تعاني قرى عديدة تابعة لمدينة الشيخ زويد في محافظة شمال سيناء، ليس فقط من الإرهاب وخطر الموت في أي لحظة، ولكن أيضًا من الإهمال المستمر منذ أعوام طويلة، فلا تصلها الخدمات الأساسية كالكهرباء. وتعتمد الشيخ زويد على محطة توليد لكهرباء "البخارية" في مدينة العريش، وبها محطة توزيع كهرباء "الوحشي"، تعمل على منظومة متهالكة من كابلات هوائية وأرضية لم تجدد منذ عشرات السنين. ويقول مصدر داخل محطة "الوحشي"، إن المشكلة الرئيسية في عدم وصول التيار إلى التجمعات البعيدة، هي الشبكة المتهالكة للكهرباء التي تشترك فيها جميع أحياء وقرى المدينة، وما زاد "الطين بلة"، تضرر محولات بالمحطة خلال اشتباكات بين الجيش وعناصر مسلحة، كما تسببت قذيفة سقطت داخل المحطة في إعطاب "كابل" رئيسي، وهو الكابل 66 القادم من مدينة العريش، والمغذي للمحطة بأكملها. وخلال الأشهر الماضية التي تلت "أحداث 1يوليو" في الشيخ زويد، انقطعت الكهرباء عن المدينة إضافة إلى مدينة رفح لعدة أيام، لمدد وصلت إلى أسبوع في بعض الأحيان، قبل أن يتم إصلاح العطل في المحطة الرئيسية. وعن الأعطال المتواجدة في شبكات التغذية، أوضح المصدر، أن التحرك في المناطق النائية أصبح صعبًا للغاية، بسبب نشاط الجماعات الإرهابية بها، وخشية سرقة سيارات الصيانة التابعة للشركة واستخدامها كمفخخات لاستهداف المقرات الأمنية، فلابد في حالة وجود عطل فى المناطق البعيدة، أن يكون هناك تأمين من الأجهزة الأمنية لفرق الأعطال، وهذا مايتم بالتنسيق مع المسؤولين فى شركة توزيع الكهرباء واجهزة الأمن في المحافظة. وعن معاناة الأهالي بسبب انقطاع الكهرباء، أكد القاطنون في القرى المتاخمة ل"الشيخ زويد"، أن أعطال الكهرباء تكثر مع فصل الشتاء بسبب هطول الأمطار، وأضافوا أنهم يحتاجون إلى الكهرباء، ليس فقط في الإنارة وتشغيل الأجهزة الكهربائية، ولكن أيضًا في استخراج المياه من الآبار عبر "طرمبات" تعمل بالكهرباء، لأنه لايوجد خطوط مياه تصل إلى تلك التجمعات البعيدة، فضلًا عن استخدام الآبار في ري الأشجار داخل المزارع، والتي تعتبر الدخل الرئيسي لجميع القاطنين فى تلك التجمعات من التجارة فى "البرتقال، والزيتون، والرمان، والخوخ".