لا يزال الغموض يغلف قضية مقتل «صياد سمك»، الأسبوع الماضي بمنطقة الوليدية وسط مدينة أسيوط؛ حيث تقول الرواية الأمنية، إن قوات الأمن وردت إليها معلومات بوجود أحد المسجلين خطر ويُدعى «أسامة . ا » والمطلوب ضبطه في قضية إتجار في مواد مخدراة، بمركب صيد مع المدعو «محمود . إ . ف» ، القتيل، وهو أحد المسجلين خطر أيضًا، وعند رؤيتهم للقوات قاموا بإطلاق النار وهم وسط المياه على ضباط الشرطة لمحاولة الهرب إلى البر الثاني فبادلتهم القوات إطلاق النار فقتلت أحدهم وفر أسامة إلى البر الأخر وجاري ضبطه. بينما تختلف الرواية التي يقصها الأهالي عن ذلك، حيث يؤكد خال المجني عليه ناصر سيد، أن ابن شقيقته لم يكن مطلوبًا على ذمة أي قضايا وأنه حصل على براءة منذ شهرين في قضية استمر تداولها في قاعات المحاكم 3 سنوات بتهمة حيازة سلاح، مشيرًا إلى إنه كان منذ 4 أيام في قسم ثاني أسيوط وتركوه: «فلماذا تركوه إذا كان مطلوبًا». وأشار «سيد» إلى أن الشرطة تُشير إلى أن نجل شقيقته كان معه مُسجل خطر هارب وإنهم أطلقوا النار على المسجل، فقتلوا نجل شقيقته، متسائلاً: «لماذا لم يصب المسجل خطر الهارب وكيف هرب إذا كان موجود من الأساس»، منوهًا إلى تحريرهم محضرًا ضد ضابط الشرطة مرتكب الواقعة. وعلى إثر ذلك تجمهر أهالي منطقة الوليدية، حاملين جثة القتيل وطافوا بها شوارع الوليدية، مُطالبين بالثأر للصياد الذي راح ضحية دون ذنب – حسب قولهم – فيما قامت قوات الأمن بتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا عند مدخل منطقة الوليدية بإطلاق القنابل المسيلة للدموع حتى تمكنت من تفريقهم. وفي نفس السياق، علمت «التحرير»، أن مدير أمن أسيوط، اللواء عبدالباسط دنقل، قام بعقد لقاء مع أهالي المتوفي بحضور اللواء أسعد الذكير، مدير المباحث الجنائية واللواء أشرف رياض، مدير الأمن العام والنائب محمد حمدي دسوقي، عضو مجلس النواب وممثلين من رموز العمل الشعبي من أهالي حي الوليدية. وتم الاتفاق على الرجوع والامتثال للقانون في تحقيق العدالة ومحاسبة المخطئ في إطار القانون. هذا وقد أمر المستشار محمد خضير، مدير نيابة قسم ثان أسيوط بإشراف المستشار أحمد فتحي، المحامي العام لنيابات جنوبأسيوط، باستدعاء ضابط الشرطة وأفراد القوة الأمنية المشاركين في الحملة الأمنية لسؤالهم حول أسباب مقتل أحد المواطنين أثناء مطاردة أمنية لضبط أحد المطلوبين على ذمة قضية مخدرات. وكشفت التحقيقات أن القوة الأمنية التي أطلقت النار على المجني علية بطريق الخطأ، عندما حاولت مطاردة المتهم «أسامة .م» وشهرته «النتفاوي»، المطلوب ضبطه وإحضاره في القضية رقم 5390 قسم ثان أسيوط مخدرات.