أعرب الأزهر الشريف عن بالغ قلقه للأفكار المتطرفة سواء كانت إسلامية أو غير إسلامية، والتي تبثها بعض القنوات الفضائية وتبغي إثارة الفتن والقلاقل بين أبناء الوطن في هذه الأوقات العصيبة. وأكد، في بيانٍ ل"مرصد الأزهر"، الخميس، عدم رغبته الدخول في جدل غير مجد بهذا الصدد والذي من شأنه أن يذكي نار الفتنة ويغذي الأحقاد ويهدد السلم المجتمعي والنسيج الوطني، مجدِّدًا موقفه باحترامه لكل الأديان السماوية وبسنة التنوع والاختلاف، وكذلك رفض أي مساس بأديان ومعتقدات الآخرين. وأضاف البيانَّ: "لاحظ المرصد بقلق بالغ أخيرًا أنَّ هناك قنوات فضائية مسيحية تبث على النايل سات وبخاصة قناة الحياة التي تبث برامج حوارية تتعرض لعقائد المسلمين ونصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة وتلصق كل نقيصة بالإسلام وتشكك في عقائده وأحكامه بطريق سافرة دون أي دليل ولا تمَّت للمنهج العلمي بصلة وتستضيف من تقدمهم على أنَّهم مسلمون مرتدون عن الإسلام ومعتنقون للمسيحية وتظهرهم في برامج حوارية أخرى". وأشار البيان إلى أنَّ هذه القناة تقدم نفسها على أنَّها مسيحية الأمر الذي يستفز مشاعر المسلمين ويخلق حالة من الكراهية تجاه إخوانهم المسيحيين والذين طالما عاشوا معًا يتبادلون مشاعر الاحترام والتقدير. وأوضح أنَّ الأزهر الشريف يعرب دائمًا عن احترامه لكل الأديان السماوية ويؤمن بسنة التنوع والاختلاف، لكنه في الوقت نفسه يرفض رفضًا مطلقًا أي مساس بأديان ومعتقدات الآخرين وفقًا للآية القرآنية: "لَكُمْ دِينُكُمْ ولِيَ دِينِ". وذكر البيان: "مرصد الأزهر على يقين من أنَّ الكنيسة الوطنية المصرية لا يمكن بحال أن تقر أو ترضى عما تبثه قناة الحياة "Al-Hayat TV" فهي شريك أصيل في بيت العائلة المصرية الذي يترأسه كل من الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية الذي يحرص على مكافحة كل ما من شأنه أن يهدد كيان المجتمع المصري ويفرق بين أبنائه، ويمزق نسيجه ووحدته الوطنية".