المتهمة: أجدع راجل كان "بيترعش" قدام المطواة ولدت في ظروف قاسية، حيث توفيت والدتها لحظة قدومها إلى الدنيا، وذاقت في طفولتها ألوان العذاب على يد زوجة الأب التي لم تعرف الرحمة تجاه أطفال زوجها، ونجحت في إجبارهم على ترك المنزل. ولجأت "صفية"، إلى الشارع ومنه لأوكار المجرمين، وتعلمت السرقة والإتجار بالمواد المخدرات على يد "أرباب السوبق"، وحملت في ملابسها «مطواة»، وأتقنت تثبيت المارة، حتى صارت أشهر سارقة في القليوبية، ولاحقتها أجهزة الأمن بعدما تخطت البلاغات ال100. عندما أرادت "صفية" تذوق طعم الرجال، تزوجت من تاجر مخدرات، غمرها بالحماية شهرًا واحدًا قبل أن يزج به في السجون علة خلفية نشاطه الإجرامي، وألقي القبض عليها إثر محاولتها إدخال مواد مخدرة له بالحجز. «التحرير» التقت «صفية» خلف القضبان، التي استهلت حديثها: "ولدت في أسرة فقيرة، وماتت أمي وأنا عندي 10 سنوات، وبعدها بشهور تزوج والدي بأخرى دون أن يحترم ذكراها والعشرة، ومن هنا بدأت رحلة عذابي ودخولي في السكة الشمال". واستكملت: "تعلمت السرقة علي يد والدي، وأنا بنت 13 سنة، وعلمني أن أسرق البائعين خلال افتعاله مشاجرة معهم، ثم علمني سرقة الجزم من على أبواب المساجد، ولما كبرت عرفت سرقت الجوامع حرام، وتوقفت عن سرقتها. وأضافت "صفية" في شرود، وكأنها تستعدي ذكريات بائسة: "بس الجوع والفقر خلاني أسرق الناس اللي معاهم فلوس، ومن هنا طلع اسم "صفية الحرامية"، والسبب أبويا علشان اسم شهرته كان الحرامي". وأوضحت المتهمة: "مرت الأيام والسنين وأصبحت أقضي معظم وقتي في الشارع، وتقدم لي عريس وفرحت لأنه سيرحمني من عذاب زوجة الأب والسرقة، لكني فؤجئت بأنه مسجل خطر، وأجبرني والدى على الزواج منه علشان كان بجيب حشيش لأبويا وإخوتي". وأردفت:"انتقلت للسكن بمنطقة أبو زعبل بالقليوبية، وهي موطن المسجلين خطر، ولم تكتمل فرحتي، واتسجن زوجي بعد شهر من الزواج في قضية إتجار بالمخدرات، وأنا كنت حامل". وتتساقط الدموع من عيني صفية محاولة نسيان ذلك الماضي الأليم بذكرياته البائسة: "عارف يا بيه أنا هقولك مثَل بس بيوصف حالي.. "قليل البخت يلاقي العضم في الكرشة"، وهو ده اللي حصل لي، وبقيت أضعف من الأول، لدرجة أن رجال المنطقة طرقوا بابي لإجباري على ممارسة الجنس معهم، لكني رفضت الحرام علشان ماليش في الدعارة". ويعتلي جبين "صفية" جرح قطعي، أشارت إلى أنها رفضت إقامة علاقة غير شرعية مع مسجل خطر، فمكا كان منه إلا تعدى عليها بسلاح أبيض محدثًا إصابتها. وأوضحت: "بعد القبض على زوجي، أصبحت مسؤولة عن مصاريف المنزل، فرجعت مرة أخرى للعمل بالسرقة، ومن ساعة ما بقى عندي "بشلة" في وجهي، بقيت أسرق بالسلاح، وأجدع راجل بيكون واقف قدامي بيترعش". واستكملت صاحبة ال35 عامًا حديثها: "ترددت على منطقة العبور لوجود عديد من الجامعات والمعاهد الخاصة، لدرجة إن عملت عقد نفسية لشباب الجامعة لتعدد مرات تثبيتهم، وأصبحت أشهر واحدة في القليوبية، وعملت فلوس كتير، لكنها ضاعت في الحرام وعلى زوجي بالسجن". حالة من الصمت لثوانٍ معدودة، تتذكر معها "أشهر حرامية بالقليوبية" المشاهد الأخيرة قبل الإيقاع بها: "تم تحرير عدة محاضر ضدي بالسرقة بالإكراه لدرجة إن آخر مرة ألقي القبض عليَّ كان مجموع القضايا 88 قضية سرقة، وكنت أخرج على ذمة القضايا؛ بسبب تغيب المجني عليهم عن الحضور، وكان وكيل النيابة عارف إنها سرقات عادية تليفون محمول وشنطة، فكنت بخرج". واختتمت صفية حديثها قبل أن تعود لمحبسها: "اتمسكت آخر مرة بقسم إمبابة بسبب محاولتي إدخال مخدرات لزوجي المحبوس بالقسم، وأمرت النيابة بحبسي، لكن مش عارفة لما أخرج من هنا هعمل إيه؟ وبنتي اللي حطوها في الأحداث، أكيد هتطلع مجرمة هي كمان، أنا نفسي حد يخرجني من الضياع ده"، متساءلة: "هو مش في جمعيات خيرية علشان تساعد اللي زيي، ياريت اللي يعرف قصتي يساعدني؟".