جمعة يأمر بمصادرة كتب القرضاوي وحسن البنا وسيد قطب وبرهامي والمقدم وفريد وسعيد عبد العظيم كتب - باهر القاضي وسمية شندي مناداة الرئيس عبد الفتاح السيسي حول تجديد الخطاب الديني, منذ توليه رئاسة الجمهورية, دفعت المؤسسات الدينية, ممثلةً في "الأزهر والأوقاف" إلى تبني العديد من الإجراءات من أجل إنجاز تلك الدعوة, التي تكرَّرت من الرئيس ثلاث مرات في مناسبات دينية مختلفة. من بين هذه الإجراءات هي قرار الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بمصادرة جميع الكتب التي تدعو للتطرف والتشدد من مكتبات المساجد. "التحرير" رصدت أبرز الكتب التي تتم مصادرتها في مديريات الأوقاف بالمحافظات, وفقًا لتعليمات مختار جمعة, حيث تمَّت مصادرة كتب يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الداعية إلى التشدد والتطرف, وفقًا لتصريحات المسؤولين بالوزارة. كتب القرضاوي، المتخذ قرار بمصادرتها, تختص بقضايا حول الإسلام والتكفير والهجرة والحلال والحرام وملامح سيرة القرضاوي, وفقه الزكاة, والسياسة الشرعية والصحوة الإسلامية. حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان نالت كتبه اهتمامًا كبيرًا من قِبل رجال "الأوقاف"، حيث حرصت الوزارة على سحبها من مكتبات المساجد، منها "رسائل الإمام الشهيد حسن البنا", و"دعواتنا", و"إرشاد السائر", و"موسوعة النبي والخلفاء الراشدين", و"شهيد الحركة الإسلامية", و"الإخوان والمجتمع المصري والدولي", و"الحل الإسلامي فريضة وضرورة", و"سباق نحو اللحية", و"الحكومة الدينية", و"الرجل والفكرة", و"مفاهيم حول الأصول العشرية". القيادي الإخواني الراحل سيد قطب هو الآخر نال قسطًا كبيرًا من الاهتمام في مصادرة "الأوقاف" للكتب المتشددة، فمجرد أن يكون الكتب مؤلفًا من قبل قطب تتم مصادرته على الفور, دون أن تتطرَّق اللجنة للكشف عن مضمون الكتب, رغم أنَّ المعمول به هو فحص مضمون الكتب وبعدها ترفع اللجنة تقريرها للمديرية لتحديد الكتب التي تتم مصاردتها, لكن الأمر اختلف مع سيد قطب، ولعل من أبرز الكتب التي صاردتها الوزارة, "معالم في الطريق", و"في ظلال القرآن", و"الإسلام ومشكلات الحضارة". كتب مشايخ السلفية، على رأسهم الدكتور ياسر برهامي, وإسماعيل المقدم، وأحمد حطيبة، والدكتور أحمد فريد, وسعيد عبد العظيم, طالها قرار وزارة الأوقاف, وبخاصةً في مساجد محافطتي الإسكندرية والبحيرة, فالمساجد التي كان بها كتب كثيرة لشيوخ السلفية شهدت الأيام الأخيرة مصادرة عددٍ كبيرٍ من تلك الكتب من قبل مديريات الأوقاف هناك. من جانبه، قال محمد عبد الرازق رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف إنَّ قرار مصادرة الكتب جاء وفقًا لتعليمات وزير الأوقاف؛ من أجل الوقوف والتصدي وبقوة لأي محاولات لنشر الأفكار المتطرفة, لافتًا إلى أنَّ القطاع الديني يحرص بشكل منتظم على المتابعة مع المديريات بشأن الالتزام بالقرار حيال وجود أي كتب تدعو للتطرف والتشدُّد. عبد الرازق أضاف، في تصريحاتٍ ل"التحرير"، أنَّ القرار أسفر عن مصادرة عشرات المئات من الكتب دون النظر لأي فصيل بعينه، متابعًا: "هناك كتب متشددة للقرضاوي والبنا ولمشايخ السلفية وغيرهما من المشايخ، فالمعيار الحقيقي الذي يرتكز عليه العمل على تطبيق القرار ليس النظر إلى مؤلف الكتاب بقدر المضمون والمحتوى ففي حالة وجود محتوى لأي كتاب يدعو للتشدد فعلى الفور تتم مصادرته".