تعد الخصومة الثأرية بين عائلتي "السحالوة" و"المخالفة" التي راح ضحيتها 12 شخصًا وأصيب خلالها العشرات من أبناء العائلتين في العديد من الاشتباكات التي دارت بينهما خلال السنوات الخمس الماضية من أشهر الخصومات الثأرية في محافظات الصعيد. يُذكر أن هذه الخصومة الثأرية نشبت في مركز فرشوط شمال محافظة قنا، وهي مدينة شيخ العرب همام، التي اتخذها عاصمة لحكم الصعيد إبان حكم المماليك. الخصومة الثأرية بدأ رواجها وانتشارها في المدينة في انتخابات برلمان 2010، بعدما دفعت كلتا العائلتين بمرشح للبرلمان من بين أفرادها، وزادت حدة الخصومة عندما قام أطفال عائلة "المخالفة" برش المياه على أفراد من عائلة "السحالوة" يعملون فى القضاء في أثناء مرورهم في أحد الشوارع.
وازدادت بعد ذلك حدّة الخصومة الثأرية إلى الهجوم على المنازل والشوارع التابعة للعائلتين، لتصبح مدينة شيخ العرب همام مزادًا لسيل الدماء. ما يقرب من 5 سنوات من الاشتباكات الثأرية بين العائلتين ووجود مساعٍ كبيرة من القيادات الدينية في محافظة قنا لحل الخصومة الثأرية، لكنهما رفضا الصلح حتى أصبح لكلتا العائلتين 6 ضحايا. ولكن تقارب تلك الخصومة الثأرية على الانتهاء بعدما انتهت لجنة المصالحات الثأرية من الاتفاق مع العائلتين على الصلح، إذ اتفقت العائلتان على أن يكون الصلح في الاستاد الرياضي يوم الجمعة القادم، واشترطتا عدم تقديم الكفن في أثناء الصلح. ومن جانبه، قال محافظ قنا، اللواء عبد الحميد الهجان، إن لجنة المصالحات الثأرية التي تضم برلمانيين سابقين من محافظة أسوان وبعضًا من رجال الأزهر بمحافظاتسوهاجوقنا والأقصر، ورجال الدين والأزهر في محافظة قنا، انتهت من الاتفاق مع العائلتين على الصلح بينهما، مشيرًا إلى أن الصلح بين العائلتين كان المهمة الأصعب في قنا، بسبب رفض العائلتين للصلح بينهما، واستمرار الخصومة لفترة تجاوزت السنوات الخمس.