اشتعلت النيران في مخيم اللاجئين بغابات كاليه الفرنسية، ما أسفر عن عدد من الإصابات، في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة، في أعقاب الهجمات الدامية التي تعرضت لها باريس أمس، هذا أول الغيث ليس إلا، فاوضاع اللاجئين السوريين في فرنسا ستشهد صعوبة كبيرة في الأيام القادمة، ولا سيما بعد الإعلان عن تورط سوري في الأحداث الدامية، وأعلنت الشرطة الفرنسية أن حرق المخيم قد يكون خلفه عمل انتقامي. وقال عامل إغاثة إن "الحريق نشب بعد الساعة ال11 مساءً، وجار العمل على توفير الإسعافات اللازمة للمصابين"، بحسب وسائل إعلام فرنسية. وأوضح أنه تم اصطحاب اللاجئين إلى مركز "أشرام" ومراكز إيواء أخرى مخصصة للنساء، حتى يتم الانتهاء من إخماد الحريق، مشيرا إلى أن نشوب الحريق مع وقت وقوع الهجمات بباريس يثير التكهنات بشأن وجود دوافع انتقامية وراءه. قال عامل إغاثة آخر، إنه سيتم تزويد لاجئي كاليه بحماية رجال الشرطة لهذا المساء. ويسكن نحو 6000 لاجئ في هذا المخيم، أغلبهم من سوريا وبلدان أخرى شرق أوسطية وأفريقية، ولم تشر التقارير إلى وقع ضحايا بين اللاجئين. ورغم إرجاع صحيفة «دايلي ميل» البريطانية حريق مخيم «كالي» إلى ماس كهربائي، إلا أن تاريخ الهجمات على اللاجئين في أوروبا قد تثير تساؤلات عن حقيقة رواية الصحيفة البريطانية، خاصة مع توقيت وقوعها، فقد تعرض اللاجئون في أوروبا لهجمات سابقة بنفس الشاكلة في دول أخرى من قبل، ففي السويد ، على سبيل المثال، شهدت 15 يومًا فقط، من 13 أكتوبر وحتى 28 من الشهر ذاته 8 هجمات طالت اللاجئين السوريين، بدأت بحرق بيت كان يتم تحضيره ليستضيف الأطفال المهاجرين، قبل أن يتم حرق مدرسة تم تحضيرها لهم أيضًا بعد 3 أيام. بولندا ترفض اللاجئين ومن جانبه، أكد الوزير البولندي للشؤون الأوروبية المعين حديثا كونراد زيمانسكي، أن بلاده بعد هجمات باريس الدموية لا يمكنها أن تقبل المهاجرين بموجب حصص الاتحاد الأوروبي. وقال زيمانسكي السبت، إن الحكومة القادمة لن توافق على التزام بولندا بقبول حصتها من المهاجرين الواصلين إلى الاتحاد الأوروبي، وأضاف "والآن، في ضوء الأحداث المأساوية في باريس، نحن لا نرى احتمالات لتنفيذ هذه السياسة". هجوم على وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك غرد عضو الكونجرس الأمريكي عن الحزب الجمهوري، جيف دانكان، مهاجمًا سياسة استقبال اللاجئين السوريين في أوروبا، عقب أحداث باريس، قائلًا: «كيف حال إعادة توطين اللاجئون السوريون الآن؟ ماذا عن الهجرة الجماعية إلى أوروبا؟ الإرهاب حي وبخير في العالم»، بالإضافة إلى العديد من التغريدات التي امتلأت بها مواقع التواصل الاجتماعي لمواطنين أوروبيين، وفرنسيين خاصة، هاجموا فيها اللاجئين وحملوهم مسؤولية العمليات الإرهابية في باريس. اللاجئون سيدفعون الثمن من جهته، رأى الصحفي والمحلل السياسي اللبناني سركيس نعوم، أن الاعتداءات التي حصلت أمس في فرنسا، كانت متوقعة وقد تكون نتيجة للخناق الذي يشعر به "داعش" في سوريا، وقال: " هذه الاعتداءات كانت قد ابتدأت منذ وقت في أوروبا على نحو بسيط، ويمكن أن نشهد مثيلاً لها في الأيام المقبلة في أمريكا وروسيا وأي دولة أوروبية". وفي رأيه، أن "نتيجة اعتداءات ستكون مباشرة ليس فقط في فرنسا بل في كل أوروبا، لكن التأثير الأكبر سيكون على اللاجئين السوريين الذين سيعانون بشكل كبير"، وقال " هذه الضربة للاجئين أكثر من فرنسا، لذلك قد نرى توقفا لحركة اللجوء أو انخفاضها إلى فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية، كما أن الانسانية التي سمعنا عنها كثيرا سواء كان صدقا أو لا سيتوقف الحديث عنها".