زوجة الضحية: الشرطة تركتنا 3 ساعات تحت حصار نيران البلطجية أصوات صراخ تعلو لترجّ المكان، وسواد يكسو الجميع، ودماء تغطى الأرض، ورائحة الموت تفوح من الجدران، وعائلة تدمَّر بالكامل وتنقسم بين متوفٍّ ومصابين، والسبب.. «كلب»! المأساة التى تعيشها أسرة الحاج يحيى، كبير شارع «محمد حسن» بالهرم، بدأت وانتهت على يد بلطجى اعتاد الإجرام، واتخذ من ترويع أهل منطقته هواية يمارسها بساديّة شريرة غير آدمية. بإطلاقه كلبا مسعورا على الجيران وطارد ابنة عم يحيى الذى ذهب لمعاتبته فكان جزاؤه القتل فى الشارع ووقف المتهم يحتفل بموته بإطلاق الرصاص فوق جثته. تم القبض عليه وأمرت النيابة حبسه 4 أيام على ذمة التحقيق. «التحرير» التقت أسرة عم يحيى، زوجته قالت إنه فقد حياته دون ذنب ارتكبه سوى أنه يكره السكوت عن الخطأ، وكثيرا ما كان يعاتب سيد (القاتل) على أفعاله وترهيبه أهالى المنطقة لفرض سيطرته على الشارع، فيوميا يقوم بإطلاق النيران فى الهواء، ويصرخ بصوت عالٍ ويقول «أنا ملك الشارع والراجل يورّينى نفسه»، تلك الأفعال التى كانت ترهب الجميع، إلا زوجى فكان دائما ما يتصدى له ويعاتبه على خطئه، الأمر الذى دفع البلطجى إلى تهديد يحيى أكثر من مرة بالقتل. وتستطرد الزوجة أن سيد «القاتل» قام قبل الواقعة بأيام بإحضار كلب مسعور وأطلقه أمام منزل عم يحيى لإرهاب أطفالنا، ويوم الواقعة قام الكلب بالاعتداء على ابنة شقيقة يحيى الصغرى فى أثناء عودتها من درسها، الأمر الذى جعل زوجها يستشيط غيظا ويقوم بمعاتبته على تركه الكلب فى الشارع، فلم يسمع منه سوى الألفاظ البذيئة أمام الجميع، «ثم فوجئنا به يأتى تحت المنزل مع مجموعة من أصدقائه البلطجية ويحاصرنا بالنار، ووصل الأمر به إلى أن أمسك بابنى وزوج ابنتى، وقام بضربهما بالسكاكين، فأسرع يحيى بالنزول لنجدتهما، فكان نصيبه الموت طعنا على يد المجرم وأصدقائه، بعد أن انهالوا عليه بالسكاكين حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وبعدها انفجرت نساء عائلته بالزغاريد، وصعد فوق السيارات بالشارع وقال بأعلى صوته: قتلتك يا يحيى زى ما قلتلك، وهو يطلق النيران فى الهواء». الزوجة الحزينة قالت إن الحكومة فشلت فى حماية زوجها، وكانت طرفا فى موته «بعد أن تركتنا 3 ساعات تحت حصار ذلك المجرم، ونيرانه تنهال علينا من كل حدب وصوب، ولم تأتِ إلا بعد أن انتهى الأمر ومات زوجى، وأُصيب ابنى وزوج ابنتى بإصابات خطيرة». «التحرير» التقت المتهم سيد الذى أكد أنه لم يكن يقصد أن يقتل المجنى عليه، وقال «يحيى الله يرحمه كان عامل فيها مُصلح اجتماعى وكان دايما يقول لى أنت مجرم، ومن يوم قتله حتى الآن لم أشعر بندم، لأنه نال ما يستحقه». كان العميد إسماعيل فاروق مأمور قسم الهرم، قد تلقى بلاغا من الأهالى يفيد بنشوب مشاجرة بشارع «محمد حسن» بالهرم، وبانتقال المقدم محمد عبد الواحد رئيس المباحث، إلى مكان الواقعة، تبين أن المجنى عليه نشبت بينه وبين جيرانه مشادة كلامية لتربيتهم كلبا شرسا أمام المنزل، وتسببه فى إثارة الذعر لدى الأطفال لمهاجمته لهم فى أثناء لهوهم. وكشفت تحريات العقيد محمود خليل مفتش المباحث الجنائية، أن المجنى عليه طلب من جيرانه إبعاد الكلب عن الشارع خوفا من عقره الأطفال إلا أنهم رفضوا، ونشبت بينهم مشادة كلامية، مما دفع المتهم إلى استدعاء أفراد أسرته، وأطلقوا الأعيرة النارية التى أسفرت عن مقتل المجنى عليه، وإصابة اثنين آخرين برش خرطوش.