رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن إيران بدأت تأخذ منحدرًا جديدًا في سياستها الإعلامية، فبدلًا من سياسة التكتيم التي كانت تتبعها، تذيع الآن الخسائر التي تتكبدها الدولة جراء حربها في سوريا، وأخبار جنازات القيادات العسكرية، وعزاء المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي في الضحايا. وأرجعت "الصحيفة" السبب في ذلك إلى ما قاله الخبير بالشؤون الإيرانية "علي ألفون" أن الدور الذي تلعبه روسيا بارز جدًا، ومعه أصبح يتلاشى الدور الإيراني، والمرشد يسعى لإبراز دور بلاده في دعم بشار حتى لا ينسب أي نصر للدب الروسي"، مشيرًا إلى أنهم فخورين جدًا بالدور الذي يلعبونه. ورأى "الفون" أن الهدف من النغطية الإعلامية الكبيرة للضحايا الإيرانيين وخاصة كبار القادة، هو منع تصدر روسيا لعناوين الصحف العالمية فيما يتعلق بالشأن السوري". وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال الأشهر القليلة الماضية، نادرًا ما كانت تتحدث وسائل الإعلام الإيرانية عن دعم الأسد والتدخل العسكري في سوريا، ولكن بعد أن لمع نجم التدخل الروسي تسعى إيران لحماية مصالحها في سوريا والحفاظ على دورها في المنطقة. فمنذ بدء الحرب السورية والتدخل الإيراني في 2011، كانت وسائل الإعلام تعلن عن مقتل نحو 10 مقاتلين كل شهر، ولكن حاليًا ارتفعت الأرقام بعد دخول روسيا، الحليف الآخر للحكومة السورية، وبدأ في قصف المعارضة منذ أواخر سبتمبر. وأوضحت واشنطن بوست أن إيران كانت تدعم الأسد عسكريًا وماليًا منذ خمس سنوات، كما حثت الميليشيات الشيعية في العراق ولبنان على الوقوف بجانب الأسد، وإعلان الحرب ضد السنة، لافتة إلى أن وسائل الإعلام دائمًا ما تصف الحرس الثوري والميليشيات الإيرانية في سوريا بأنهم مستشارين أو متطوعين لحماية المزارات الشيعية. ومن غير الواضح بالضبط كيف يقاتل العديد من الإيرانيين في سوريا، إلا أن فيليب سميث، الباحث في الجماعات المسلحة الشيعية في جامعة ماريلاند الأمريكية يقول: "في حين يقدر مسؤولون أمريكيون عدد الميليشيات بحوالي المئات، فإن عددهم الحقيقي يتخطى الألفين ويشاركون على نحو متزايد في القتال المباشر خلال الهجوم الروسي، وهو ما يفسر ارتفاع عدد القتلى. ولفتت الصحيفة إلى دعوة الولاياتالمتحدةلإيران للمشاركة في الحوار حول مستقبل سوريا وهو ما اعتبرته اعترافًا ضمنيًا من واشنطن بالدور الإيراني، منوهة إلى أن الولاياتالمتحدة منذ وقت طويل تسعى لاستبعاد إيران عن المناقشات الإقليمية.