الحديث عن قبول عدد كبير من خريجي كلية الشرطة في دفعة النيابة العامة الأخيرة وقبول عدد آخر كبير من أبناء القضاة وأقاربهم في نفس الدفعة يعيد إلى الأذهان من جديد فكرة حرمان أبناء "الغلابة" وأبناء الطبقة الوسطى من الترشُّح لمثل هذا النوع من الوظائف, ويعيد إلى الأذهان أيضًا التصريحات الصادمة لمسؤولين كبار عن عدم أحقية أبناء الأسر الفقيرة والبسيطة من الدخول إلى هذا السلك، وقد أحدثت هذه التصريحات، في وقتها، لغطًا كبيرًا وأشارت إلى عنصرية وتمييز ملحوظين في مسألة التعيينات. محفوظ و"الزبال" كان من أشهر التصريحات التي أحدثت جدلاً كبيرًا في المجتمع، وشغلت الرأي العام لفترة طويلة تصريح وزير العادل السابق، محفوظ صابر، عن أبناء عمال النظافة ودخولهم النيابة، حيث قال "إنهم لا يصلحون.. وهناك وظائف تناسبهم".
وزاد محفوظ في تفسيره لمقصده من هذا التصريح، قائلا: إن ابن عامل النظافة لن يصبح قاضيًا، لأن القاضي لا بد أن يكون قد نشأ في وسط مناسب لهذا العمل، مع احترامنا لعامل النظافة -وفق قوله- مضيفا "إن ابن عامل النظافة لو أصبح قاضيا سيتعرض لأزمات عدة، ولن يستمر في هذه المهنة" وتابع محفوظ "كتّر خير عامل النظافة إنه ربّى ابنه وساعده للحصول على شهادة، لكن هناك وظائف أخرى تناسبه"، وقد انتهت الضجة التي أحدثها تصريح المستشار محفوظ بتقديمه استقالته وتولّى خلفًا له المستشار أحمد الزند. خط أحمر كان المستشار أحمد الزند وزير العدل الحالي، من المستشارين الذين لهم موقف معلن وصادم من مسألة دخول أبناء الغلابة إلى القضاء، ومسألة تعيين أبناء القضاة في هذه الوظائف، حيث كانت له تصريحات سابقة لتعيينه وزيرًا للعدل وقتما كان رئيسًا لنادي قضاة مصر، حيث قال: "إن تعيين أبناء القضاة في النيابة (خط أحمر)"، وقال أيضًا: "إنه يجب على كل مَن يطالب بتطهير القضاء تطهير نفسه أولاً". زحف مقدس وشن المستشار أحمد الزند ضمن معاركه التي لا تنتهي هجومًا على العاملين بالمحاكم، قائلًا: مَن يهاجم أبناء القضاة هم "الحاقدون والكارهون" ممن يرفض تعيينهم، وسيخيب آمالهم، وسيظل تعيين أبناء القضاة سنة بسنة ولن تكون قوة فى مصر تستطيع أن توقف هذا "الزحف المقدس" إلى قضائها.