في مثل هذه الليلة، التي تتزامن مع احتفالات المصريين بمولد الرسول الكريم محمد صل الله عليه وسلم، وقف الرئيس عبدالفتاح السيسي، مخاطبًا علماء الأزهر الشريف، وكبار مشايح وزارة الأوقاف، مطالبًا إياهم، بضرورة صياغة خطاب ديني حديث، يتناسب مع العصر الحالي؛ لمواجهة الأفكار الإرهابية المتطرفة، التي تتغلغل إلى عقول شباب الأمة وفي القلب منهم شباب مصر. شدد السيسي، على ضرورة تجديد الخطاب الديني، وتنقية المجتمع من دعوات التطرف والانحراف، بينما تعهد أمامه، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بالبدء الفعلي في تجديد الخطاب الديني، رغبة ونزولًا لإرادة الرئيس، وبعد مرور عام "بالتمام والكمال" يطرح "التحرير" تساؤلًا مفروضًا.. هل فعلًا تم تطوير الخطاب الديني ؟ أم أن وصاية السيسي لم تجد ما ينفذها حتى الوقت الحالي؟. الدكتور محمد أبو هاشم، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجة البحري، قال إن الخطاب الديني لم يم تجديده أو تطيره حتى الآن، مشددًا على وجود صراع خفي بين المؤسسات الدينية، الأمر الذي أدى إلى تشتت تفكير بعض العلماء عن فكرة التجديد من الأساس. أضاف أبو هاشم، ل"التحرير"، مساء اليوم الثلاثاء، أن تراجع دور المؤسسات الدينية وغياب الرقيب من العوامل التي عرقلت تجديد الخطاب الديني، وعجّلت بوجود بعض الشعارات المعلنة من قبل وزارة الأوقاف والتي تُظهر التجديد، إلّا أنها تحمل بين طياتها العديد من الفشل الإداري. كشف أبو هاشم، فشل وزير الأوقاف الحالي، الدكتور محمد مختار جمعة، في إدارة الوزارة، موضحًا أنه لا يصلح لتنفيذ مطالب الرئيس عبدالفتاح السيسي، حول تجديد الخطاب الديني. وأضاف الشيخ سمير حشيش، الواعظ بالتراث الأزهري، أن تصارع المؤسسات الدينية آفة تلتهم علماء الدين، موضحًا أن المبادرات التي تُعلنها المؤسسات الدينية حول تجديد الخطاب الديني، حبر على ورق. طالب حشيش، علماء الأزهر، بتنحية الخلافات والعمل بجد نحو تجديد الخطاب الديني الذين فشلوا في تطويره، وكذلك وضع تصورات واضحة المعالم لإعادة النفوذ والهيبة إلى المؤسسات الدينية من جديد. من جانبه، هاجم الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، واضفًا إياه بالفشل في مهمة تجديد الخطاب الديني، مشددًا على ضرورة إعادة هيكلة المؤسسات الزهرية، باستثناء مشيخة الأزهر. أوضح كريمة، أن الرئيس عبدالتفاح السيسي حمّل العلماء مسؤولية تجديد الخطاب الديني في مثل هذا الوقت من العام الماضي، وبعد انقضاء عام كامل، لا يزال الأمر "محلك سر". وأكد الدكتور عبدالفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، أن الخطاب الديني نجح إلًا قليلًا منه، مؤكدًا وجود خلل كبير في التنسيق بين المؤسسات الدينية، ما أدى إلى تأخر استراتيجية التجديد.