مع قرب الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير التي خرجت احتجاجًا على انتهاكات الشرطة ضد المواطنين، ظهرت أزمة مقتل "طلعت شبيب"، الذي عُرف إعلاميا ب"خالد سعيد الجديد" لتخرج المظاهرات الشعبية بالمحافظة، وحدثت اشتباكات مع بعض أفراد الشرطة، واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بحقه، وللاحتجاج على اتباع الأجهزة الأمنية لسياستها القديمة من تعذيب وإهانة المواطنين داخل أماكن الاحتجاز بأقسام الشرطة. ويرى بعض خبراء السياسة أن جهاز الشرطة يعتبر من أسوء الأجهزة التي تكلف الدولة خسائر فادحة من الناحية المالية والسياسية، وأن الفساد الموجود بداخلها من أهم أسباب تراجع السياحة، والذي أفقدنا حوالي 3 ملايين سائح روسي ومليون سائح بريطاني، وبعض قوات الأمن تسيء استخدم السلطة، لوجود مرضى نفسيين ومجرمين داخل جهاز الشرطة، بحجة مكافحة الإرهاب. من خالد سعيد إلى طلعت شبيب في يونيو 2010 اعتقلت دورية أمنية شاب يدعى خالد سعيد، من إحدى المقاهي بمحافظة الإسكندرية، وتم اقتياده من بعض رجال الشرطة إلى القسم بدعوى تناوله المخدرات، ووقع اعتداء عليه وبعدها وُجد قتيلًا بعد تعذيبه، الأمر الذي أثار غضب الرأي العام وخرجت بعدها مظاهرات بالإسكندرية تتطالب بالقصاص له، وكانت هذه هي الشرارة التي أطلقت ثورة 25 يناير. وفي نوفمبر 2015 اعتقلت دورية أمنية شاب صعيدي يدعى "طلعت شبيب" من إحدى المقاهي بمحافظة الأقصر، وتم اقتياده من بعض رجال الشرطة إلى قسم شرطة الأقصر بدعوى تناوله المخدرات، ووقع اعتداء عليه وبعدها وجد قتيلًا بعد تعذيبه، الأمر الذي أثار غضب الرأي العام وخرجت بعدها مظاهرات بالأقصر تتطالب بالقصاص له. الواقعتان متشابهتان في النهاية، قُتل الاثنان بطريقة متشابهة: الأول كان أيقونة ثورة 25يناير، والثاني أحدث حراكًا كبيرًا بين أهالي الأقصر من أجل أخذ الثأر له. التعذيب الممنهج.. هواية الشرطة التعذيب أصبح شبه ممنهج داخل أقسام الشرطة، بعد مصرع 3 مواطنين خلال أيام قليلة وهم "طلعت شبيب، وعمرو أبو شنب، وعفيفي حسني" بعد احتجازهم داخل أقسام الشرطة بمحافظات مختلفة، ومازالت محاولات التبرير مستمرة لتمرير تجاوزات رجال الشرطة داخل الأقسام بحجة محاربة الإرهاب، ورغم إثبات التهم على بعض أعضائها، إلا أن المواطن لا يرى أحد منهم يلقى جزاءً يرضيه عما يفعله رجالها من اعتداءات. مرضى داخل الشرطة يقول الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، إن جهاز الشرطة يعتبر من أسوء الأجهزة التي تكلف الدولة خسائر فادحة من الناحية المالية والسياسية، لافتاً إلى أنه أفقدنا حوالي 3 ملايين سائح روسي ومليون سائح بريطاني، بسبب وجود رجل أمن مرتشٍ ساعد في إدخال قنبلة إلى الطائرة الروسية لتنفجر بعد إقلاعها بفترة بسيطة. وأضاف صادق في تصريح ل"البرلمان" أن جهاز الشرطة لم تطرأ عليه أي إصلاحات بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو، ويجب على أفراد الداخلية الحفاظ على سمعة المؤسسة الشرطية لكسب تعاطف الشعب على الأقل، مشيرًا إلى أن عدد المحاضر الموجودة داخل أقسام الشرطة كبير جدًا ولا أحد يتابع هذه المحاضر لسنوات. وأوضح أستاذ علم الاجتماع السياسي، أن هناك أوجه تشابه بين مقتل خالد سعيد بالإسكندرية وطلعت شبيب بالأقصر، لافتًا إلى أن بعض قوات الأمن تسيء استخدم السلطة، ويجب عدم وضع مرضى نفسيين ومجرمين داخل جهاز الشرطة، بحجة مكافحة الإرهاب. وأشار صادق، إلى أن قوات الأمن غير ناجحة في مكافحة الإرهاب، قائلاً "الجيش والشرطة في شمال سيناء منذ سبتمر 2013 وحتى الآن الإرهاب مستمر كما هو". سيناريو الانتقام ومن جانبه، قال شريف الروبي، عضو المكتب السياسي لحركة 6 إبريل الجبهة الديمقراطية، إن حالات التعذيب الموجودة داخل السجون والتي تؤدي إلى الموت ليست حالات فردية، وحدوث أكثر من 4 حالات خلال اسبوع يؤكد ذلك. واضاف الروبي، ل"البرلمان" أن كثيرًا من أفراد وضباط الشرطة يحاولون الانتقام من الشعب بمختلف طوائفه، وما حدث مع المواطن طلعت شبيب بالأقصر،والدكتور طلعت بالإسماعلية وغيرهم يؤكد ذلك، لافتاً إلى أن الشرطة لديها عقيدة أنها فوق الشعب لذلك يعذبون المواطنين داخل الأقسام. وأوضح عضو المكتب السياسي ل 6 إبريل، أن حالة شبيب وغيره ممن لقوا حتفهم على أيدي رجال الشرطة يشبهون أيقونة الثورة خالد سعيد، مشيراً إلى أنه في ظل حالة التردي الاقتصادية الموجودة والفقر المتقن والوضع السياسي، والحالة الأمنية الضعيفة سيكون ذلك شرارة لموجة ثورية جديدة ولكن الأمر يلزمه بعض الوقت. وأكد الروبي، أن ما يحدث من تعذيب وقمع من الأجهزة الشرطية سيتكرر في القريب العاجل، معلناً أن أغلب القوى الثورية في الوقت الحالي تسعى للتوحد مع بعضهم من جديد.