انطلقت، اليوم السبت، الجولة الثانية من مباحثات فيينا، التي من المقرر أن تحضرها 20 دولة لوضع خطوط عريضة لتسوية الأزمة في سوريا وإنهاء الحرب الدائرة منذ أكثر من 4 سنوات. وتأتي هذه الجولة بالتزامن مع تصاعد وتيرة العنف على مستوى الشرق الأوسط والغرب أيضا، وذلك بعد الهجمات الإرهابية التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس أمس الجمعة وراح ضحيتها المئات، وكذلك التفجيرات الإرهابية التي شهدتها بيروت الخميس الماضي. وهو ما اعتبره الكثيرين دافعا قويا للدول المشاركة لإنهاء الأزمة السورية. صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية استعرضت في تقرير لها الأهداف التي تسعى لها الدول الرئيسية المشاركة في الاجتماع، وماذا يفعلون للحصول عليه. وجاء فيه: روسيا "نيويورك تايمز" قالت إن الكرملين لديه المزيد من المخاوف أكثر مما كانت قبل أن يتدخل عسكريا إلى جانب حكومة الأسد. الضربات الجوية الروسية ضد الجماعات المتمردة المدعومة من الولاياتالمتحدة، فضلا عن "داعش"، حولت بشكل كبير الديناميكية على الأرض. الصحيفة الأمريكية، قالت: إن هدف روسيا الحاسم في فيينا هو تحديد هوية الجماعات المتمردة وأيا منها تعتبر "إرهابية" أو "معتدلة"، إذ إن هذا التقسيم سوف يحدد أي الجماعات سوف يسمح لها بالمشاركة في الحكومة الانتقالية ما بعد الحرب، ولن يكون أمرا سهلا، وذلك لأن زعماء غربيون قد أشاروا بالفعل أن من يعرفونهم بالجماعات "المعتدلة" قد تشمل بعض الجماعات الإسلامية المتشددة. وعلى الرغم من أن روسيا تدعم بقوة الرئيس الأسد، فإن ولائها المطلق له غير واضح، إذ إن اقتراح روسيا الذي انتشرت أخباره الأسبوع الماضي يستبعد الأسد من كتابة الدستور الجديد، على الرغم من أنه ترك الباب مفتوحا عما إذا كان يمكن له خوض الانتخابات المقبلة. الولاياتالمتحدةالأمريكية قال البيت الأبيض، إن الرئيس الأسد لا يمكن أن يكون له أي دور طويل الأمد في مستقبل سوريا، على الرغم من أنه قد توقف عن القول إنه "يجب أن يتنحى فورا". هجمات العاصمة اللبنانيةبيروت يوم الخميس، وكذلك هجمات باريس أمس الجمعة، من المرجح أن تزيد من ضرورة الدعوة للتصدي لتنظيم "داعش". ومع ذلك، فإن الولاياتالمتحدة تريد تحديد إلى أي مدى يمكن للرئيس الأسد أن يكون جزءا من الحكومة الانتقالية، وضمان أنه لن يترشح للانتخابات مرة أخرى. وبعد أربعة سنوات من معارضة الفكرة، سمح البيت الأبيض لإيران بحضور الجولة الأولى من محادثات فيينا قبل أسبوعين، وقال وزيرة الخارجية جون كيري إن إيران ستشارك في اجتماع اليوم، وهو إشارة واضحة إلى أهمية إيران الإقليمية. إيران الرئيس الأسد حليف حيوي لإيران، التي تحتاج إلى الوصول للأراضي السورية لدعم لحزب الله، وكيلها الشيعي القوي في لبنان. وقد أرسلت إيران قوات برية وكبار الضباط للقتال إلى جانب قوات الأسد، وتكبدت خسائر في الأرواح في سوريا. ولم توافق أبدا على نتائج مؤتمر جينيف في 2012 التي طالبت الأسد بتسليم السلطة إلى حكومة انتقالية. زعماء إيران يريدون لأي اتفاق يتم التوصل إليه في فيينا أن يرضي المتشددين في الداخل، وكذلك الحفاظ على نفوذ طهران في سوريا. كما أن الدبلوماسيين الإيرانيين يريدون إطلاق مسمى "الإرهابية" على نطاق واسع، بما في ذلك الجماعات السنية التي تدعمها منافسيها الإقليميين. المملكة العربية السعودية دبلوماسيون المملكة العربية السعودية من غير المحتمل أن يكونوا سعداء بمواجهة منافسيهم الإيرانيين عبر طاولة المفاوضات في فيينا. فمن المرجح أن يضغطوا للحصول على ضمانات على جبهتين: أن يكون للجماعات السنية المتشددة التي تدعمها في الحرب دورا في مستقبل سوريا، وذلك لموازنة نفوذ الجماعات الشيعية، وأن تضمن خروج الأسد من المشهد نهائيا. تركيا الجارة الشمالية لسوريا، والتي تشارك السعودية عدائها للأسد وتسعى للإطاحة به. ولكن بأكثر من 2 مليون لاجئ سوري على أرضها، فهي تريد أيضا نهاية سريعة للحرب وآثارها، كما أنها تتعرض لضغوط من حلفائها الغربيين للموافقة على التسوية بحل وسط. ما الذي يمكن أن تقدمه تركيا في المقابل لا يزال غير واضح. فهي تريد "منطقة آمنة" في الأراضي السورية على طول حدودها، وهي الفكرة التي وجدت على الأقل بعض التأييد في أوروبا الغربية. وتريد تركيا أيضا هزيمة المتمردين الأكراد الذين يتخذون مناطق في سوريا والعراق ملاذ لهم. ومن المقرر أن يجتمع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، غدا الأحد، في فيينا مع الرئيس أوباما. الاتحاد الأوروبي من المقرر أن تحضر محادثات فيينا، فيديريكا موجيريني، منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جنبا إلى جنب مع مبعوثين من عدة دول أعضاء. وهم جميعا يعانون من تدفق اللاجئين، وخاصة من سوريا، وهم جميعا يحرصون على إنهاء الصراع. وقد سعى القادة الأوروبيون لاسترضاء إيران والمملكة العربية السعودية في الأسابيع الأخيرة. السوريون لن يتمكن السوريين من حضور طاولة المباحثات في فيينا، وحتى الآن فشلت الأممالمتحدة لتوحيد الفصائل السورية المتنافسة معا لمناقشة أمور مثل وصول المساعدات الإنسانية. وحثت اللجنة الدولية للصليب الأحمر المفاوضين في فيينا، يوم الجمعة، على احترام القانون الإنساني الدولي. وقال بيتر مورير رئيس اللجنة "يجب أن تكون معاناة الشعب السوري في قلب هذه المحادثات".