إشارات عديدة يمكن أن تستخرجها من اختيار اللجنة المنظمة للنسخة ال66 من مهرجان كان السينمائى لفيلم «جاتسيبى العظيم» كفيلم الافتتاح للمهرجان، الذى ستستمر فاعلياته؛ حتى 26 من مايو الجارى. وأولى تلك الإشارات أن هذا الفيلم سيجمع نجم بوليوود الأشهر أميتاب باتشان مع نجوم هوليود أمثال ليوناردو دى كابريو، وتوبى ماجواير، وجويل إجيرتون. كما أن هذا سيعد احتفالا أو تكريما ل«أميتاب باتشان» على مرور «100 سنة على السينما الهندية»، الذى يعد واحدا من أبرز أيقوناتها ونجومها المخضرمين العظام، خصوصا بعدما تم اختيار الهند ضيف شرف المهرجان؛ تكريما لها. علاوة على ذلك فإن اختيار هذا الفيلم يعد مغازلة وإحياء للأفلام المقتبسة من أعمال أدبية شهيرة، ف«جاتسيبى العظيم» مقتبس من رواية تحمل ذات الاسم للكاتب الأمريكى فرانسيس سكات فيتزجيرالد، التى تتحدث عن فترة العشرينيات من القرن التاسع عشر العاصفة فى التاريخ الأمريكى، وتدهور أخلاقيات المجتمع بصورة كبيرة وملحوظة، وتجرى أحداثه عام 1922 فى نيويورك، حيث العصر الذهبى لموسيقى الجاز خلال الأزمة الاقتصادية التى عصفت بأمريكا وانتشار عمليات التهريب وظهور طبقة جديدة من الأثرياء، الذى يخرجه المخرج الأسترالى باز لورمان. وأمضى لورمان فى تصوير هذا الفيلم 83 يوما، علاوة على أنه بلغت تكاليف إنتاجه أكثر من 125 مليون دولار، وسيعرض بتقنية ال«3D». ولا يعد هذا الفيلم هو الوحيد المشارك فى المسابقة الرسمية للمهرجان المقتبس من أعمال أدبية، فهناك أربعة من الأفلام الستة المشاركة تم اقتباسها من روايات أخرى، وأبرزها فيلم «لا فينوس آلا فوروو (فينوس والفروة)»، والمقتبس من رواية ل«ليوبولد مازوش»، وفيلم للمخرج والممثل التونسى-الفرنسى عبد اللطيف كشيش «لا فى داديل (حياة أديل)»، والمقتبس عن قصة جولى ماروه «لو بلو إيه تون كولور شود (اللون الأزرق الدافئ)»، علاوة على فيلم «ميكايل كولاس» المقتبس من رواية ألمانية لهنريك فون لاكيست، وأخيرا الفيلم الإفريقى «زولو» للمخرج جيروم سال والمقتبس من رواية تحمل ذات الاسم ل«كاريل فيريه». كما أن إحياء الأفلام المقتبسة عن روايات لم يتوقف عند هذا الحد، بل سينافس على السعفة الذهبية هذا العام أيضا مايكل دوجلاس ومات ديمون بفيلمهما «وراء الشمعدان» والمقتبس عن رواية فرنسية ل«أماندا ستيرس» اسمها «ليبراتشى»، وأخرجه ستيفن سودربرج.