1 أجلس على شباك خوفى أطوح قدمى فى الهواء وألعب أرجوحة النسيان. كلماتى قصيرة كدقة الجرس حين لا يفتح الباب أحد الجميع مولع بربط الصرر وتعليقها على حافة الحرمان والنغم الصرر فى بيتنا كثيرة ولا تحتوى على شىء نزرعها فقط لنرتكن إليها بدلا من الصور الصرر كثيرة فى القلب أجلس على حافة النافذة وأدخن أنفاسى كطفلة وحيدة كطفلة سعيدة فى ساحة العطب الأنوثة تتسلل إلى مثل خدر ناعم مثل سكير يحلم بعطر امرأة الأنوثة تتسلل إلى ولا تأخذنى لها كالسكين نولد مرتين مرة وأنا أخرج منك ومرة وأنت تأخدنى إليك من سنطالع فى وجه هذا الصباح البارد الأعزل صباح يمكننى طى ذراعه بنظرة واحدة والناس عندى الرائحة وجه يحمل طعم البحار ووجه آخر شكل الغبار ورائحة الأغطية ■ أبى ما عادَ يمسكُ غرَّةَ الفجرِ أبى فأسُهُ الهائجُ ما عادَ يرقصُ تحتَ إبطه! فقط... يلوكُ دمعةً.. يدخلُ كونًا غائمًا! أبى تحتَ شمسِ الشتاءْ، ساعةً يتمتم للحفيدِ الصغيرِ : هناكَ.. هناكَ فى الحقول البعيدةِ.. هناكَ.. تحت جذعِ نخلةٍ ترقدُ أعوامى الخمسونَ مستيقظةْ.. آهٍ.. هل تسمعُ أنَّاتها يا صغيرى؟ هل شممتَ الآنَ أعوادَ الحطبْ..؟ للشاى طعمٌ حين ينضج فوقَها، يا صغيرى.. كان خبزُ القمحِ حلوًا كيفَ لا..؟ وهو نبتُ سنبلةٍ رافقتُها يومًا فيومًا شهرًا فشهرًا حتى جاء موعدُها/ الحصادْ! يا صغيرى.. تُربتى مَجْلوَّةٌ.. - كانت - أنثى تُهَيّئُ نفسَها للبوحِ دومًا فى الفصولِ الأربعةْ.. وحدَها كانت.. تشاطِرُنا الْعطاءْ.. قمحًا فى صوامعِنا لبنًا فى بطونِ صغارِنا ثوبًا طويلاً يسترُ أبدان الصبايا، عرسًا سماويًّا لا يخاصِمُه الغناءْ! ساعةْ أخرى.. يقفزُ نَعشُ جارتِه إلى عينيِه.. ينأى.. ساحبًا محراثَه خفيضٌ صوتُهُ يوصِدُ أبوابَه ويمضِى! ثمة علاقة بين الفوضى وضحكاتنا المتقطعة بين حذائه الرياضى وساقى الممشوقة بين حلمى المتأجج فى رجل واحد ونسائه المتخاذلات 2 أضرب بالكلمات المختارة بعناية وبالوقت عرض الحائط عن الحب وأنتظر لهاثا متصاعدا عن الحب أجد كلامى يسقط فارغًا كما يسقط وجه النائم فى صحن الطعام فى إيقاع خطوتك البطيئة على قدمى المعذبتين بالسفر سترة النجاة تحت المقعد والطائرات تحلق بقلبى عاليا
3 كنت أمر يومًا من هنا وقد تراءى لى أن تلك البوابة تحمل شيئًا من روحى فقررت النزول لسانى أعجمى رغم أنى أبدا لم أغادر لسانى أعجمى وهذا يرجع إلى جدى الذى كان يروى الحناجر المرهقة بالمياه ذلك الجالس فى صحراء الوحدة والاحتمال يرطن بلغة جديدة لا يفهمها أحد حتى عندما كان يحاول أن يتحدث بالعربية كانت الكلمات تخرج متكسرة من حلقه فى صورة أشياء أخرى حتما لم يرد ذكرها جدى الآن يسكن آلاف السنين أبعد من عمرى أزوره فقط حين أتعثر فى الممرات وأندب حظى أنى لم أرث لسانا عربيا سليما لم أرث حتى النسيان عائلتى كلها مسكونة بكلمات بعضها البعض قابلتنى أمى فى المسافة المتفاوتة بين المروق وخوفى ويدى الممتلئة بكل الأشياء التى اشتريتها والتى لم أعرف يوما كيف أجعلها تخصنى عالمى ينتهى ليس قرب الأرجوحة الخشبية التى تنكمش أمام أزيزها سنوات عمرى العشرة ولا السلم الحجرى الذى أصبح المكان الوحيد المطفأ فى روحى لكنه ينتهى قرب ذلك العلو كأن العالم كله قرر أن يفلتك أن يتركك تسقط فى الهواء لينتفض فستانك من الذعر مثل بالون هوائى يتركك العالم.. وتبقى الطفولة.. للأبد. 4 حقيبة يدك الكبيرة الممتلئة التى يبدو وكأنك تحمل بداخلها أطفالا صغارا يسيرون نياما فى جلاليب الحياة شوارع تنتفض ضحكا وشموع تحترق وحيدة فى الليل عندما تشعر بالخوف يا صديقى احملنى معك قنينة فارغة رسالة لا تأخذها إلى أحد وتاريخا قصيرا تهرب منه الأشباح