حوار| قيادى «الأوروموا» الإثيوبي: الحكومة تبني سد النهضة ل«تعطيش مصر»

جمادا سوتى: النظام الإثيوبي قتل 500 متظاهر ونطالب القاهرة بقناة فضائية لنقل صوت ثورتنا للعالم.. وسقوط حكومة أديس أبابا خلال ساعات
حكومة أديس أبابا وجهت اتهاما رسميا لمصر بالوقوف خلف ثورة الأوروموا
توقف بناء سد النهضة منذ خمسة أيام بسبب الاحتجاجات.. ومسئولو الحكومة مختبئون في أماكن سرية
إثيوبيا تبنى سد النهضة بتمويلات خارجية للإضرار بمصر وليس من أجل التنمية
نطالب الحكومة المصرية بعدم تسليم المحبوسين لديها من شعب الأوروموا حتى لا يتم إعدامهم
منذ تواتر الأنباء عن أن ثورة واحتجاجات شعبية واسعة في إثيوبيا، خطفت تلك الأحداث انتباه المصريين الذين تابعوها عن كثب، على خلفية حرب المياه والسدود الدائرة حاليا بين القاهرة وأديس أبابا، لكن في الوقت نفسه اتسمت الأخبار الواردة من إثيوبيا بالضبابية وفتحت مجالا للاجتهاد في وسائل الإعلام المختلفة..
و«التحرير» استجلى الحقيقة كاملة من لسان قيادي بارز في قبائل شعب الأوروموا، الذي يقود تلك الاحتجاجات، إذ كشف جمادا سوتى، منسق العلاقات بين الشعوب العربية وشعب الأورموا، عن أن النظام الإثيوبي فى طريقه للسقوط بسبب ثورة «شعب الأوروموا» لافتا في حواره ل«التحرير» إلى أن سقوط الحكومة أصبح مسألة وقت لا أكثر، مؤكدًا أنها ستسقط خلال ساعات، منوها بتوقف تام للمواصلات ومؤسسات التعليم وعدد من المستشفيات، وسيطرة حالة من الشلل التام لكل مظاهر الحياة في الشارع الإثيوبي بسبب الاحتجاجات والثورة ضد النظام القمعى، على حد وصفه.. فإلى نص الحوار:
ما الذى يحدث فى إثيوبيا؟
ما يحدث حاليا فى إثيوبيا هو ثورة يقودها شعب الأوروموا، ضد النظام «الفاشي» الحاكم، وهذه الثورة هى ثورة كاملة تشمل كل البلاد، حيث إن هناك شللا تاما للحياة، وتوقفا لوسائل المواصلات ومؤسسات التعليم والصحة، وذلك بعد أن أصدر الحزب الحاكم هناك قرارات بانتزاع أراضى شعب الأوروموا، وهذه الأراضى يعيش عليها ويملكها 1.5 مليون مواطن من شعب الأوروموا وترغب الحكومة الإثيوبية فى بيعها لمستثمرين أجانب لإقامة مشروعات صناعية وتجارية.

كم عدد جالية شعب الأوروموا داخل مصر؟
عددهم 5 آلاف وهم لاجئون سياسيون هربوا من اضطهاد وقمع الحكومة الإثيوبية وهؤلاء هم من استطاعوا أن ينجوا بأنفسهم من السجن والاعتقال بإثيوبيا.

هل أثرت هذه الثورة على بناء سد النهضة؟
بالفعل سد النهضة متوقف البناء فيه منذ 5 أيام بسبب ثورة واحتجاجات شعب الأوروموا، إذ توقفت مظاهر الحياة وتعطلت وسائل المواصلات المؤدية إلى السد، وهناك حالة من الارتباك تسيطر على الحكومة فى أديس أبابا ويستخدم النظام حاليا الطائرات للوصول إلى موقع السد، كما أن المسئولين الإثيوبيين مختبئون حاليا فى أماكن غير معلومة حاليا خوفًا من ثورة شعب الأوروموا، وبالتالى فالحكومة الحالية هى حكومة «فاقدة للشرعية» ويجب عزلها فورًا، ونحن قمنا الآن بتشكيل تحالف شعبى لتشكيل حكومة جديدة بخلاف الحكومة الحالية والتى تقوم بإبادة جماعية واعتقالات تجاه شعب الأوروموا .

كم نسبة شعب الأوروموا إلى الشعب الإثيوبي؟
شعب الأوروموا يمثل 65% من الشعب الإثيوبي وهم الأغلبية، منهم مسلمون، لذلك تخشى الحكومة الإثيوبية التى تندرج من شعب «التيجراى»، الذى لا يمثل سوى 10% فقط من تعداد الشعب، أن نصل إلى الحكم، كما أن 95% من الأراضى الإثيوبية هى فى الأساس ملك لشعب الأوروموا، ونحن نطالب الحكومة المصرية بدعم شعب الأوروموا، الذى سيحل فى حالة وصوله إلى الحكم الأزمة مع مصر حول سد النهضة.
كيف ترى أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا حاليا؟
نعلم أن الحكومة الإثيوبية قامت ببناء هذا السد للإضرار بمصر فقط، وليس بهدف خدمة الشعب الإثيوبي كما تدّعي الحكومة لدينا، لأن هذا السد لن يستفيد منه الشعب الإثيوبي بأى شيء، إنما فقط هدف بناء السد هو التحكم فى مياه النيل والإضرار بنصيب مصر من المياه، وهناك أيادٍ خارجية تعبث بهذا الملف وتحرك الحكومة لتحقيق أهداف سياسية وليس لتوليد الكهرباء كما تدعى الحكومة الفاشية فى أديس أبابا، لأن إثيوبيا لديها أنهار كثيرة بخلاف «النيل الأزرق»، تستطيع إقامة سدود عليه وتوليد الكهرباء من خلاله.
هل وصلت الثورة إلى العاصمة الإثيوبية ؟
بالفعل، وتعانى حاليا العاصمة من نقص الأطعمة والبنزين وشلل فى وسائل النقل ونحن نطالب بفتح قنوات مع الحكومة المصرية لإنشاء قناة فضائية تقوم بإيصال صوت شعب الأوروموا إلى العالم وإظهار مدى القمع والظلم والوحشية التى يتعرض لها، خاصة أن هناك 500 قتيل حتى الآن، سقطو خلال 3 أسابيع من اندلاع ثورة شعب الأوروموا، فضلًا عن 3 آلاف معتقل بسجون النظام الإثيوبي وهناك أيضا من حاولوا دخول مصر من شعب الأوروموا، بطرق غير شرعية، هربًا من الاضطهاد الإثيوبي، لكنهم تم القبض عليهم من قبل الحكومة المصرية، ونحن نطالب الحكومة المصرية، بعدم تسليمهم، لأنهم سيتم إعدامهم فور وصولهم لمطار أديس أبابا.
كم عدد هؤلاء المعتقلين؟
عددهم يصل إلى حوالي 400 معتقل، ونطالب الرئيس عبد الفتاح السيسي بالإفراج عنهم، وهناك اتهام رسمي من الحكومة الإثيوبية الآن بأن مصر تقف وراء هذه الثورة ثورة شعب الأوروموا وأنها تدعمها.