فى الجزائر.. هذا البلد العربى المغاربى الكبير الذى يحكمه عبد العزيز بوتفليقة، منذ العام 1999، يحاط ملف صحة الرئيس بإطار قوى من السرية، لكن النظام الحاكم فى الجزائر فاجأ الجميع هذا الأسبوع بإعلانه عن تعرض بوتفليقة لأزمة صحية جراء إصابته بجلطة دماغية. ويوم أول من أمس الأحد، ذكرت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية أن الرئيس نُقل إلى فرنسا ليلة الأحد لإجراء مزيد من الفحوص الطبية. ونقلت الوكالة عن رئيس الوزراء الجزائرى عبد المالك سلال قوله إن بوتفليقة، الذى يحكم الجزائر منذ ما يزيد على عقد من الزمن، أصيب بجلطة عابرة يوم السبت الماضى، إلا أن وضعه الصحى «ليس خطيرا على الإطلاق». وفى الآونة الأخيرة قل ظهور بوتفليقة فى المناسبات العامة خلال الأشهر القليلة الماضية، مما أثار تكهنات بشأن صحته. وينتمى بوتفليقة (76 عاما) إلى جيل من الزعماء الذين هيمنوا على الحياة السياسية فى البلاد التى تمد أوروبا بخُمس احتياجاتها من واردات الغاز وتتعاون مع الغرب فى محاربة التطرف الإسلامى. وربما كان النظام الجزائرى يسعى بإعلانه فى هذا التوقيت عن الوضع الصحى لبوتفليقة إلى كسب التعاطف الشعبى مع الرئيس، حيث تشير أصابع الاتهام إلى الحاشية المحيطة به فى التورط فى قضايا فساد. لكن بعض الأوساط السياسية تتحدث كذلك عن إمكانية تطبيق المادة 88 من الدستور التى تتحدث عن احتمالات الحكم فى حال عجز الرئيس عن أداء مهامه. وقد يسعى النظام الجزائرى إلى إعادة ترتيب بيته بتولى شخصية مقربة منه الحكم بعد انتخابات مبكرة، قد تتم الدعوة إليها، سيكون فيها الصدام على أشده بين مرشحى النظام والتيارات الإسلامية. وتدور تكهنات فى الوقت الراهن حول أسماء، رئيس الحكومة السابق أحمد بن بيتور ورئيس الحكومة السابق الأمين العام السابق ل«جبهة التحرير» على بن فليس، ورئيس «حركة مجتمع السلم» الإسلامية، والوزير السابق أبو جرة سلطانى، والأمين العام السابق ل«جبهة التحرير» عبد العزيز بلخادم.