حملت السلاح في الإعدادي وكونت عصابة لتثبيت السيارات بالإكراه تجرعت اليتم مبكرا وتفتحت عينيها علي أب يفضل عليها زوجته، بينما تفرغت الأخيرة لتذقيها من العذاب ألوانا، ولما رحل الوالد تفننت زوجة الأب، زادت من قسوتها وأخرجتها من المدرسة وفي النهاية قذفت بها في الشارع بنتا في مقتبل المراهقة ليلتف حولها أولاد الجريمة، من كل صوب، فتخلت سميحة وشهرتها «العو»، عن أنوثتها وذهبت لتنتقم من زوجة أبيها في كل ما حولها، وحملت السلاح وحفرت اسمها بالدم والرصاص وعرفت طريقها إلى القتل فتوجت على عرش الجريمة في الجيزة، ومن «ديليفري مخدرات» إلي تزعم عصابة للسطو والسرقة بالاكراه، وتثبيت قائدي السيارات في عز الضهر، حتي ذاع صيت «العو» كأحد أخطر المجرمين ولقبها رجالها ب«الدكر» حتي بلغ بها الإجرام مداه وقامت بالسطو علي اتوبيس كامل بمفردها، لتقع فى يد رجال الشرطة بعد رحلة شقاء. أنا العو «انت عارف أنا مين ...؟» أنا العو، هكذا بدأت سميحة.م.م25 سنة، وشهرتها «سميحة العو»، مسجلة خطر بمديرية أمن الجيزة، تروي ل «التحرير» رحلتها مع الدم والجريمة، مضيفة في صوت متماسك:«خد بالك أنا مش مولودة بلطجية أو مجرمة لا ..أنا خرجت من التعليم فى الإبتدائى بعد ما أمى ماتت وسابتنى لوحدى فى الدنيا دى»، واستكملت :«بعد ما أمى ماتت أبويا اتجوز ست زي الشيطان ومراته ماكنتش تسيبني فى حالى وأجبرتنى على الخروج من الدراسة والعمل ومن هنا اتصحبت على ولاد الشوارع». تنفث سميحة دخانا من سيجارة كانت تحتفظ بها أعلي قلبها، ثم تتابع وقد مس صوتها بحة حزن، «بمرور الوقت اشتغلت فى توزيع المخدرات على المدمنين فى المنطقة «ديليفري» يعني وكنت بأخد 30 جنيه فى اليوم، وهنا استوقفت «العو»عن حديثها قائلة «إيه رأيك فى عملية التجميل اللى فى وشى دى؟" وتقصد وجود جرح قطعى غائر بالوجه... واستطردت "الجرح ده علامة الجودة وكان السبب إنى ادخل عالم الإجرام من أوسع أبوابه، وكان بسبب خلاف على قطعة حشيش مع مدمن بيشترى فى المنطقة، ومع مرور الأيام، عرفت أن المخدرات دى سكتها قلق وكل شوية الشرطة هتقبض عليّ وغير كده المنطقة كلها بتكون عارفة إنك تاجر مخدرات، فقررت أحول النشاط من المخدرات إلى تكوين عصابة لسرقة السيارات وبصراحة المخاطرة هنا أقل والعائد بتعها أكثر». الصعود للهاوية واستكملت «العو» فى سرد تفاصيل صعودها في عالم الإجرام: «أنا كنت بدّور على رجالة بس كان لازم أكون أنا بردوا الراجل عليهم علشان محدش يهيني تاني وأمشيهم علي العجين ويخافوا منى ويسمعوا الكلام، وعملت العصابة وكنت بحكم رجالة بشنبات ومسجلين خطر وكنت أنا المعلمة» مضيفة «بدأنا أول عملية بسرقة الدراجات النارية كبداية وكنا بنبيع الواحدة ب500 جنيه وأنا كنت باخد 300 جنيه والباقى بيتوزع على باقى الرجالة، واحدة واحدة سمّعت فى المنطقة والكل فى القناطر بقى عارف مين سميحة العو.
تسرح العو بخيالها بعيدا ثم تستطرد أنا كنت بَرعب منطقة القناطر والعصابات كلها كانت بتعمللي حساب خاصة بعد ما واحد من رجالتى قتل شاب من المنطقة بسبب خلاف على مخدرات ومحدش عرف يعمل معانا حاجة». سقطت العو تواصل سميحة العو الحديث لتحكي لحظة سقوطها في قبضة الأمن «مرت الأيام وقامت ثورة يناير وبصراحة الشغل كان كتير والناس كانت خايفة لوحدها وسرقنا عربيات كتير، وفى إحدى المرات اصيب واحد من رجالتى، وتوقف عن الشغل، من ساعتها قررت انزل اشتغل بنفسى أنا وواحد من صباياني، وكان يوم خميس فى طريق شبين القناطر طلعت أنا وواحد من رجالتى وكان معايا فرد خرطوش على أتوبيس ركاب بس كان فاضى، وكنت ملثمة وجهى، وأمرت السائق بترك الميكروباص والنزول منه ورفض في بداية الأمر فقام «الصبي صبحى» باطلاق النار عليه وأصابه بطلقة فى قدمه، وهنا تجمع الأهالى ونصبوا لنا كمينا لضبطنا والصراحة أنا كنت عاملة دماغ حشيش عالية، ومش فاكرة حاجة تانى غير إن الأهالى مسكتنا وسلمتنا للشرطة». دموع سميحة وسط نبرات صوتها القوي بدأت سميحة، تستدعي سرها الكامن، والذي زاد من وحشيتها بقولها " تعرف يابيه كان فيه ولد جيرانه وكان بيموت فيّ وبيحبني بجد هو دا الشخص الوحيد اللي كان عاوزني وهيسترني وأنا اتمنيت انه يتجوزني لما أكبر بس سيبته لما مراة أبويا طردتني من البيت، مكنش ينفع اكمل معاه هو ابن ناس وهفضحه وسط أهله ومين هيتجوز بينت عايشة في الشارع ومدمنة حشيش".. وتتابع بعد محاولتها قهر دموع انسالت منها في غفلة "ساعات الشوق بياخدني ليه وبروح أمشي قدام بيته حتي بعدما اتجوز علي أمل اشوفه وهو الوحيد في الدنيا اللي كان ممكن ابكي في حضه وهو بردوا الوحيد اللي كنت أخاف يشوفني وأنا بسرق علشان كده كنت بغطي وشي ربنا يسعده في حياته" عايزة أتوب وأتجوز سميحة العو انتهت من سجارتها كما انتهت من قصتها قائلا: «يابيه أنا كنت مدوخة الشرطة طول السنينن اللي فاتت، بس في الأخر اتحكم عليّ بالسجن لمدة سنتين والحمدلله خلصت العقوبة وأنا خارجة من السجن خلاص ومش عارفة بصراحة هعمل إيه؟ بس انت فاكر يا أستاذ أنا هعرف أعيش حياة طبيعة زى أى ست بعلامة الجودة اللى فى وشى دى، ياريت أعرف أعيش طبيعية بعيد عن السكة الغلط دى واتجوز وأربي عيالي».