اشتباكات كلامية شديدة وقعت بين جواد ظريف وعادل الجبير أثناء مباحثات فيينا قبل سويعات من انعقاد مؤتمر فيينا للتوصل لحل سياسي للازمة السورية، امر الرئيس الأمريكي باراك اوباما بارسال نحو 50 من قوات العمليات الخاصة الأمريكية إلي سوريا في اول تدخل للولايات المتحدة بقوات علي الأرض في هذا البلد، وهو الأمر الذي تجنبته ادارة اوباما لأكثر من اربع سنوات. ورأت صحيفة «نيويورك تايمز» ان هذا التحرك جاء لدعم الجهود الدبلوماسية التي يقوم بها وزير الخارجية جون كيري الذي توصل إلي اتفاق بشأن سوريا بعد سبع ساعات من المباحثات في فيينا أمس الأول.. وقد جمعت هذه المباحثات دولا اقليمية وعالمية يتخذ كل منها مواقف متعارضة بشأن سوريا (الولاياتالمتحدة - تركيا - السعودية - مصر - روسيا - ايران).. والغريب ان هذه المباحثات جرت في غياب ممثلين عن كل من الحكومة السورية والمعارضة. مشاركة مصر قال د. عزمي خليفة المستشار الأكاديمي للمركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة والسفير السابق بالخارجية المصرية ان مشاركة مصر إلي جانب دول الخليج تأتي لتأكيد دور مصر في ضمان أمن الخليج في اطار تعاوني.. وأكد انه لا يستبعد توسيع المفاوضات حول سوريا لتشمل كل مشاكل المشرق والخليج العربي (سوريا - العراق - العلاقات الخليجية العربية الايرانية - اليمن - البحرين) وقد يمتد الأمر للجزر الاماراتية.. واقترح عقد مؤتمر للأمن في المنطقة علي غرار مؤتمر الأمن الأوروبي بحيث يشمل الصراع العربي الاسرائيلي (توسيع معاهدة السلام التي اشار اليها الرئيس السيسي «بمهارة» في الأممالمتحدة). وأعلن كيري ان الدول المشاركة في المباحثات اتفقت علي ضرورة وقف اطلاق النار وصياغة دستور جديد تحت اشراف الأممالمتحدة يعقبه اجراء انتخابات جديدة لكنه لم يحدد اطارا زمنيا لكل ذلك. واضاف كيري، وكان إلي جواره نظيره الروسي سيرجي لافروف الذي يشارك لأول مرة في مباحثات خارجية بشأن سوريا، انه تم الاتفاق علي البدء في عملية سياسية لوضع نهاية للأزمة السورية. وذكرت نيويورك تايمز ان اعلان كيري - لافروف جاء في اعقاب محادثات شهدت مشادات حادة بين وزير الخارجية الايراني جواد ظريف ونظيره السعودي عادل الجبير اتسمت باتهامات متبادلة عكست طموحات واطماع كلا الطرفين في المنطقة اكثر من كونها من السعي عبر المفاوضات لتسوية الأزمة. واشار عدد من الدبلوماسيين المشاركين في المباحثات إلي ان المفاوضات لم تكن سهلة.. وقالت فيدريكا موجريني وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي ان طاولة الحوار جمعت لأول مرة جميع الفاعلين في الأزمة السورية، لكنها قالت ان الاجتماع عقد في اجواء بناءة. وكشفت التوترات علي طاولة المباحثات مدي صعوبة التوصل إلي تفاهم مشترك.. فقد اصطف المشاركون إلي مجموعتين : الأولي بقيادة روسيا وإيران لدعم حكومة الأسد والثانية بقيادة الولاياتالمتحدة والسعودية لتبني الشروع في عملية سياسية بدون الأسد. فترة انتقالية المحادثات الأكثر سخونة كانت بين ظريف والجبير وكلاهما درسا في الولاياتالمتحدة (الأول بجامعة دنفر والثاني بجامعة جورج تاون وكلاهما علي علاقة وثيقة بالادارة الأمريكية) وحتي ايام قليلة كان الجانب السعودي يرفض الجلوس في نفس الغرفة مع الايرانيين. وتفضل ايران تحديد فترة انتقالية في سوريا لمدة ستة اشهر يتبعها انتخابات لتقرير مصير الأسد، رافضة اعلان مبادئ مؤتمر جنيف 2012 الذي ينص علي رحيل الأسد.. وقال حسين امير عبد الله نائب وزير الخارجية الايراني للجارديان: «لا نعمل علي بقاء الأسد علي رأس السلطة إلي الأبد». وكانت جميع الأطراف قد توصلت إلي عقد اجتماع آخر خلال اسبوعين لتحديد اطر لمبادئ اساسية تم الاتفاق عليها في فيينا تتضمن وحدة سوريا. وبينما تحدث كير ولافروف بعد سويعات من اعلان البيت الأبيض نشر 50 من القوات الخاصة في الأراضي السورية للمساعدة في تدريب الجماعات المتمردة واستهداف قوات داعش، قال الوزيران انهما تحدثا حول نفس النوع من التنسيق في هجماتهما ضد داعش. وقال كيري ان بعض الأفكار التي تمت مناقشتها في فيينا سوف ينقلها لواشنطن للتوصل إلي سياق تعاوني حيث تتطلب موافقة الرئيس اوباما.. اما لافروف فقد تجنب انتقاد قرار اوباما بارسال قوات خاصة إلي سوريا علنا، لكنه المح إلي خطر توافر ظروف ما يشبه حرب باردة بالوكالة بين قوات روسية وامريكية. تنسيق الجمهود وقال للصحفيين انه لم يكن علي علم بقرار نشر قوات امريكية خاصة في سوريا حتي وقت مبكر من صباح الجمعة عندما بدأ انعقاد اجتماع فينا. وذكر مسئولون في البنتاجون ان القوات الأمريكية الخاصة سوف تساهم في تنسيق الجهود مع القوات الكردية. وحذر ديفيد ميلر نائب مدير مركز ويلسن انترناشيونال للباحثين وخبراء آخرون في السياسة الخارجية من عزل تركيا بسبب تحالف امريكا مع مقاتلي الأكراد في شمال سوريا وحمايتهم بعد ايام من تعرضهم لهجمات من جانب تركيا.وقال ديريك كوليت مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق ان ادارة اوباما سوف تسعي لتهدئة التوتر مع الجانب التركي بذريعة ان التحرك سوف يساعد في حماية مصالحها.. كما ان الأتراك كانوا يريدون نشر قوات امريكية خاصة علي الأرض منذ سنوات». عبد السميع الدردير