في خطوة تهدف إلى إسكات أي صوت إعلامي مضاد، أقدمت السلطات التركية، أول أمس، على حجب القنوات التلفزيونية والإذاعية التابعة لمجموعة سامان يولو الإعلامية، التابعة لجماعة خدمة، التي تتبع الداعية التركي فتح ألله كولن، على القمر الصناعي توركسات، دون تقديم الأسباب والمبررات القانونية التي تقتضي ذلك والتي طالبت بها المحكمة إدارة توركسات. وبهذا القرار، تم إسكات 16 قناة تلفزيونية وإذاعية، مع أن المجموعة كانت قد أبرمت مع القمر الصناعي توركسات، عقدا للبث حتى سنة 2024. والقنوات التلفزيونية والإذاعية التابعة لمجموعة "سامان يولو" المحجوبة من القمر الصناعي توركسات؛ هي قنوات سامان يولو العامة، وسامان يولو الإخبارية، ومهتاب الثقافية، ويومروجاك الخاصة بالأطفال، بالإضافة إلى أول قناة كردية خاصة هي قناة دنيا العامة وقنوات مختصة أخرى بينها قناة إيرماك المختصة بالشؤون الدينية، علما بأن هذه القنوات كانت تصل لملايين المتابعين عن طريق توركسات منذ سنوات طويلة. وجاء هذا القرار على الرغم من أن المحكمة الإدارية السادسة، في العاصمة أنقرة، طالبت إدارة توركسات بمذكرة دفاع لتقديم الأسباب والمبررات التي تقتضي حجب قنوات المجموعة، ومع أن الدستور والقوانين تنص على وجوب انتظار قرار المحكمة. وأفادت مجموعة سامان يولو، التي بدأت بالبث منذ 1992، بأنها ستدافع عن حقوقها في ظل القانون وتعرض هذا القرار التعسفي على المحاكم التركية والدولية. وأبدى العاملون بمجموعة سامان يولو، ردة فعل على هذا القرار، ووقفوا إلى جانب المجموعة محتجين على القرار ورفعوا لافتات من قبيل “"ا يمكن إسكات الإعلام الحر" و"انقلاب على الفن"، وجاءت كل من شوله كاراجا زوجة هدايت كاراجا رئيس مجموعة سامان يولو الإعلامية، المحبوس في سجن "سيلفري" بإسطنبول بالرغم من صدور قرار بإطلاق سراحه، ووالدته وأطفاله إلى مقر التليفزيون لدعم ومؤازرة العاملين. وقال متين ياكار مدير الأخبار في سامان يولو، "طالما أن هناك قانون في العالم سنواصل مقاومتنا ضد أعمال الظلم التي نشهدها". ونظّم كل من مكتب اتحاد الكتاب الدوليين بتركيا واتحاد الناشرين الأتراك ولجنة الكتّاب في السجون ونقابة الكتّاب الأتراك اجتماعًا، الجمعة، تناولوا خلاله أعمال القمع والضغط التي تمارسها حكومة حزب العدالة والتنمية والرئيس رجب طيب أردوغان على الصحف والقنوات التليفزيوينة. وأبدى رئيس الاتحاد متين جلال زيني أوغلو، ردة فعل على إسكات الصحف والقنوات التليفزيونية قائلا: "قديمًا عندما كان يتم اعتقال صحفي أو يتم حجب بث قناة تليفزيونية كان يثير ذلك غضب الجميع، ولكن اليوم يتم فرض وصاية على مجموعة "كوزا- إيبك" الإعلامية، وكأنه أمر طبيعي للغاية، ويتم إخراج قنوات ومحطة إذاعية تابعة لمجموعة "سامان يولو" الإعلامية من القمر الصناعي، إلا أننا غير قادرين على فعل شيء، لقد جعلونا نعتاد هذه الأمور في تركيا". ولفت مصطفى كوز، رئيس نقابة الكتّاب الأتراك إلى أنه لم يتم إسكات الصحافة، بكل هذه الصورة الكبيرة في أي فترة من الفترات، وأعاد إلى الأذهان تصريحات رئيس الوزراء أحمد داوداوغلو التي قال فيها إن حرية الصحافة خط أحمر بالنسبة للحكومة، وعلّق قائلا "بالرغم من تلك التصريحات شنت قوات الأمن في نفس التوقيت حملة مداهمة بسيارات رشّ المياه ومروحيات على صحيفة "زمان" أكبر الصحف مبيعًا في البلاد”". فيما قال خليل إبراهيم أوزجان الرئيس المشارك لمكتب اتحاد الكتّاب الدوليين في تركيا، إن مسؤولي الدولة وعلى رأسهم الرئيس رجب طيب أردوغان يرون أنفسهم فوق القانون عبر لهجة العنف التي يستخدمونها ويظهرون ذلك بصورة واضحة. ولفت اللقاء إلى وجود نحو 28 صحفيًّا وكاتبًّا محبوسين في السجون في تركيا. وقال رئيس اتحاد الصحفيين الأتراك يلماز كاراجا، أن قرار إدارة القمر الصناعي توركسات، بإخراج مجموعة سامان يولو الإعلامية من البث عبر القمر يعد بمثابة فرض للرقابة وهو أمر غير مقبول. وأوضح كاراجا، أن توركسات قامت بعملية غير قانونية، لافتا إلى أن اتحاد الصحفيين هو مؤسسة معنية دوما بمساندة الوحدة الوطنية والتضامن الشعبي. وقال كاراجا: "إننا نرى أن هذه المواضيع هي المعايير الأساسية التي يجب مراعاتها بالنسبة لوسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والصوتية والإلكترونية، وفوق ذلك، علينا ألا ننسى بأن مثل هذا القرار الخاطئ قد أدى إلى إلحاق الضرر بموظفين يعملون في الصحافة لكسب لقمة عيشهم، إذن فتوركسات نصبت نفسها مكان المحكمة، وليس من الصحيح أن تتخذ مثل هذا القرار الذي يُعتبر بمثابة فرض رقابة على الإعلام الحر".