه أن الاجتماع التنسيقي الأول كان فى الجهاز، والاجتماع الثاني حضرته فى مقر التجمع الخامس، ومن وقتها انسحبت ولم أرهم مرة أخرى، ووجهوا لى دعوة للحضور، ولكني قلت لهم شكرا لن أحضر، لكن من الممكن أن يكون من بين ال120 نائبا من لا يعلم ، لكي أكون منصفا، رغم أن الأمور كانت واضحة للجميع. - وهل اللواء سامح سيف اليزل هو من كان يدير القائمة بأمر من جهاز المخابرات؟ ذُكر اسمه فى الاجتماعات، ولا أنسى عندما كانت تأتي الأسماء له بالتليفون من أحد افراد المخابرات، وهو شاب كان حاضرا في كل الاجتماعات، والموضوع واضح وخطير أيضا فى نفس الوقت، لأننا نعيش فى حالة قلق شديد، وقررت أن أقول تلك الشهادة للتاريخ إرضاءً لوجه الله وضميري. بقالى 5 سنوات فى الشارع، وناس ماتت، وأنا كنت أحد المساعدين للدولة فى القضاء على الإخوان، ونزلت فى المقطم، ودخلت السجن، واتحولت للجنايات فى عهد الإخوان، وأؤكد أن من يقوم بتلك الأمور ويحركها هي الأجهزة، ولا أريد أن أخوض معركة ضد جهاز سيادي، ولكن فى نفس الوقت أنا براعي ضمائر الناس، وال15 شخصا ممن كانوا متواجدين فى الجهاز، وجميعهم نواب فى البرلمان حاليا، ومستحيل ال15 اذا ما طلب منهم القسم حين يقولوا "أقسم بالله أن أقول الحق" أن يكذبوا ويقولوا إن هذا الكلام لم يحدث على الاطلاق، وإذا كذبوا يبقى انتهت، وأنا أقول كلمة حق وكل اللى بتمناه فى الفترة المقبلة أن يعمل الرئيس وأجهزته بشكل سليم وأن يرفعوا أيديهم عن الإعلام، وأن يتركوا السياسة والانتخابات والطلاب دون توجيه من الأجهزة. - وهل ستعلن عن الأسماء التى شاركت فى تلك الاجتماعات؟ مستحيل أن أعلن عن تلك الأسماء نهائيا، لأننى لا أريد أن أحرج احدا، إلا اذا اضطررت، وتعرضت لتشويه أكثر من اللازم، وأطالبهم أن "يلموا نفسهم ومحدش يفتح بقه معايا"، وانا بحترم الخصوصية وعدم رغبتهم فى الكلام، ومفيش داعي للمزايدة علي، وأنا عارف إن الناس دول فى موقف مقلق، ولكن أريد أن أطمئنهم أننى لن أذكر أي أسماء شاركت فى تلك الاجتماعات نهائيا، وأكرر "إلا إذا اضطررت". - هل تتعرض لأي نوع من الضغوط في الوقت الحالي؟ لم أتعرض لأي ضغوط حتى الآن، ومحدش يقدر يكلمني حاليا، وآخر الاتصال بيني وبينهم كان فى يوليو 2015، وأنا من قطعت تلك الاتصالات معهم، وما قلته فى نص الشهادة هو كل ما لدي عن هذا البرلمان، واستنفذت ال100% مما لدي. أنا قلت الحقيقة كاملة، أنا معنديش مصالح فى البلد، ولا أراضي ولا فيلات فى الساحل الشمالي، ومفيش أعمال ومحدش مسكني من حاجة، أو ماسك حاجة علي، ولو عاوزني أرحل من مصر سأرحل إذا أرادوا ذلك، بس أنا براهن على ضمائر الناس حتى داخل الجهاز، وهذا الجهاز ممكن يبهدلني ويريد أن ينتقم مني. وبراهن أيضا على ضمير الرئيس السيسي الذى انتخبناه، وأؤكد أنه لن يرضى بالظلم، وهو يعلم ما حدث، ويعلم كل ما جرى، وأنا قلت كلمة حق وهو لن يرضى أن أُظلم، كل اللي مطلوب حاليا أن "يحلوا عني"، وأنا سأحل شخصيا عنهم، ولكن "اللى هيتطاول أو يقل أدبه لن أصمت وكل واحد يلم نفسه". - هل تشعر أنك دخلت عش الدبابير بعد نشر شهادتك؟ أنا دخلت عش الدبابير من زمان، منذ يوليو 2011، حينما تم تشويهي، وحينما قمت بإطلاق 70 تغريدة تعرضت لإساءات بالغة، ودخلت لعش الدبابير فى عهد الإخوان، وكنت أعرض نفسي للخطر أيضًا أيام الرئيس الأسبق مبارك، حينما هُددت من أمن الدولة ورفضوني من الوزارة فى عهد الدكتور أحمد نظيف، وطارق كامل وزير الاتصالات، بس مكنتش حاسس بالخوف والتهديد زي دلوقتي، رغم إن محدش هددني، وهذا أخطر موقف تعرضت له في ال5 سنوات الماضية، والشعور بالخوف "طبيعي". - وما هي الرسالة التى تريد أن توجهها للرئيس السيسي واللواء سامح سيف اليزل؟ أريد أن أقول للرئيس "ليه بيحصل كده؟ انت مسكت الدولة وكان من الممكن أن تأخذها فى مسار آخر، فلماذا اتجهت بها إلى هذا المسار؟"، كلنا كنا معاك بصدق. و"ليه اللى بيحصل للشباب فى مصر؟، وليه فيه اختفاء قسري وناس بتتاخد من الشوارع؟"، ومش عايز أقول أي حاجة للواء سيف اليزل، وانا ملتزم باحترامي لكل الناس اللى فى القائمة، ومش عايز اتكلم ولن أعلن أسماءهم، ولن أزايد عليهم منعًا لإحراجهم، ولن أتكلم إلا إذا اضطررت".