أكد مستشار مفتى الجمهورية، الدكتور إبراهيم نجم، أن ظاهرة التطرف والإرهاب لا تعرف وطنا ولا دينا وحمل لواءها جماعات إرهابية ذات عقليات مريضة ومنطق مشوه وقلوب جامدة، مضيفًا أنه على المجتمع الدولى أن يتوحد من أجل مواجهة هذه الموجة المرعبة من الكراهية ومواجهة نمو الفكر المتطرف خاصة بعد تزايد انضمام أعداد كبيرة لتلك الجماعات من مختلف بلدان العالم. وأضاف نجم، فى كلمته أمام أعضاء البرلمان الأوروبى فى بروكسل ونقلها بيان لدار الإفتاء اليوم، الخميس، أن صناعة الفتوى هى واحدة من أجَّل المهام التى تقوم بها المؤسسات الدينية الرسمية المعتمدة مثل دار الإفتاء المصرية، والتى تهدف إلى فهم صحيح للعلاقة بين أحكام الإسلام والواقع المعاصر المتغير، فى محاولة لتعليم المسلمين أحكام دينهم مع مراعاة الواقع المعيش للمسلمين فى مختلف بقاع الأرض. وقال: «إن الفتاوى والمفتين يمثلان جسرا بين الفكر التراثى عبر التاريخ الإسلامى وبين الواقع المعاصر، فالمفتون هم حلقة الوصل بين الماضى والحاضر، ويستطيعون التفرقة بين الحكم المطلق والمقيد، وما بين الناسخ والمنسوخ وغيرها من الأمور المهمة لإصدار الفتوى». واعتبر مستشار مفتى الجمهورية أن تصدر غير المتخصصين للإفتاء ممن لا يملكون ما يكفى من المعرفة الدينية الصحيحة، هى واحدة من الظواهر التى قد تفسر السبب الأهم لانتشار التطرف، لأنهم نصبوا أنفسهم كسلطة ومرجعية دينية رغم افتقارهم للمؤهلات العلمية التى تؤهلهم للتصدر لعملية الإفتاء والتحدث فى الشريعة والأخلاق. وأكد أن انتشار هذا السلوك المنحرف وفوضى الفتاوى فتح الباب أمام التفسيرات المتطرفة التى لا أساس لها فى الإسلام لأن أى من هؤلاء المتطرفين لم يدرس الإسلام فى مؤسسة علمية إسلامية معترف بها، بل هم نتاج بيئات مضطربة اعتمدت تفسيرات مشوهة ومضللة للإسلام بهدف تحقيق مكاسب سياسية بحتة ليس لها أى أساس دينى، فهم يسعون فقط ليعيثوا فى الأرض فسادًا ولنشر الفوضى فى أرجاء العالم. وأشار مستشار مفتى الجمهورية إلى أن هؤلاء المتطرفين يعتمدون المنهج الحرفى للنصوص الدينية دون التعمق فى فهم معناها الحقيقى، حيث يتجاهلون قواعد الاستنباط العلمية وأقوال العلماء والجمع بين الأدلة الشرعية، كما أنهم يتجاهلون المقاصد العليا للشريعة الإسلامية مثل حفظ الأنفس والدين والعقل والعرض والمال التى صدرت الأحكام الإسلامية من أجل تحقيقها ودفع الضرر عن الناس فى الدنيا والآخرة، وهو ما أدى إلى إفراز تطرف فكرى والانحراف عن المنهج الصحيح الذى يؤدى حتما إلى السلوك المتطرف.