يبدأ الفيديو شأن العشرات من مقاطع الفيديو الأخرى القادمة من الحرب الأهلية فى سوريا، عبر موقع «يوتيوب» كل يوم.. تحوم الكاميرا حول جثة أحد جنود الجيش النظامى السورى، لكن الصدمة تأتى فى المشاهد التالية: ينحنى رجل يعتقد بأنه أحد قادة المعارضة المسلحة ويدعى خالد الحمد، الشهير ب«أبو صقار» ينحنى إلى الجثة وبيده سكين. يمزق زى الجندى المقتول ثم يهوى بسكينه على صدره لينزع قلبه وكبده ويستعرضهما أمام الكاميرا، ممسكا كل عضو بيد، بينما تهتف مجموعة من الناس «الله أكبر» ويصيح أبو صقار، «سنأكل قلوبكم وأكبادكم يا كلاب بشار»، قبل أن يضع أحد أعضاء الجندى المقتول المغطى بالدم فى فمه ليمزقه بأسنانه. الفيديو توثق اثنان من مراسلى مجلة «تايم» الأمريكية فى سوريا من صحته، حيث شاهداه أول مرة فى أبريل الماضى فى وجود العديد من مقاتلى وأنصار أبو صقار، من بينهم شقيقه. وقال جميعهم إن الفيديو صحيح وغير مفبرك. وتقول المجلة الأمريكية إنها سعت إلى التأكد من مصداقية هذا الفيديو، لأن من شأن فيديو من هذا النوع أن يستخدم نظام الرئيس بشار الأسد بقوة ضمن دعايته المضادة للمعارضة التى يقول إنها تضم ضمن صفوفها إرهابيين. ما تأكد أن هذا الفيديو هو بالفعل لأحد رجال المعارضة، لكنه لم يتم التأكد بعد مما إذا كان هذا الرجل هو أبو صقار. وقد تم تداول هذا الفيديو أكثر من ألف مرة على موقع «فيسبوك»، وحقق أكثر من 45 ألف مشاهدة على «يوتيوب». ورغم كل شىء فإن هذا الفيديو الذى مدته 27 ثانية فقط، يفتح نافذة على مدى الوحشية التى باتت عليها الحرب الأهلية فى سوريا، كما أنه يعد مثالا على كيفية إسهام التكنولوجيا فى إذكاء الصراع ووحشيته. وتقول «التايم» إن وحشية الحرب فى سوريا التى راح ضحيتها 70 ألف مدنى قتلوا منذ بدء الصراع قبل أكثر من عامين، بلغت مستويات بشعة. ويبدو أن الجنود من كلا الجانبين، النظام والمعارضة، يرتكبون ما يبدو أنه جرائم حرب، على الأقل من خلال ما يتم بثه عبر شبكة الإنترنت. وانتشار الهواتف المحمولة المزودة بكاميرات وكذلك وسائل التواصل الاجتماعى يقدم مزيجا من الدعاية والترويع والتباهى بالجرائم. وفى حرب «اليوتيوب» هذه، التى تعد الأولى من نوعها، حركت الفيديوهات الصراع فى الوقت الذى كانت توثق بشاعاته أيضا. ومثل هذه الفيديوهات وهناك الكثير منها، تكشف عن مشاعر الكراهية الطائفية التى يخشى كثيرون أنها تحرك الحرب فى سوريا، خصوصا التوترات بين طائفة الأسد العلوية والمعارضين ومعظمهم من السنة. ولا بد من أن تثير فيديوهات بهذه البشاعة سؤالا مزعجا: كيف يمكن للدول التى تريد أن تدعم المعارضة السورية أن تتأكد من أنها تدعم متمردين يرتكبون جرائم حرب عن عمد؟ إن تركيا والسعودية وقطر يقدمون بالفعل مساعدات عسكرية لقوات المعارضة والولايات المتحدة تقدم مساعدات غير عسكرية.