تواصل "التحرير" تسليط الضوء على المشكلات المزمنة التي يعاني منها المجتمع، واليوم الملف الخاص بحالات التحرش، ، طارحة سؤال "تعمل إيه لو شفت حالة تحرش؟". في البداية يجب التوضيح أن التحرش "الجنسي واللفظي"، جريمة يعاقب عليها القانون، ويحاكم مرتكبها استنادًا إلى المادتين 306 فقرة أ، والمادة 306 فقرة ب من قانون العقوبات. وتصل العقوبة في تلك الجريمة إلى السجن لمدة تترواح ما بين 6 أشهر و5 سنوات، إضافة إلى غرامة قد تصل إلى 50 ألف جنيه مصرى، ويتم استخدام المادة 278 من قانون العقوبات، والخاصة بالفعل الفاضح في المجال العام، أحيانًا عدة فلتوقيع عقوبة بتلك الجرائم، إضافة إلى المادتين 267 و 268، ويتم استخدامهما للفصل فى جرائم أخرى تتعلق بالعنف الجنسي، مثل الاغتصاب والاعتداءات الجنسية الأخرى. إلا أن هناك إشكالية بخصوص هاتين المادتين، فالمادة 268 تصف الجريمة على أنها "هتك عرض" أو "هتك شرف"، بدلًا من وصفها ب"اعتداء جنسي وجسدي واضح"، وتبقى ممارسات الاعتداء الجماعي، إضافة إلى أشكال أخرى من العنف الجنسي، غير مجرمة بالشكل اللازم في نص تلك المادتين. وبالعودة للإجابة على السؤال المطروح سالفًا، يقول الخبير القانوني، شعبان سيد، "أول حاجة تحاول جاهدًا، وبكل قوة، أن تمسك بالمتحرش فورًا"، شارحًا أنه لابد من الإمساك بمرتكب هذه الواقعة، والاتصال بشرطة النجدة، واصطحاب من تواجد في محيط الحادث من شهود إلى الشرطة لأخذ أقوالهم، وإثبات التهمة على المتحرش. وأضاف سعيد، المحامي بالنقض: "ينبغي على المجني عليها أن تذهب إلى النيابة العامة، ولا تخجل أثناء سماع أقوالها"، مكملًا: "دي جناية هتك عرض إذا لمس المتحرش أجزاء حساسة من جسدها، أما إذا كان مجرد كلام فتكون جنحة تعرض لأنثى على وجه يخدش حياءها". ونصح الخبير القانونى السيدة التي تتعرض ل"تحرش"، ب"الصراخ بأعلى ما لديها"، لشد أزر المتواجدين في الشارع، للإمساك بالجاني والاتصال بالنجدة، أو الاستنجاد بأي شرطي متواجد بمحيط الواقعة. وينبه سعيد على أنه حال كان مرتكب هذا الجرم يستقل سيارة أو دراجة بخارية، يجب أن تلتقط الضحية رقم المركبة، ومهما كانت الظروف التي حدثت فيها تلك الواقعة، وإن كان الشارع خاليًا من المارة، يجب عليها أن تتوجه إلى أقرب قسم الشرطة وتدلي بأوصاف الجاني، ومن ثم سيتولى ضباط المباحث مهمة ضبط المتهم، ناصحًا سعيد بتجنب السيدات السير في الشوارع المظلمة أو الجانبية على قدر الإمكان. ولفت سعيد في حديثه إلى غياب دور واضح لشرطة مكافحة التحرش، مشيرًا إلى أن المواطنين لا يشعرون بوجودها إلا فى الأعياد والمناسبات فقط، وتتواجد عناصرها قرب المتنزهات ودور السينمات فقط، مطالبًا بتواجد رجال شرطة سريين في الشوارع والميادين، ما يجبر "المتحرشين" على الخوف من الإتيان بأي أفعال خارجة على القانون، وتوخي الحذر في تعاملاته مع الآخرين، خوفًا من ارتكاب الجريمة باختلاف أنواعها. وبإمكانك إذا طلبت منك الشهادة أو سارعت للإبلاغ عن مثل تلك الجريمة، أن تطلب ورقة لكتابة تفاصيل ما دار إذا خجلت أن تشرح شفهيًا في واقعة التحرش، كما ينبغى عليك أن تكتب اسمك كاملاً صحيحاً ومكان إقامتك، وماذا كنت تفعل وقت وقوع الحادث وماذا شاهدت بالضبط. وفي حال الإمساك بالمتحرش يتم احتجازه وتسجيله على ذمة الجريمة المرتكبة، وتفتح النيابة العامة تحقيقًا موسعًا في البلاغ، حتى يتم إحالته إلى المحاكمة، أما اذا لم تستطيع الامساك بالمتحرش، سيتم سؤالك عما إذا كنت تعرفه من قبل، وهل بإمكان الشهود الادلاء بمعلومات عنه، وسيتم تحرير البلاغ وحفظه وإعطائه رقم سوف تحتاجه لسؤال مكتب النائب العام عن القرار النهائى فيه، إذا تم التعرف على المتحرش من خلال البلاغ أو التحقيق، سيتم فتح القضية، وسيتم وضع رقم للقضية لحين استجواب المتحرش، وإن لم يتم التعرف على المتحرش، سيتم حفظ القضية. ويذكر أن "التحرير" سبق وفتحت ملف "التجاوزات" التي تحدث في بعض أكمنة الشرطة، وكيف تتعامل أن وقعت "ضحية" لها.