العلاج من الأمراض يختلف فى محافظات الصعيد، عن باقى محافظات مصر، إذ لا يرتضى أهالى الصعيد بأن يتم علاجهم عن طريق الأطباء، ويعتقدون أن العلاج بالموروثات القديمة أسرع وأقوى من علاج الطبيب، فالسيدة فى محافظات وجه بحرى تذهب للطبيب للعلاج من العنوسة أو العقيم، أما سيدة الصعيد فتذهب إلى الضريح أو الساقية أو شريط السكة الحديد للعلاج من العقم والعنوسة. «التحرير» ترصد الموروثات الفرعونية والعادات المصرية فى صعيد مصر للتداوى من الأمراض.. الساقية المنزارة تذهب إليها الأمهات اللاتى يفقدن أطفالهن الصغار واحدًا تلو الآخر إلى زيارة تلك الساقية، التى تقع فى قرية الغربى بهجورة بمركز نجع حمادى، شمال محافظة قنا طمعًا فى أن يطول عمر الطفل الجديد. وتذهب العقيمة وتبدأ بالدوران حول تلك الساقية، أملًا فى أن يرزقها الله بالإنجاب، فيما تذهب السيدة النحيفة أملًا فى زيادة وزنها، ويذهب الأطفال بصحبة أسرهم للدوران حول تلك الساقية التى يسميها الأهالى ب«الساقية المنزارة» أملاً فى العلاج من الجان والعفاريت، وقبل أن يبدأ الدوران لا بد أن تمسك السيدة بيديها «رغيف خبز». ضريح أبو عسران أما فى ضريح أبو عسران بقرية القصر بمركز نجع حمادى، لم يختلف الحال كثيرًا عن «الساقية المنزارة»، فتذهب الرجال والنساء من مختلف أنحاء الجمهورية للدخول فى رحلة علاج تستمر لفترة معينة، فتذهب السيدة العقيمة والسيدة العانس والرجل المصاب ب«هشاشة العظام». وتبدأ رحلة العلاج ب«تدحرج السيدة أو الرجل» من أعلى هضبة جبلية كبرى، بجوار ضريح الشيخ أبو عسران، ثم تدخل إلى الضريح، ويبدأ «الزار» بسيدات تمسك فى أيديهم «الطبلة» ويبدأ «التدحرج» مرةً أخرى داخل الضريح، مع بعض الأغانى غير المفهومة، ويسميه الأهالى ب«طقوس الزار». خضة الآلهة على غرار الفيلم السينمائى «الطوق والأسورة» فى معبد الكرنك بمحافظة الأقصر، يستقبل معبد دندرة فى محافظة قنا، السيدات التى لم تنجبن حتى الآن والمصابة ب«العقم» والسيدات التى لم يحالفها الحظ والنصيب فى الزواج، وتبدأ أولى رحلات العلاج ب«نيل بركة الآلهة»، حيث تتناول السيدة المياه، من آبار المياه الخفية داخل المعبد ثم تتوجه إلى الغرف السرية داخل المعبد وتتجول بداخلها، ثم يخرج أحد خفراء المعبد ل«خض السيدة» دون رؤيتها للخفير.
تصاب السيدة ب«خضة الآلهة» ثم تنال بركة الآلهة، وتذهب إلى منزلها، وبعد أسابيع قليلة تباركها الآلهة ب«الإنجاب أو الزواج» عقب حصولها على البركة من قبل الآلهة فى معبد دندرة. شريط السكة الحديد فى مراكز دشنا ونجع حمادى وأبوتشت، لجأت السيدات إلى النوم على شريط السكة الحديد قبيل وصول القطارات للعلاج من العنوسة والعقم، فتنام السيدة بجسدها على شريط السكة الحديد قبل قدوم القطارات، وقبل قدوم القطار بثوان يقوم أحد الشيوخ بسحبها من على الشريط، لتنال الخضة وبركة الجن والعفاريت، وتذهب مهرولة إلى منزلها ثم تنجب أو تتزوج.