يبدو أن حديث النائب البرلماني، توفيق عكاشة، عن اللواء عباس كامل، مدير مكتب الرئيس، قد أعاد الأخير إلى الواجهة مرة أخرى، خاصةً بعد تصريحات عكاشة بأن جهازي الأمن الوطني والمخابرات العامة يديران الحياة السياسية في مصر، عبر تنفيذ تعليمات اللواء عباس كامل. عكاشة وعباس عكاشة قال خلال لقائه - أمس الأحد - مع الإعلامي يوسف الحسيني، في برنامج "السادة المحترمون"، المُذاع عبر فضائية «أون تي في»، إن «عباس كامل شخص محترم ولكن عقليته خطر علينا، يرى أن لديه خبرة سياسية لا تتوفر في أحد بالوطن العربي، لذلك يُعطي تعليمات مباشرة لأجهزة الدولة». وأضاف قائلًا «حين قُبض عليّ في السجن، كلمت اللواء عباس كامل ومردش عليّ، وبعتله رسالة لسة مردش عليها لحد دلوقتي»، وتابع «عباس كامل كلم النائب العام علشان يطلب منه إنه يبحث عن مخرج لابن الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل لرفعه من قوائم الممنوعين من السفر»، فقاطعه الحسيني، قائلًا «إنت كده بتقول نفس المعلومات التي ذكرتها تسريبات الإخوان»، فرد عكاشة «أنا ليس لي دخل بهذا، أنا رجل أخذ المستند لحد ما يُثبت عكسه، وإن قالوا إنها مفبركة فعليهم أن يرسلوها للنيابة العامة لتتخذ إجراءات قانونية بموجبها، وتعلن إذا كانت مفبركة أو العكس». وردًا على سؤال الحسيني «ألا تخشى أن يقال عليك تستند لمعلومات الإخوان، آخرة المتمة تكون إخوان؟»؛ قال عكاشة «هذا المستند لا أستطيع أن أنفيه أو أؤكده، لأنه لم يوضع أمام جهة رسمية»، فقال الحسيني «مش حضرتك هاجمت التسريبات دي وقت صدورها؟»، فأجاب عكاشة «موقفي كان إنها متصحش وقولت إنها مفبركة، ولكني اكتشفت إني مضحوك عليّ، وده مش عيب لأني خرجت واعترفت».
صندوق أسرار مع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة البلاد، برز اسم اللواء عباس كامل كأحد أهم "رجال الظل" في النظام الحالي، ومن المُرجح أن يكون الرجل مجهولًا للكثيرين، لكنه ليس كذلك بالتأكيد بالنسبة لدوائر صناعة القرار. كان مديرًا لمكتب "السيسي" في المخابرات الحربية، وانتقل معه مديرًا لمكتبه في وزارة الدفاع بالعباسية، ثم مديرًا لمكتبه فى رئاسة الجمهورية، كما أنه كان رفيق درب "السيسي" خلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي. الظهور الأول أول ظهور له كان بصحبة "السيسي" قبل أداء اليمين الدستورية، وجلس بجوار الرئيس المنتخب في طائرته التي أقلته إلى مبنى المحكمة الدستورية بالمعادى، كما ذكره "السيسي" في تسجيل صوتي نُسب له خلال حواره مع الكاتب الصحفى، ياسر رزق، وكان السؤال عن عدد القتلى في فض اعتصام رابعة، فأجاب السيسي "اسألوا عباس". وكان عباس ضمن الوفد المصري الذي قدّم العزاء في الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، كما ظهر في لقطات عابرة أثناء زيارة السيسي للأردن في ديسمبر الماضي، ولدولة الكويت في الشهر التالي، وجاءت معظم لحظات ظهوره عقب انتشار "التسجيلات المسربة" التي نُسبت له. مدير مكتب الرئيس تشير كافة المعلومات إلى أن اللواء عباس كامل بدأ بالفعل مزاولة عمله كمدير لمكتب رئيس الجمهورية، وظهر ذلك جليًا خلال الإعداد لحضور السيسي لقمة الاتحاد الإفريقى بغينيا الإستوائية، وزيارتي الجزائر والسودان.
ملك التسريبات ارتبط اسم الرجل بالتسريبات المنهمرة من مكتبه، والتي أحدثت دويا داخليا وإقليميا، والتي يُفضي تحليل مضمونها إلى أننا أمام شخص ضالع في إدارة الدولة، ففضلًا عن ترتيب مواعيد السيسي، فإنه يتواصل مع دوائر خارجية، ويشارك فى رسم الواقع الاقتصادي، ويتصل بالإعلاميين والقضاء.
التخابر مع قطر وكان الظهور العلني الأول للواء عباس كامل بصفته فى قضية "التخابر مع قطر"، حيث استمعت محكمة جنايات القاهرة، برئاسة محمد شيرين فهمي، إلى شهادته، بصفته رئيس لجنة فحص الأحراز في القضية المتهم فيها محمد مرسي، و10 من قيادات الإخوان، بتهمة تسريب وثائق الأمن الوطني لقطر. وحضر عباس إلى المحكمة دون حراسة في تمام الساعة ال10 صباحا، وقال إنه من خلال الفحص وعمل اللجنة، لم يتبين جود أي دفاتر لتسجيل أي مكاتبات واردة من الجهات السيادية أثناء فترة حكم مرسي، موضحًا أن الثابت لدي عمل اللجنة، هو أن جميع الخطابات كانت ترد بمظاريف مغلقة، لكن لم يتم العثور عليها بمعرفة أرقام الصادر والوارد لها. وقال كامل إن ما ثبت خلال هذه الفترة هي المكاتبات العادية بين الرئاسة والجهات الأخرى، أما مكاتبات الجهادت السيادية لم يتم تسجيلها بأي دفاتر. وأضاف أن "وفقًا لشهادة مسئولي رئاسة الجمهورية الذين تم مناقشتهم، فإن جميع المراسلات تسلمها مرسي شخصيا، وتصرفه بها كان غير معلوم، وحفظها كان يتم بداخل مكتب أحمد عبد العاطي، مدير مكتب رئيس الجمهورية آنذاك".